أبرقت المركزية النقابية، الجمعة، إلى الأمناء العامين للاتحادات الولائية، تدعوهم إلى عقد اجتماع طارئ ومستعجل للجنة تحضير المؤتمر الأحد، بعد أن كان يُفترض أن تجتمع السبت القادم أي في 27 أفريل الجاري، وذلك لدراسة الوضعية الملتهبة داخل الاتحاد بسبب تعنت الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد ورفضه التنحي من أكبر تنظيم نقابي. فرض ضغط الاحتجاجات العمالية المتصاعدة، منطقه على المركزية النقابية التي حاول أمينها العام تجاهلها، رغم الوقفة الاحتجاجية التي نظمها نحو 10 آلاف عامل ونقابي يوم الأربعاء الماضي للمطالِبة برحيل الأمين العام لأكبر منظمة نقابية في الجزائر عبد المجيد سيدي سعيد، باعتباره واحدا من رموز النظام القديم وأحد أهم الداعمين للعهدة الخامسة واستمرار الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة. دعوة المركزية لعقد هذا الاجتماع الطارئ تأتي بعد سلسة من الاحتجاجات العمالية والفيدراليات، آخرها احتجاج الأربعاء الذي تجمع خلاله آلاف النقابيين والعمال يوم الأربعاء أمام دار الشعب بأول ماي، للمطالبة برحيل سيدي سعيد بعد تربعه على عرش المركزية النقابية لمدة 22 سنة كاملة، ولا تستبعد مصادر “الشروق” داخل المركزية النقابية أن يكون اجتماع الأحد القادم، آخر اجتماع يحضره عبد المجيد سيدي السعيد كأمين عام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، وتتوقع المصادر أن يتكرر سيناريو رئيس منتدى رؤساء المؤسسات سابقا علي حداد بدار الشعب هذا الأحد، ذلك لأن محاولات المقاومة وربح الوقت للاستمرار لا غاية ترجى منها، في ظل استمرار الحراك الشعبي في جمعته التاسعة وتمسكه بمطلب ضرورة رحيل جميع رموز النظام. تعنت سيدي السعيد الذي راجت أنباء واسعة عشية الخميس عن رحيله وتقديم استقالته إلى الأمانة العامة للمركزية النقابية، قالت مصادرنا إن الأمانة التنفيذية تحركت حياله، وطالبته بضرورة الرحيل عبر مخرج مشرف يختاره شخصيا، هذا الاجتماع المصغر لأمانة المركزية النقابية هو الذي دفع بحسب مصادرنا سيدي السعيد لاستدعاء الأمناء العامين للاتحادات الولائية، كما شكل اجتماع الخميس أحد الأسباب التي دفعت سيدي السعيد لتفنيد استقالته وتكذيب ما راج عن تنحيه بنفسه بالمقابل تحدث عن تسريع عقد المؤتمر الاستثنائي للاتحاد العام للعمال الجزائريين، دون ترشحه طبعا، وهي ورقة الطريق التي عبرت العديد من الفيدراليات عن رفضها في سيناريو شبيه لمقترح الرئيس المستقيل على فترة الإصلاح السياسي من خلال تنظيم ندوة سياسية. اجتماع الغد الذي قالت مصادرنا إنه سيعقد بطلب من سيدي سعيد شخصيا، سيتناول مناقشة حالة الغليان والانفجار الذي يهدد المركزية النقابية بسبب غضب القاعدة العمالية، التي وضعت أمانة الاتحاد في زاوية حادة وجعلت وضعيته حرجة جدا إلى درجة أنها اضطرت لصد أبواب دار الشعب في وجه القواعد العمالية، التي وجهت للأمانة وبعض القيادات اتهامات صريحة بالفساد، آخرها ما تضمنته تصريحات إعلامية للأمين العام للاتحاد الولائي للعاصمة عمار تاكجوت الذي تحدث عن اختفاء الحسابات الخاصة بتسيير أموال اشتراكات العمال وممتلكات الاتحاد الولائي للعاصمة طيلة 20 سنة السابقة، ما دفع إلى فتح تحقيقات داخلية واستدعاء المسؤولين عن تسيير الأموال في هذه الفترة للمثول أمام المجلس التأديبي. المركزية النقابية التي تستعد لتوديع سيدي السعيد الذي أبدا مقاومة غير طبيعية لمطالب رحيله والتي شكلت أحد مطالب الحراك لم تحص في مشوارها قضية اختفاء حسابات اشتراكات العمال فقط، بل سبق أن عرفت فضائح لقياديين يتعاطون 11 أجرا دفعة واحدة تحت غطاء انتدابات مشبوهة، فهل سيفعلها سيدي السعيد الأحد ويستقيل ويغير الشريك الاجتماعي للحكومة رأسه، مثلما فعلها الشريك الاقتصادي ودفع علي حداد، وهل سيكون سيدي السعيد المستقيل القادم بعد رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز الذي استقال الثلاثاء الماضي.