تعود منافستا أوربا ليغ ورابطة أبطال أوروبا يومي الثلاثاء والأربعاء والخميس، في وجود كبار أوروبا ومن دون الأندية الفرنسية، لأن ما لم يكن في الحسبان حصل بالنسبة للكرة الفرنسية التي مُسحت أنديتها بالكامل ولم تصل أي منها إلى الدور الربع النهائي، حيث بقيت ثمانية أندية في كل منافسة، من دون فريق فرنسي واحد، مما يعني خروج فرنسا من القمة الأوروبية وابتعدت عن مستوى كبار القارة. وصارت البطولة الفرنسية،مختصرة في فريق واحد هو باريس سان جيرمان، الذي تراهن عليه لوحده من أجل أن يتألق أوروبيا وفي حالة فشله تخرج فرنسا نهائيا من المنافسة، وحتى أوربا ليغ التي هي أقل مستوى من رابطة الأبطال تفشل فيها فرنسا وباستثناء الوصول مؤخرا لمارسيليا إلى المباراة النهائية إلا أن فرنسا مازالت لحد الآن في تاريخها من دون لقب في هذه المنافسة التي فازت بلقبها كل دول القارة العجوز بما فيها تركيا بناديها الشهير غلاتا ساراي وفشلت فرنسا. تعجز فرنسا عن تقديم فريق كبير بحجم كبار إنجلترا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وحتى البرتغال، ويبدو أن صبر أنصار باريس سان جيرمان بدأ ينفذ، وهم يحلمون بلقب القارة العجوز، وجاء الخروج هذه المرة في باريس في قصر الأمراء أمام مانشستر يونايتد، ليؤكد بأن فرنسا مطالبة بانتظار سنوات أخرى من أن تكسب فريق متماسك لا يتزلزل بالرومونتادا التي أبدعت بها برشلونة مرة وأكدها مانشستر يونايتد مرة أخرى. في سبعينات القرن الماضي وفي زمن ميشال بلاتيني تمكنت سانت تيتيان من البروز، ولكنها لم تتمكن من بلوغ نهائي كأس الأندية البطلة سوى مرة واحدة وخسرت أمام بيارن ميونيخ، كما وصل في تلك السنوات باستيا نهائي الإتحاد الأوروبي ولكنه خسر أمام إيندهوفن الهولندي، وكان النهائي في ذلك الوقت يلعب في مباراتين ذهابا وإيابا، وبقيت فرنسا يتيمة في الالقاب سواء في المنتخب أو الأندية إلى أن تمكن مارسيليا من الفوز على الميلان في رابطة أبطال أوربا، من إسعاد فرنسا ومازال الفريق الفرنسي الوحيد الذي بحوزته اللقب الكبير وهو لقب شحيح لبلاد مثل فرنسا لها تاريخ كبير في عالم الكرة. في رصيد فرنسا لقبين في أمم أوربا أحدهما جاء في الأراضي الفرنسية في زمن بلاتيني، والثاني تحقق خارج الديار في زمن زيدان، ولفرنسا أيضا لقبين في كأس العالم، أحدهما تحقق في الديار الفرنسية في زمن زيدان، والثاني خارج الديار في زمن مبابي، أما أنديتها فهي لا تكاد تتواجد في الخارطة الكروية الأوروبية، وعلى مدار تاريخها لم تصل للنهائي سوى أندية رامس ومارسيليا وباريس سان جيرمان وسانت تيتيان وموناكو، وعدد المرات التي لعبتها الأندية الفرنسية في نهائي المنافسة القارية لا يقارن إطلاقا بما تفعله أندية القارة التي تنتمي لألمانيا وإنجلترا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال وحتى بلجيكا. من حسن حظ الجزائر أن لاعبي الخضر الذين ينشطون في الدوري الفرنسي قليلون، والأحسن لجمال بلماضي أن لا يفكر أبدا في استدعاء لاعبين من القسم الثاني الفرنسي، لأن مستوى الدوري الممتاز ضعيف أوروبيا فما بالك بمستوى القسم الثاني، ولم يبق في الدوري الفرنسي إلا القليل من اللاعبين مثل عطال المرشح للمغادرة وعبيد، والثنائي رامي بن سبعيني ومهدي زفان اللذان بلغا الدور النهائي من كأس فرنسا وسيواجهان باريس سان جيرمان في نهاية الشهر الحالي. بينما فضل كل اللاعبين المغتربين المتألقين ترك الدوري الفرنسي ورفضوا العودة إليه، ومنهم من المخضرمين من فضل اللعب في الخليج وفي تونس وحتى في الجزائر مثل يزيد منصوري ومراد مغني على العودة إلى الدوري الفرنسي الذي اتضح من خلال دور المجموعات من رابطة الأبطال والدوري الأوروبي بأنه متواضع مقارنة مع قوى الكرة الأوروبية. وباستثناء يوسف عطال وبن سبعيني وزفان فمن المحتمل أن الطائرة التي ستقل أشبال بلماضي إلى القاهرة لن تضم أي لاعب سواهم من الدوري الفرنسي، أما البقية فهم ينشطون في مختلف الدوريات الأوروبية وحتى الخليجية وفي الدوري الجزائريوالتونسي وليس في فرنسا التي مازالت المدرسة الأولى للاعبين الجزائريين ولكنها لم تشجعهم بدليل أن محرز وبن طالب وحتى براهيمي غادروها من دون رجعة بعد أن كانوا في الاحتياط في أنديتهم المتواضعة، وكان آخر المغادرين للدوري الفرنسي رياض بودبوز ورشيد غزال وكلاهما يعاني حاليا وفي حاجة إلى بعض الوقت للتعود على اللعب خارج فرنسا بين ليستر سيتي وسيلتا فيغو. لم تعد المباريات في الدوري الفرنسي تجلب الجماهير لأن سيطرة باريس سان جيرمان على المنافسة وقتلها للحرارة، جعل الفريق الذي يضم كل نجوم الدوري الفرنسي يلعب وكأنه لوحده، وخفت بريق بقية الأندية التي لا تكاد تتقدم في البطولات الأوروبية حتى تسقط في أي اختبار، والضربة التي تلقاها الدوري الفرنسي بإقصاء كل أنديته بيّنت الفرق بين فرنسا وكبار القارة العجوز. ب. ع