"أنتوما ماراكوش تداووا فيا..." هي عبارة قالها الطفل عليوات لطبيبه عندما كان يفحصه بعيادة "النهضة" قالها، لأن جسمه لم يعد يتحمل الآلام الناتجة عن ثلاث عمليات جراحية تعرض لها بسبب إصابته بمرض الكولون في المعي الغليظ، ونتيجة لخطأ طبي فإن العملية الجراحية الأخيرة التي أجريت له كانت فاشلة حسب ما أكده لنا الوالد، وهو ما استدعى نقله لطبيب مختص، أنقذ الصبي من موت حتمي بعد عملية جراحية رابعة. يبلغ من العمر سبع سنوات انقطع عن الدراسة رغم أنه كان من التلاميذ النجباء، لكن مرض "الكولون" منعه من مواصلة المشوار وكاد أن يتحول لداء السرطان بسبب خطأ طبي، يقول والد عليوات اقترفه طبيب جراح بالمؤسسة الإستشفافية المتخصصة بالدويرة، حيث أجرى له عملية جراحية بعيادة خاصة ببئر مراد رايس وهو ما يثبته التقرير الطبي الأخير بتاريخ 10ماي المنصرم، يؤكد فيه إجراء فحص طبي حول معيه الغليظ بعيادة "النهضة" بتاريخ 19/03/2007 حيث تم حينها إخراج أمعائه خارج بطنه، إذ أن الطفل أصبح ملزما بممارسة حاجاته البيولوجية بواسطة كيس بلاستيكي، وقد استغرقت العملية الجراحية قرابة الخمس ساعات لإستفاقة الصبي استنادا لأقوال الوالد وقد منحه الطبيب حينها مهلة شهرين آخرين لإجراء عملية جراحية أخرى لإعادة إدخال أمعائه داخل بطنه. وظل عليوات على هذه الحال، وخوفا من تدهور الحالة الصحية لإبنه اتصل الوالد بعد مرور شهرين من إجراء العملية الجراحية الثالثة بطبيب اختصاصي في جراحة الأطفال من أجل فحص إبنه، حينها اكتشف هذا الأخير الكارثة، فلولا تدخله لتحول المرض الى سرطان الأمعاء نتيجة التعفن، وقد أجرى له عملية جراحية رابعة حسب تصريحات الوالد بعيادة النهضة ببئر مراد رايس، بتاريخ 14 ماي المنصرم، وقال الوالد بأن هذا الطبيب كان قد اخبره بأن الوضعية التي كان عليها ابنه لا تتطلب إخراج أمعائه للخارج مثلما تعرض له. وبسبب الظروف الإجتماعية المتدهورة للعائلة فقد اضطر عليوات مغادرة العيادة، لأن ليلة واحدة تسدد بمبلغ 6000دج، غادر المستشفى رغم أن العملية تتطلب فترة نقاهة لمدة شهر كامل. وفي هذا السياق، أكد الوالد بأن الطبيب الأول كان قد تقاضى عنه مبلغ 9 ملايين دون حساب التكاليف المتعلقة بالأكياس البلاستيكية، حيث استهلك علويات حوالي 300 كيس بقيمة 64دج للكيس الواحد. للإشارة فقد تقدم أول أمس من مصالح الشرطة ببئر مراد رايس من أجل رفع دعوى قضائية ضد الطبيب الذي أجرى العملية الجراحية الثالثة، مطالبا إياه بالتعويضات، كما اتهمه بممارسة مهنة ليست من اختصاصه كونه طبيبا عاما وليس له الحق في جراحة الأطفال، مستغلا بذلك ختم المؤسسة الإستشفائية للدويرة يقول الوالد. وفي السياق نفسه شب أمس نزاع حاد حسب تصريحات والد عليوات بأحد المحلات بباش جراح، حيث حاول الطبيب استرجاع التقرير الطبي الذي أعده، وقد أفضى النزاع الى تدخل مصالح الأمن الحضري بباش جراح. من جهته صرح الدكتور المتسبب في الخطأ الطبي "للشروق اليومي" الذي أكد أنه مختص في الجراحة العمومية وأن مهنته تسمح له بجراحة الطفل، وقال أن التحاليل التي أجريت لعليوات تؤكد إصابته بمرض "إشبرونق" أي أن معيه الغليظ عاجز عن القيام بدوره، وهو ما يتطلب في المرحلة الأولى إخراج أمعائه، لكي ترتاح، وفي المرحلة الثانية ولمدة شهرين تعاد الأمعاء للداخل، أضاف بأنه بعد طلبه بإعادة العملية الجراحية، لكن الوالد رفض، وفند ما ذهب إليه هذا الأخير بشأن تقاضيه لمبلغ 9 ملايين، مؤكدا أنه لم يتجاوز 4 ملايين. سليمة حمادي