تجددت مسيرات الطلبة الأحد بالجزائر العاصمة وباقي ولايات الوطن بطريقة سلمية وحضارية، حاملين نفس الشعارات المطالبة بالتغيير ورحيل رموز النظام والباءات الأربع، تأكيدا على تمسك الفئة الطلابية والنخبة الجامعية بمطلب نهاية مرحلة وبداية أخرى كلها أمان لرسم واقع جديد ونهج حديث يساهم في البناء الحقيقي لجزائر الغد . “الطلبة ضد العصابة”.. “طلبة غاضبون.. للنظام رافضون”.. “إرحلوا إرحلوا .. لا بلعيز.. لا بن صالح نريد رجل صالح”، “نحن واعدون.. وللفساد رافضون”.. “كفاكم تهميشا لنا ومن حقنا في مستقبل أفضل”… هي عبارات رددتها حناجر الآلاف من الطلبة الذين تجمعوا منذ الساعات الأولى من يوم الأحد بالجامعة المركزية “يوسف بن خدة”، وجامعة هواري بومدين بباب الزوار، وجامعتي بوزريعة ودالي إبراهيم، بالعاصمة، وجابوا ساحات الجامعة مرددين شعارات سياسية وأهازيج وطنية، مطالبين بالتغيير الشامل ورحيل جميع الوجوه الموالية لبوتفليقة، معلنين بذلك عن الدخول في إضراب مفتوح. كما حملت الحركة التضامنية للطلبة بجامعة هواري بومدين شعارا تم كتابته فوق يافطة كبيرة “الشعب أو لا أحد”، كما عبروا عن استعدادهم لمواصلة هذا الاحتجاج طوال الأسبوع في ظل استمرار الأزمة السياسية القائمة، موجهين وابلا من عبارات التنديد والنقد لما عرف ب”الباءات الأربع” ولاسيما بن صالح مرددين “لا 90 يوما لا 90 دقيقة.. ارحل كما رحل بوتفليقة”، وأشاروا إلى أنهم معنيون بالحراك الشعبي باعتبارهم شموع الأمة وصانعي الغد المشرق للجزائر الجديدة. كما رفع المتظاهرون شعارات طالبوا فيها الجيش بمواصلة دعمه لمطالب الشعب تنفيذا لالتزاماته التي سبق أن قطعها على نفسه بدعم مطالب الحراك حتى تتحقق كاملة غير منقوصة، مرددين “جيش بلادي يا شجعان، احم بلادك من العديان”، مؤكدين على استمرار الحراك الشعبي السلمي، والوعيد برحيل العصابة، إما بالقانون أو بالدستور أو مثلما جاء في بعض الهتافات “ترحلوا يعني ترحلوا.. بالدستور أو بالقانون”، كما أعربوا عن رفضهم القاطع لكل ما هو صادر من حلول للأزمة الراهنة من طرف النظام ودعوة إلى تكريس إرادة الشعب تحت عنوان “الشعب هو سيد السلطة” من أجل بناء جمهورية ثانية تمهد لقيام دولة القانون والعدالة الاجتماعية. طلبة وعمال وأطباء يحتجون بعدة ولايات متظاهرون: الحراك لن يتوقف حتى يحقق كل أهدافه انتفض، صبيحة الأحد، العشرات من العمال والعاملين والأطباء والطاقم شبه الطبي، على مستوى المؤسسة الاستشفائية عبد الرزاق بوحارة، بحي عيسى بوكرمة، بعاصمة الولاية سكيكدة، وقرروا الخروج في حركة احتجاجية عارمة، أمام مدخل المستشفى. وقال المحتجون إنهم خرجوا في الكثير من المرات دعما للحراك الشعبي، الذي ينادي بضرورة رحيل أوجه الفساد ومحاكمة الفاسدين والسياسيين المتورطين معهم، كما طالبوا بتنحية مدير المستشفى، وتحسين أجواء العمل. كما خرج الأحد المئات من طلبة جامعة الطارف في مسيرة كبيرة وحاشدة ضد “بقايا” نظام بوتفليقة، مطالبين برحيل كل أفراد العصابة وتغيير الوجوه التي مل منها الشعب الجزائري، حيث أكد العديد منهم مساندتهم للحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر منذ 22 فيفري الماضي، والمستمر كل يوم جمعة. طلبة جامعة الشاذلي بن جديد الذين رفعوا شعارات عديدة، سبق لهم أن خرجوا في مسيرات سابقة أكد بعضهم بأنه لا تهمهم الدراسة والامتحانات، مادام الحراك مستمرا. في حين أبدى الكثير منهم تخوفهم الشديد على مستقبلهم الجامعي خاصة المقبلين على مناقشة رسائل الماستر والدكتوراه. وفي قسنطينة وقف طلبة معهد العلوم الطبية بمنطقة “الشالي” في وقفة احتجاجية وتوقف عن الدراسة، تضامنا مع الحراك الشعبي الذي دخل شهره الثاني مطالبين برحيل الباءات التي تمثل النظام السابق، وقال الطلبة والأساتذة بأنهم يشاركون كل جمعة في المسيرات كل من ولايته ولكنهم اليوم أرادوا تذكير أنفسهم بأن أهداف الحراك لم تتحقق بعد ومنها تغيير كل المفسدين ليس في القمة فقط وإنما أيضا في القاعدة. وفي جنوب البلاد، تجمهر صبيحة الأحد العشرات من طلبة جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي، أمام المدخل الرئيس للجامعة، وتظاهروا بشكل سلمي، حيث رددوا هُتافات الحراك المُطالب بالرحيل الجذري للباءات الأربعة ومحيط الرئيس السابق بوتفليقة. وجاءت هذه الوقفة التي نظمها طلبة الوادي، في إطار المُساندة المستمرة للحراك الذي يهدف إلى للتغيير الجذري وإعادة بناء وتشييد دولة نوفمبرية ديمقراطية تحترم مبدأ الحقوق والواجبات والعدل والحرية، كما أكد طلبة الوادي بأن شعار وقفتهم بالأمس هو ”نقبل بعام أبيض ولا نقبل بمستقبل أسود”، كما أظهروا تصميمهم على مواصلة حراكهم بالجامعة يوميا، ودون انقطاع لغاية تحقيق آمال الشعب، بإعلان مرحلة انتقالية بوجوه جديدة ونزيهة، تؤسس لانتخابات حرة ونزيهة بعيدا عن التزوير ومصادرة حرية الشعب مرة أخرى في اختيار من يحكمه. كما قام طلبة بغلق أبواب جامعة أحمد دراية بأدرار، مانعين دخول الأساتذة والطلبة والموظفين، شالين كل الأنشطة البيداغوجية والإدارية بالجامعة. وجاء الاحتجاج تنديدا بحكومة بدوي، التي وصفوها بغير الشرعية، وطالبوا برحيل ما تبقى من أفراد العصابة، وإقرار مرحلة انتقالية. ولم تشهد الاحتجاجات احتكاكات بين الطلبة والشرطة أو أمن الجامعة. جزائريون يتظاهرون أمام مقر الأممالمتحدةبجنيف تظاهر الأحد جزائريون أمام مقر الأممالمتحدة في جنيف بسويسرا، للمرة الثانية منذ بداية الحراك الشعبي ضد النظام. وردد المتظاهرون هتافات “يتنحاو قاع”، قبل أن يوضح أحد المتظاهرين باللغات الإنجليزية والإسبانية والألمانية مطالب الجزائريين، ويطالب الاتحاد الأوروبي وألمانيا والولايات المتحدة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر ودعم نضال الشعب الجزائري.