ينتظر المشاهد في كل رمضان الأعمال الفكاهية حتى يرفه عن نفسه بعد الإفطار، لكن يبدو أن 2019 لن تجلب لهؤلاء المتشوقين سوى الملل والانتظار بلا طائل بعدما مرت عشرة أيام من الشهر الفضيل بلا سلسلة تستطيع انتزاع الضحكات من المشاهدين. لسنوات تربع الفنان القدير صالح أوقروت على عرش الفكاهة الرمضانية، من “ناس ملاح سيتي” إلى “جمعي فاميلي” ثم “عاشور العاشر” وأصبحت إحدى قواعد رمضان مسلسل “صويلح” الذي كان يقدم وجبة كوميدية كل موسم، لكن هذه المرة مع “الرايس قورصو” لم نشهد ذلك، حيث قدم لنا أوقروت رفقة زملائه بلاحة بن زيان، محمد يبدري، سيد أحمد أقومي، وغيرهم عملا باهتا غابت عنه الفكاهة وحتى الدراما ولم يكن في حسن تطلعات المشاهدين، خاصة مع الضجة التي أحدثها العمل قبل بثه والاستوديوهات الضخمة الموفرة والإمكانيات الكبيرة من حيث التصوير في تركيا، فكانت أغلب تعليقات المتابعين منتقدة لهذا العمل الذي لم يفهم غالبية المشاهدين قصته. سيناريو العمل الكوميدي سواء كان فيلما أو مسلسلا عامل مهم للغاية يعتمد عليه نجاح العمل، مثله في ذلك مثل كاريزما الممثل الكوميدي وقدرته على الإضحاك. لذلك ليس كل كتاب السيناريو يستطيعون تقديم أعمال تجذب انتباه المشاهدين وتثير ضحكهم. ما حدث هذا الموسم العكس تماما، حيث يظهر على كل النصوص الاستعجال الشديد في الكتابة، لنشاهد حلقات مكتوبة بصورة هزلية غير مضحكة والأهم مختلفة الإيقاع بلا أي رباط يجمع العمل كله ببعضه البعض، مثل “عام الباك” مع حميد عاشوري، يوسف زروطة في “عنتر نسيب شداد” وأعمال أخرى، على عكس أعمال السنوات الماضية مثل “ناس السطح” “ودقيوس ومقيوس” الجزء الأول التي كانت قوية من حيث الكتابة، بالإضافة إلى عدم تماسك نصوص المسلسلات الكوميدية، فقد لجأ الكثير من كتابها إلى الاستسهال الشديد وحبكات معادة ومطّ في الأحداث لتكفي الثلاثين حلقة، مع إيفيهات غير مضحكة وغياب كوميديا الموقف تقريبا.