"لماذا تكشفين عن جروحي للجميع، لقد تعبت من كل هذا.. غطيني ماما".. بهاته الكلمات الممزوجة بالدموع البريئة كان يخاطب الطفل أيمن ذو الخمس سنوات أمه عندما كانت تكشف لنا عن الآلام التي يعانيها ابنها والضمادات التي غطت بطنه ورقبته بعد 3 عمليات جراحية أجريت له بسبب إصابته بمرض العجز الكلوي. والنتيجة أن جسمه في الوقت الحالي لم يعد يتحمل آلام تصفية الدم 3 مرات في الأسبوع. كان يتألم بشدة لأن أمه سببت له إحراجا كبيرا عندما كشفت لنا عن حاله وراح يبكي دون توقف، وهو ما يعكس الحالة النفسية التي يعيشها أيمن كالام ... معاناة عمرها 5 أشهر تقريبا، حين تقدم الصبي من مصالح عيادة طب الأطفال بمستشفى "بارني" بتاريخ 28 جويلة الماضي وبعد تحاليل عميقة أجريت له بنفس العيادة أثبت التقرير إصابته بمرض العجز الكلوي، حيث تعاني إحدى الكليتين من عجز تام، في حين أن الكلية الأخرى والمثانة مليئتان بالحصى بحجم 16 مم، وهو ما يمنعه من التبول بصفة عادية. وبطلب من إدارة المستشفى، تم إجراء تحاليل على الدم بفرنسا من أجل إثبات ما إذا كان مصدر الحصى من الدم أم لا بهدف السماح بإجراء عملية زرع الكلى، وكانت النتيجة حينها أن الدم لم يكن مصدرا للحصى، وبالتالي فإن عملية زرع الكلى هي الحل الوحيد. وبالنظر للظروف الاجتماعية السيئة لعائلة كالام، لم يكن باستطاعة الوالد إجراء عملية زرع الكلى لابنه لاسيما وأن الأطباء كانوا قد أكدوا للوالد استحالتها بالجزائر لأنه لم تجر لحد الآن أية عملية لزرع الكلى في الجزائر لأقل من 5 سنوات، وبالتالي فإن خطر الموت يظل قائما. أما بالخارج فتكلف العملية من 15 ألف أورو إلى 20 ألف أورو أي ما يعادل 150 مليون سنتيم بالأردن، في حين تقارب المليار سنتيم بفرنسا، الأمر الذي استدعى من الفريق الطبي للمستشفى الجامعي نفيسة حمود بحسين داي إجراء عملية جراحية على مستوى البطن من أجل تصفية الدم، لكن الوضع زاد تأزما، حيث تعرض بطنه للتعفن، حسب ما أكدته لوالدة أيمن طبيبة الكلى وتصفية الدم بمستشفى "بارني"، وهو ما دفع الأطباء للبحث عن حلول أخرى لتصفية الدم، حيث أجريت له عملية جراحية ثانية على مستوى الرقبة "لا فيستيل" بعيادة "النجاح" ببئر خادم. وحسب الأطباء، فإن العملية لا يجب أن تتجاوز شهرا واحدا تفاديا لأي تعفن لأن أنبوب تصفية الدم مرتبط مباشرة بالقلب، لكن ما زال يلازمه ليومنا هذا بعد حوالي شهرين تقريبا من تاريخ إجراء العملية، وقد أمر رئيس مصلحة تصفية الدم بمستشفى "بارني" بإعادة إرسال أيمن لإجراء عملية جراحية أخرى على مستوى اليد بالعيادات الخاصة، وقد كُلفت عيادة تصفية الدم بإقامة الكثبان بالشراڤة بعملية زرع ساعة على مستوى الذراع اليسرى لأيمن كمرحلة تجريبية من أجل تحويل عملية تصفية الدم من القلب إلى الرقبة. وفي انتظار تحويل عملية تصفية الدم على مستوى اليد، يتعرض الطفل حاليا لعملية تصفية 3 مرات في الأسبوع. ألم لم يعد يتحمله جسم أيمن حسب ما صرحت والدته التي تأثرت إلى درجة كبيرة بمأساة ابنها قائلة: "ما قدرتش أنشوف وليدي يتعذب كل يوم"، وقد وجهت نداء عن طريق "الشروق اليومي" لذوي القلوب الرحيمة من أجل إعانتها على إجراء عملية زرع كلية لابنها في الأردن والتي من المنتظر أن تكلف 150 مليون سنتيم، خاصة وأن والده مستعد للتبرع بإحدى كليتيه من أجل إعادة زرع البسمة في شفاه أيمن، "والله لا يضيع أجر المحسنين سليمة حمادي