قال الدكتور عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين، إن الحراك الشعبي من أجل التغيير في الجزائر، يحتاج اليوم إلى مرحلة مؤسساتية يقودها أكفاء يوثق فيهم، وهم أتباع مبادئ لا أتباع أشخاص، حيث دعا إلى الاقتياد بالعلماء الجزائريين، بدل الاقتداء بعلماء الغير. ورد قسوم خلال ندوة بمناسبة يوم العلم في متحف المجاهد، على الذين يحاولون التقليل من العلامة عبد الحميد بن باديس، قائلا: “ابن باديس عندما يقول الحق فوق كل أحد والوطن قبل كل شيء، فإن شعاره صالح اليوم في وقت تشهد فيه الجزائر حراكا شعبيا سلميا”. وأوضح أن ابن باديس حرك العقول قبل أن يحرك الشارع، وعرف كيف يتعامل مع جميع الفئات وينشر علما شموليا، حيث لم يكن حسب قسوم، مثل علماء مصر كجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبدو، الذين اهتموا بالنخبة وكانوا لا يلتقون إلا بفئات معينة. وحسب الدكتور قسوم، فإن علماء الجزائر هم أعلم الناس بالواقع الوطني، وبقضايا الأمة، وابن باديس كان رجلا ذكيا عرف كيف يحافظ على نضاله حتى في زمن القمع، ودعا شباب الجزائر إلى التحلي بالوعي مثلما تحلى به ابن باديس. ومن جهته، قال الدكتور عمار طالبي، نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين، إن ابن باديس دعا إلى تحرير العقول حيث إن الكثير حسب طالبي من يشاركون في الحراك الشعبي لكن عقولهم لم تتحرر وهم أتباع لأفكار وأشخاص ويظهر هذا في تصرفاتهم وتصريحاتهم. ويرى أن على الشباب اليوم أن يأخذوا الثبات والحكمة من ابن باديس الذي صبر صبرا شديدا على كل ما بدر من أعدائه وخصومه والاستعمار الفرنسي، كما اعتبر مقولة المفكر مالك بن نبي بأن الثورة إيقاظها سهل ولكن الصعب هو الحفاظ عليها حتى تحقق أهدافها، هي نصيحة إلى شباب الحراك الشعبي الجزائري اليوم من أجل التغيير الجذري، إذ عليهم توخي الحيطة والحذر بشيء من الوعي ضد الفتن والمحاولات الدنيئة لزرع الفوضى. وفي ذات السياق، نصح الأستاذ محمد الهادي الحسني، عضو جمعية العلماء المسلمين، الشباب الجزائري بالتحلي بالأخلاق وجعل العلم سلاح العصر قائلا: “إن الأخلاق سلاح كل عصر، ولكن العلم نسبي”. وأكد أن تحقيق أهداف الحراك السلمي لا يكون إلا بصوت حر مستقل وواع، وفي إطار مبادئ وأخلاق الجزائريين التي تركها علماؤهم أمثال عبد الحميد بن باديس، حيث قال: “عندما تأتي بشجرة من المكسيك لا تنبت في تربة الجزائر”.