نظمت دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة العراقية معرضا بعنوان "عودة الكنز المفقود" يضم 58 لوحة لفنانين عراقيين وعرب كانت سرقت قبل أكثر من خمسة أعوام من قاعة متحف الفن الحديث وتمت استعادتها مؤخرا. وقال مدير عام دائرة الفنون التشكيلية محمود اسود "إنّ هذه الأعمال الفنية المستعادة تعبّر عن فترة مهمة من تاريخ الفن العراقي الحديث وتعكس حجم تجربة الإبداع لنخبة من الأسماء البارزة في الفن التشكيلي"، وتابع "إنّ استعادتها إثراء للإرث الفني الذي يعكس تاريخ الشعوب"، وأضاف أسود "تمت إعادة اللوحات اثر جهود بذلتها مجموعة من العراقيين الغيورين الذين واصلوا بحثهم لاستعادتها بعد أن ظلت مفقودة طيلة السنوات التي تلت العام 2003". ومن اللوحات التي تمت استعادتها واحدة رسمت بالألوان المائية للفنان منذر جميل حافظ تعود للعام 1962 وأخرى لحميد المحل أنجزها عام 1963 وثلاث لوحات للراحل كاظم حيدر يعود تاريخها إلى ثمانينيات القرن الماضي، كما توجد لوحات للفنانين سامي حقي رسمها عام 1972 وسعد الطائي تعود لعام 1952 . وتمثّل لوحة الأخير وهي تخطيط بقلم الرصاص امرأة شغلت رمزيتها مخيلة الفنان. يذكر أنّ الطائي المولود في الحلة "جنوب بغداد" عام 1935 والذي أكمل دراسته في روما رصد عبر لوحاته حياة الجنوب والأهوار وعالم الريف والفلاحين وأكواخهم كما شغلت المرأة جزءا من اهتماماته عكسها في أكثر من عمل. ومن أعماله في المعرض لوحة كبيرة لعدة وجوه نسائية خلف أسلاك شائكة رسمها بألوان زيتية على القماش تبرز فيها حرية المرأة المسلوبة، وتعكس اللوحات فترة متوهجة من تاريخ الفن العراقي عندما قدم الفنانون صورا إبداعية والتقاطات وظّفت عبر خيال وتقنية مميزة من حيث استخدام اللون وكيفية إسقاطه على اللوحة، ويضمّ المعرض لوحات تمت استعادتها للفنانين شوكت الربيعي وخالد النائب وسعاد العطار وفهمي عمر ونوري مصطفى بهجت وغيرهم. وتصدرت المعرض المقام في مقر وزارة الثقافة ويستمر 30 يوما لوحة غرافيك للفنان الراحل إسماعيل فتاح الترك أطلق عليها "وجه من بيروت" رسمها عام 1977، ومن الأعمال المستردة لوحة للفنان ضياء العزاوي الذي تميّز أسلوبه بالبحث عن الرموز الشعبية وأشكال تتّسم بالزخرفة متأثّرا بدراسته للآثار في كلية الآداب في جامعة بغداد حيث تخرج العام 1962 . وفي المعرض أربع لوحات مستردة للفنان السوري باسم الدويك الذي أهداها للمتحف العراقي للفن الحديث منتصف الثمانينات، ولوحة للفنان الجزائري رشيد القريشي وأخرى للفنان الأردني رفيق اللحام. وكشف مدير المعارض في دائرة الفنون التشكيلية شاكر خالد أنّ "فترة استعادة هذه الأعمال استغرقت أربع سنوات بمساهمة جهات حكومية"... "وواجهنا خلالها مخاطر كثيرة لكي نتمكن من إقناع الذين كانت بحوزتهم بضرورة إعادتها"، وأضاف "نعمل حاليا لاستعادة 37 لوحة عرفنا مكانها". وحض هؤلاء الأشخاص على إعادة الأعمال سريعا لأنّها جزء من تاريخ الفن العراقي الحديث توثق مسيرته لاسيما وإنّها تعود لأسماء لامعة.