لم ينتظر تنظيم القاعدة كثيراً كي يقوم بعمليات تستهدف المصالح الغربية، بمجرد ازدياد الغليان الشعبي في الشارع العربي والإسلامي تجاه عرض الفيلم المسيء للرسول الكريم. وبحسب خبراء أمنيين، فقد وفّر الفيلم المسيء للرسول الكريم، محمد صل الله عليه وسلم، فرصة قوية لتنظيم القاعدة لمعاودة الظهور وتنفيذ عمليات تحت غطاء الجهاد والدفاع عن حياض الإسلام،ويأتي عرض الفيلم المسيء في وقت تلقى تنظيم القاعدة ضربات قوية، بمقتل ثلاثة من قادته الكبار، في كل باكستان واليمن والجزائر،ويتعلق الأمر، بالقيادي أبويحيى الليبي، الذي قتل في غارة بباكستان، وكذلك القيادي سعيد الشهري، نائب زعيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي قتل في اليمن، وأيضا القيادي الجزائري في تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي نبيل مخلوفي، المعروف باسم نبيل صحراوي، الذي قتل في صحراء مالي. قاعدة اليمن تتبنى.. وقاعدة إفريقيا تشيد وعملياً، استغل تنظيم القاعدة حادثة عرض الفيلم المسيء للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وأعلن فرع التنظيم في اليمن مسؤوليته عن مقتل السفير الأمريكي في بنغازي الليبية وثلاثة من معاونيه،وقد ذكر مركز أمريكي متخصص في مراقبة المواقع الإلكترونية الإسلامية أن "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب أعلنت أن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي هو انتقام لمقتل أبو يحيى الليبي"،وصباح اليوم الأحد، أفاد حلف شمال الأطلسي عن تدمير ست طائرات حربية أمريكية خلال هجوم استهدف منذ يومين قاعدة عسكرية يتدرب فيها الأمير هاري نجل ولي العهد البريطاني، ويتوقع مراقبون أن يكون تنظيم القاعدة وراء هذه العملية،وأشاد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، من جهته، بحادثة مقتل السفير الأمريكي في ليبيا،وقال التنظيم في بيان أصدره ونشرته وكالة أخبار نواكشوط، إن عملية قتل السفير الأمريكي "أحسن هدية تقدمونها لحكومته المتغطرسة الظالمة لعلهم يفيقون من غيّهم ويعودون إلى رشدهم ويدركون حقيقة معركتهم مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم". إيف بونيه: القاعدة في الشرق الأوسط أقوى من إفريقيا وتعليقاً على عودة تنظيم القاعدة إلى واجهة الأحداث، قبيل الانتخابات الأمريكية، وفي قمة الجدل الذي أحدثه الفيلم المسيء للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، أوضح مدير المخابرات الداخلية الفرنسية السابق، إيف بونيه، في حوار مع "العربية. نت"، الأحد، أنه "لم يشاهد الفيلم ولا يرغب في مشاهدته، لأنه يستهدف إثارة أشخاص ومجتمعات كان يجب احترامها"،وقال إيف بونيه إن "تنظيم القاعدة منذ البداية كان يبحث دائما عن الذرائع للقيام بعمليات، فلماذا يتم توفير هذه الذرائع له"،وأكد مدير المخابرات الفرنسية السابق في حديثه ل"العربية.نت" أن "تنظيم القاعدة قد ينجح في إحداث أضرار وخسائر للدول، لكنه لن ينجح في تغيير أو إسقاط أنظمة، فهذا هدف صعب بالنسبة للتنظيم ولم يحدث من قبل"،وعبّر إيف بونيه عن قناعته بأن "تنظيم القاعدة في الشرق الأوسط أقوى من فروعه الأخرى، كما هي الحال في شمال إفريقيا والساحل الإفريقي"، والسبب - من وجهة نظره - هو أن عناصر وقيادات القاعدة في إفريقيا لم تلتقِ زعيمها المقتول أسامة بن لادن، وهي حركات وتنظيمات جهادية كانت تبحث أساساً عن غطاء فوجدته في القاعدة"،ويضيف مدير المخابرات الفرنسية السابق: "لكن القاعدة في أفغانستانوباكستان وحتى اليمن، توجد هناك بيئة تساعد على انتشارها والقيام بعمليات سهلة ضد الأهداف الغربية، كما أن بن لادن خرج من هناك"،ويستبعد المتحدث أن "ينجح تنظيم القاعدة في البقاء لمدة طويلة بمنطقة الساحل الإفريقي، لأن هناك بيئة ثقافية معادية له، فالطوارق الأفارقة ليس لديهم أفكار القاعدة، والتواجد الحالي لعناصر القاعدة في المنطقة فرضته الظروف الأمنية والاجتماعية المعقدة لسكان هذه المناطق"،ولا يرى إيف بونيه مدير المخابرات الفرنسية السابق حلاً آخر للتعامل مع هذا التنظيم في منطقة الساحل الإفريقي سوى "العملية العسكرية من خلال محاصرة عناصر التنظيم مثلا، لأن أفراده لا يؤمنون بالمفاوضات أو الحلول السلمية".