لا خوف على الشباب ما دامت قيم إبن باديس متجذرة فيه دعا مفكرون، أمس، إلى ضرورة تمثيل الحراك الشعبي السلمي الذي يستمر منذ 22 فيفري من دون قادة فكريين، معتبرين ذلك خطرا كبيرا لإمكانية اختراقه من جهات قد تغير مساره وتنقض عليه لتغير مساره الوطني. حذر الدكتور عبد الرحمن طالبي نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين، من استمرار الحراك الشعبي السلمي من دون قادة فكريين يقودونه إلى تحقيق أهدافه الحقيقية التي انطلق من أجلها منذ قرابة شهرين، داعيا إلى ضرورة تمثيل الحراك وبشكل استعجالي لحمايته من خطر الاندثار أو الركوب من أطراف تحمل أفكارا ضد الوطنية. أوضح الدكتور طالبي في ندوة حول يوم العلم نظمت، أمس، بمتحف المجاهد بالعاصمة بالتنسيق مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومتحف المجاهد، أن الحراك الشعبي الراهن يحتاج إلى عنصرين لاستمراره وتحقيق أهدافه، وهما حسبه الاستمرارية والتمثيل الفكري، الذي هو غائب تماما في الوقت الحالي ولا ينبغي أن يستمر الوضع هكذا. وحسب طالبي فان أغلب ممثلي الحراك هم من الشباب الواعي والمتعلم الذي يحافظ على وطنه وهو دينه الإسلام، لكن في مقابل ذلك أن أكبر خطر يواجه الحراك هو إمكانية اختراقه، كاشفا عن وجود مراكز في تونس والمغرب هدفها مضادة الثورات تمولها أمريكا والكيان الصهيوني، وحذر في نفس الوقت من الخطر على الحدود مع ليبيا في ظل الوضع الذي تشهده. من جهته قال عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أن الحراك الشعبي السلمي يتسم بالوطنية وليس هناك ما يدعي للخوف عليه، قائلا أن هذه ثورة حقيقية ونهضة تجلت فيها كثيرا أفكار عبد الحميد بن باديس سيما الدفاع عن الوطنية والإسلام وهما مقومات لا يمكن التنازل عليها، مشيرا إلى أن ذلك بعث راحة في نفوس كل وطني غيور على بلاده. وأبرز قسوم دور العلم والعلماء في نهضة الأمة الجزائرية قائلا إن أي معادلة يصنعها العلم والعالم و الوطن، وأكد الدكتور أنه لابد القول أن القائمين على الشأن الوطني بداية من الرئيس الراحل بومدين ومن حوله يعود لهم الفضل في تخصيص يوم وفاة بن باديس يوم العلم لأن وفاته إحياء للعلم والوطن، موضحا أن ذكرى وفاته اليوم هي محطة لاستلهام أفكاره وتطبيقها على ارض الواقع خاصة مع الحراك الشعبي الذي يتميز بالوطنية والدعوة إلى التغيير الجذري. وتطرقت الندوة الفكرية إلى أهم التحديات التي قد تواجه الحراك الشعبي بما فيه الاختراق، وفي هذا الصدد قال المفكر الهادي الحسني أن أهم ما ينبغي الحفاظ عليه هو المقومات الوطنية وفي مقدمتها الإسلام، داعيا الشباب إلى رفض أي فكر يدعو إلى الانحلال الأخلاقي، معتبرا هذا خروج عن القيم الاجتماعية للشعب الجزائري المبني على حب الوطن.