أغلقت سهرة الجمعة، البطولة الفرنسية صفحتها، بتجنب كل الجزائريين الناشطين في هذا الدوري، من الملالي إلى مهدي عبيد المُصاب ووصولا إلى الثنائي مهدي زفان المصاب أيضا، ورامي بن سبعيني، وطبعا يوسف عطال الذي أدى مباراة أخرى وأخيرة رائعة مع ناديه أمام موناكو المتخم بالعديد من النجوم ومنهم فابريغاس وفالكاو. وقدّم اللاعب الملالي دقائق رائعة مع أونجي أمام سانت تيتيان، وهو في حاجة لمزيد من الدقائق، كما أصيب رامي بن سبعيني في مواجهة ليل وخرج في الدقيقة 55 وترك فريقه يضمن مركزا عاشرا ومشاركة مؤكدة في أوربا ليغ، بعد فوزه بلقب الكأس، بينما صنع يوسف عطال الحدث، في لقاء داربي الجنوب السياحي بين نيس وموناكو، عندما التقطت الكاميرا صورة اللاعب عطال وهو يتوقف عن اللعب ويتناول جرعات ماء، تبيّن بأن يوسف لم يُفرّط في الصيام، وأقنع مدربه باتريك فييرا بإشراكه، وأكّد له طوال أطوار المباراة بأنه الأحسن في ناديه الذي لم يسجل طوال الموسم سوى 30 هدفا، منها سداسية من عطال. واكتفى نيس بمركز سابع في الترتيب العام، ولولا تضييعه للعديد من النقاط على أرضه للعب في أوربا ليغ، ولكن مشكلة نيس هي أنه لا يضم نجوما كبارا باستثناء الحارس الأرجنيتي بينيتيز والمدافع البرازيلي دانتي والفرنسي سان ماكسيمان، وطبعا المدافع الجزائري يوسف عطال الذي عاد في مباراة موناكو الأخيرة إلى منصبه الدفاعي، وقدم مباراة محترمة وكان المتسبب الأول في هدف نيس الأول عندما حوّل مدافع من موناكو فتحة عطال في شباك مرماه. ولولا الإصابات التي تعرض لها عطال في مناسبات ثلاث خلال الموسم لبصمنا على أن يوسف عطال لعب موسما مثاليا وتنقله إلى فريق آخر أقوى ودوري أحسن صارت مسألة وقت ليس إلا. جمع يوسف عطال طوال أول موسم له في الدوري الفرنسي 2261 دقيقة وهو معدل لا بأس به، بل إنه أجبر مدرب نيس باتريك فييرا على ترك الدولي الفرنسي السابق ونجم باريس سان جيرمان المدافع الأيمن جاليت على الجلوس على مقاعد الاحتياط بقناة المهاجم الفرنسي نفسه، بأن مكانته لا يمكن أن تكون في وجود يوسف عطال. عطال.. لم يتلق أي بطاقة حمراء وتلقى يوسف عطال ثمان بطاقات صفراء وتجنب الحمراء، ويبدو يوسف الذي بلغ في السابع عشر من شهر ماي الحالي الثالثة والعشرين سنة، من اللاعبين الذين يضبطون أنفسهم وقليل النرفزة، والابتسامة المرتسمة دائما على وجهه هي التي جعلت حتى الحكام متعاطفين معه، أما عن جمهور نيس فإن لعبه المشتعل طوال أطوار المباراة هو الذي جعله شوشو الفريق، بالرغم من أن لاعبا ينشط في الدفاع من النادر أن يخطف حب الجماهير. يتمنى الجزائريون مشاهدة يوسف عطال في دوري أقوى، ومكانته في الفرق الكبيرة لو تحققت ليست مفاجأة، ومشاركة اللاعب في منافسة رابطة أبطال أوربا أو على الأقل في أوربا ليغ، لأن اللاعب يتطور بسرعة ويدخل الرسومات التكتيكية من دون صعوبة، ومثل عطال كلما لعب في مستوى أعلى، تسلّق مستواه، وسيكون أقوى لو لعب في دوري ألماني قوي بدنيا وتكتيكيا أو في الدوري الإنجليزي، لكن بشرط أن يكون تحويله إلى فريق من الطراز الرفيع وليس فرق الصنف الثاني. سيركن يوسف عطال لبعض الراحة، قبل دخوله تربص الخضر، وإذا تجاوز الخوف من الإصابة، فإن مكانته الأساسية في الجهة اليمنى لدفاع المنتخب الجزائري لا نقاش فيها، ويبقى أمام المدرب جمال بلماضي كيفية توزيع طاقة اللاعب على مدار المباراة، وعلى مدار الدورة، حتى لا يبذّر طاقته في مباراة دون أخرى كما كان الشأن بالنسبة له مع ناديه نيس حيث أكمل بعض المباريات وهو في حالة إجهاد بدني كبير. سيجد يوسف عطال أمامه في الجهة اليمنى في المنتخب الوطني، لاعبين كبار، يمتلكون خبرة كبيرة وهم من ركائز المنتخب الوطني، في صورة الفائز بالدوري والكأس التركية سفيان فيغولي، والفائز بكأس ودوري إنجلترا رياض محرز، وهما لاعبان أقوى من الذين يتواجدون مع نيس، وهو ما يعني أن يوسف عطال لن يُجهد نفسه كما هو الحال مع نيس. ومن المفروض أن يشارك عطال في الحصة التهديفية التي سيسجلها المنتخب الجزائري في دورة مصر الإفريقية، خاصة أنه سيجد في الرواق إلى جانبه لاعب مانشستر سيتي الذي يتقن لعب الثنائيات، وسط دفاعات إفريقية ثقيلة وتلعب بالاعتماد على قوتها البدنية دون الفنية. أين سيكون يوسف عطال خلال الموسم القادم، سؤال قد تكون الإجابة عليه بعد منافسة أمم إفريقيا التي ستُلعب في مصر، وإذا تمكن من أداء دورة كبيرة وسارت نتائج الخضر لصالحه، فإن كل المترددين في انتداب يوسف عطال سيقتنعون بأن اللاعب سيبرز في أي نادي سيلعب له. ب.ع