اضطر المجلس الشعبي لولاية الاغواط إلى تأجيل دورته العادية الأولى لسنة 2007 التي تضمن جدول أعمالها تقييم مدى تطبيق توصيات الدورة الماضية ومناقشة الوضعية العامة للتنمية بالولاية، إلى غاية أمسية يوم أمس، على خلفية الحركة الاحتجاجية التي قادها المقصيون من القائمة الأولية للمستفيدين من السكنات الاجتماعية بمدينة الاغواط، مكتسحين مقر الولاية بشكل استدعى تدخل قوات الأمن التي ساهمت بشكل كبير في تفريق المتظاهرين سلميا بمساعدة الداعين إلى التعقل وضبط النفس. سدّ المحتجون صبيحة يوم أمس مدخل مقر الولاية، منددين بأساليب الإقصاء والتهميش وبما أفرزته القائمة التي صدرت صبيحة أول أمس ب 340 مستفيد، رأوا فيها خرقا صارخا لقوانين الجمهورية ولمبادئ العدالة الاجتماعية الواجب أن تراعى فيها الأولوية في الاستفادة. وعلى خلفية ذلك، وبالموازاة مع تعالي الأصوات المنددة بما أسموه بالإرهاب الإداري، و'الحقرة"، وما إلى ذلك من العبارات التي تنم عن احتقان شديد في أوساط المقصيين من كلا الجنسين، سيما النساء اللائي أطلقن العنان لحناجرهن للتشهير ببعض الأسماء التي قلن أن استفادتها غير محمودة شرعا ولا حتى قانونا، اعتبارا وان ما تحدثن عنهم يملكون الكافي من السكن ومن الأراضي كما أنهم مرتاحون ماليا، ومن بين المتهمين إحداهن قيل إنها من المقربين لأصحاب الحل والربط في ما يتعلق بعملية توزيع السكن وهي غير مؤهلة لذلك، كما أنها لا تحوز أي شرط من شروط الاستفادة والعهدة على المحتجين الذين تعالت أصواتهم بشكل استدعى من المسؤول عن الهيئة التنفيذية بالولاية توجيه كل اهتماماته للشأن المحلي الراهن. وفي محاولة منه لرأب الصدع وبسط الطمأنينة في أنفس المحتجين الذين يعدون بالعشرات، استقبل السيد عدلي احمد ممثلين عن المحتجين واستمع لانشغالاتهم وأسباب انتفاضتهم طالبا منهم التعقل وضبط النفس لإيجاد الحلول المناسبة لكل المشاكل المطروحة، متعهدا أمامهم حسب بعض ممن استقبلهم بالعمل على إضفاء الشفافية والعدالة الاجتماعية، كما طلب منهم كشف أسماء المستفيدين غير الشرعيين التي جعلتهم يصعدون من احتجاجهم، في إشارة ضمنية منه إلى ضرورة اتباع الطرق القانونية للمطالبة بحقوقهم من خلال الطعن الرسمي والمؤسس في المستفيدين بطرق ملتوية، وتعهد بشطبهم نهائيا من القائمة إذا ما ثبتت إدانتهم فعليا، في حين كان لعاملي المكان والزمان دور في عدم امتداد الحركة الاحتجاجية إلى الشوارع والأحياء من حيث أن الوقت كان فترة دوام للعمال وللمتمدرسين، كما ان تجمهر المحتجين بادئ الأمر كان من أمام الباب الخلفي لمقر الولاية. الشريف داودي