نهاية موسم كروي في أوربا تبدو متوهّجة بالنسبة للاعبين الجزائريين، فبعد أن ساهم رياض محرز في حصول ناديه مانشستر سيتي على لقب الدوري الإنجليزي، وكان هو ضمن صانعي الفوز في المباراة الأخيرة الحاسمة في برايتن، وبعد أن صار سفيان فيغولي قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقب الدوري التركي وهو شوشو الفريق ومحبوب جماهير العاصمة التركية، يضاف أليهم تألق بلفوضيل في ألمانيا وماندي في إسبانيا وعطال في فرنسا وبن سبعيني وبونجاح وبلايلي، تبدو الأماكن الأساسية في منتهى الغلاء في المنتخب الوطني الجزائري، وسيجد جمال بلماضي صعوبة كبيرة في وضع التشكيل الأساسي الذي من الصعب أن يرضي به الجميع وحتى الجمهور. حيث يكاد كل منصب يجد فيه لاعبين أو ثلاثة، ولا يوجد إجماع في الجزائر سوى على عدد من المناصب التي لا يختلف فيها اثنان. وكان عدد كبير من المدربين قد وجدوا صعوبة في وضع التشكيل الأساسي، وربما في زمن رابح سعدان مع منتخب أم درمان، هو الاستثناء الوحيد، لأن الجمهور الجزائري كان متفق على تشكيلة أم درمان وحتى في كأس العالم في جنوب إفريقيا فلا أحد كان بإمكانه أن يشغل منصب المدافع الأيسر سوى نذير بلحاج، أو وسط الدفاع غير رفيق حليش ومجيد بوقرة، أو مناصب الوسط غير كريم زياني وكريم مطمور ومراد مغني. وما تعرض له الصربي رايفيتش في أول مباراة تأهلية لكأس العالم 2018 في ملعب البليدة أمام الكامرون من ثورة الاحتياطيين يبقى في البال ونخشى تكراره، وحتى الجمهور كان له ردّ فعل قوي اتجاه نجوم الخضر الذين أفرحوه في البرازيل، ومنهم براهيمي وفيغولي الذين وضعهما المدرب رايفيتس في مباراة الكامرون في الاحتياط في تلك المباراة فغضبا وثارا، وبمجرد عودتهما إلى أنديتهما في ذلك الوقت، واست هام الإنجليزي وبورتو البرتغالي حتى قبعا على مقاعد الاحتيط، حيث رفض المدرب بيليتش لنادي واست هام إقحام سفيان فيغولي ولو كاحتياطي، ولم يكن حينها قد لعب أبدا كأساسي، وكان ويست هام يعاني من غيابات كثيرة، مثل بيريام وماسواكو وكارول والتركي تيرو والغاني آيو والسنغالي ساخو، ومع ذلك لم يجد فيغولي مكانا له في تشكيلة ويست هام الأساسية، من دون أن يحتج فيغولي على المدرب، كما فعل في لقاء الكامرون الشهير الذي انتهى بالتعادل الذي أخرج الخضر رويدا رويدا من مونديال روسيا، وحتى ياسين براهيمي لم يجد له مكانا، في لقاء كأس لعب أمام نادي مغمور يدعى غافانا البرتغالي، حيث بقي على مقعد الاحتياط ولم يتم إقحامه إلا في الدقيقة 65 عندما كان ناديه متفوق بهدفين نظيفين، ومع أن مدرب بورتو في ذلك الوقت نونو إيسبيرتو سانتو، لم يقحم الأساسيين تحسبا لمباراة رابطة أبطال أوربا، إلا أن ياسين براهيمي بقي على مقاعد الاحتياط، من دون أن يحتج، حيث لعب 25 دقيقة فقط. الجزائريون لم يتركوا في تلك الحقبة الوضع الذي تواجدا عليه اللاعبين فيغولي وبراهيمي، من دون أن يتساءلوا، عن صمتهما اتجاه هذا التهميش في أوربا، بينما يتمرّدون على المدربين الكبار في الجزائر، بعد أن وجدا نفسيهما على مقاعد الاحتياط. وتلقوا انتقادات لاذعة من رواد التواصل الاجتماعي الجزائريين الذين صوّروا اللاعبين أسودا في الجزائر..وفي الحروب الأوربية مجرد نعامات؟ أمام جمال بلماضي الكثير من الأفكار والحلول في كل الخطوط، وفرض تشكيلته وأفكاره قد يُغضب بعض اللاعبين، فإشراك مثلا آدم وناس كأساسي، يتطلب التضحية بلاعب من الركائز قد يكون ياسين براهيمي والاعتماد بشكل دائم على بغداد بونجاح قد يجعل المدرب يستغني عن إسحاق بلفوضيل وقد لا ينقله إلى مصر، أما في خط الوسط فالصعوبة كبيرة في إرضاء جميع الأطراف، على أمل أن لا تحدث ثورة غضب على مقاعد الاحتياط كما وقعت في مونديال ميكسيكو سنة 1986، أو كما حدثت مع المدرب الصربي المشهود له بالكفاءة، عندما اجتهد في ترك فيغولي وبراهيمي على مقاعد الاحتياط ففشل، وضيّع الخضر مباراة الكامرون ودخلوا في دوامة تغيير المدربين وأيضا في أزمة نتائج مزمنة إلى درجة أن الخضر، عرفوا منذ ثورة مقاعد الاحتياط تعاقب خمسة مدربين، وهو ما أفقدهم هيبتهم إلى درجة أنهم غير مرشحين من المختصين للتتويج باللقب القاري بالرغم من امتلاكهم لاعبين قد يكونوا الأحسن إفريقيا. ب. ع