قرابة السبع مئة ألف مترشح ومترشحة يخوضون هذه الأيام امتحان شهادة البكالوريا بما يوازي شعبا في بلد صغير، وقرابة السبعة ملايين من الأولياء والأشقاء والأهل من الذين يعيشون مع ذويهم هذا الامتحان، مما يعني أن البكالوريا تهم كل الجزائريين، ولا يوجد فرد واحد لا يمتلك قريبا يجتاز البكالوريا. لأجل ذلك، امتزجت هذه الشهادة دائما بالحالة الاجتماعية وبكل الأحداث المرتبطة بها، فبعد بكالوريا جوان 2009 التي تزامنت مع مباراة البليدة الشهيرة التي فاز فيها الخضر بثلاثية مقابل واحد أمام مصر، مرت عشر سنوات لتتزامن بكالوريا 2019 بأيام الحراك الشعبي، وما جناه المواطنون عموما من المسيرات بالزج بأفراد العصابة في السجون، فقد جاءت البكالوريا بعد الجمعة ال17 وبمجرد أن تنتهي أيام البكالوريا، ندخل الجمعة ال18، لأجل ذلك، كان الحراك هو الطاغي على بكالوريا 2019 حيث رأى الطلبة أنفسهم في حراك ومسيرات علمية من أجل النجاح ورأى الحراس والأساتذة أنفسهم أيضا في حراك ضمير وهم أشبه برجال الأمن الذين تفادوا تغيير اتجاه الحراك الشعبي السلمي نحو العنف وما شابه ذلك، إذ لم يتردد بعض التلاميذ أو حتى الأساتذة في التأكيد على أن مطالب الحراك وتأثيراته تجلت هذه السنة حتى في بعض مواد امتحان البكالوريا لدورة جوان 2019 معتبرين ذلك انتصارا للبكالوريا وللمترشحين، الذين وجدوا أنفسهم يجيبون بأريحية عموما بالنظر إلى نوعية الأسئلة ومحتوياتها وطريقة طرحها وخلوّها من الأخطار أيضا بعد ثلاثة أيام من عمر هذا الامتحان المصيري وذلك على خلاف السنوات الماضية، على الأقل، ففي اليوم الأول وفي امتحان اللغة العربية، نوه الكثيرون من أساتذة ومترشحين وحتى أولياء بالموضوع الثاني بالنسبة لشعب العلوم التجريبية والرياضيات والاقتصاد وتقني رياضي، والذي عالج موضوع اللغة العربية وما ظلت تواجهه من مخاطر وتهديدات منذ الاحتلال، معتبرين مجرد طرح هكذا موضوع هو مكسب في حد ذاته، بحسب هؤلاء. نفس الملاحظة سجلها بعض أساتذة الرياضيات في اليوم الثاني مؤكدين لنا أن أسئلة الرياضيات وفي جميع الشعب كانت هذه السنة أكثر وضوحا ودقة كما أن الفرصة أعطيت للمترشح لتوظيف ذكائه وهو الأمر الذي استحسنه الكثيرون واعتبروه مكسبا ودعما للمترشحين حتى متوسطي المستوى منهم كما كانت نسمات الحراك في أسئلة الاجتماعيات في اليوم الثالث، وهذه التعليقات الايجابية التي ربطت – مزحا- بالحراك الشعبي المتواصل منذ 17 جمعة متتالية وعلى مشارف الجمعة ال18، يمكن اعتباره أيضا غيثا إضافيا ومكسبا آخر لهذا الحراك المبارك، الذي بدأت ثماره تظهر في بعض المجالات والقطاعات في انتظار حصاد وفير يكون بنتائج مميزة ينجح من خلالها التلاميذ الذين تعبوا طوال السنة الدراسية ويستحقون النجاح فعلا ليتجسد بذلك الشعار المتداول هذه الأيام “ننجحوا قاع بلا غش ولا تسريبات”. من “الميني” إلى الجلباب فاجأت طالبة في شعبة الآداب زميلاتها في ثانوية “الحرية” بقسنطينة، عندما ظهرت ولأول مرة في حياتها بحجاب ملتزم لا يختلف عن الجلباب وهذا في اليوم الثالث من البكالوريا، زميلات الطالبة قلن بأنها نذرت لله، إن مر اليومان الأولان بسلام وقدّمت عملا محترما وكانت راضية أن تدخل عالم الحجاب بعد قرابة سنوات من السفور، صديقات الطالبة قلن أيضا بأن زميلاتهن كن تعشق الموضة وأحيانا ترتدين ألبسة في حدود الركبة، ولا واحدة منهن تصورت أن يجدن زميلتهن مرتدية الحجاب فما بالك الجلباب، ولكن الطالبة وفت بوعدها وبنذرها، وارتدت اللباس المحتشم في انتظار إكمال بقية الامتحانات بنفس التوفيق والنجاح في الشهادة الحلم، ودخول الجامعة ولكن هذه المرة في هيئة جديدة وهي الحجاب. ارتفاع حالات الغش في سكيكدة إلى 13 ارتفعت حالات الغش في شهادة البكالوريا لولاية سكيكدة إلى 13 حالة، حيث تم تسجيل 10 حالات أخرى، 9 منها بمركز الإجراء “بورمة زيدان” بمنطقة العربي بن مهيدي، لدى ممتحنين في شعبة آداب وفلسفة، وذلك خلال الفترة الصباحية في مادة الرياضيات وذلك باستعمال البلوتوث، وحالة أخرى بأحد المراكز الأخرى، تضاف إلى الحالات الثلاث الأولى، إحداهم عن طريق جهاز البلوتوث، فيما أقدم اثنان على تبادل أوراق المسودات فيما بينهما. إقصاء 20 ممتحنا بسبب الغش والتأخر في تبسة كشف مصدر مطلع، أن عدد حالات الغش بمختلف مراكز الإجراء بولاية تبسة، ارتفع إلى غاية نهار أمس، إلى 20 حالة، تم ضبط أصحابها وبحوزتهم هواتف نقالة وبلوتوث، ومسودات، وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المشتبه فيهم، وإخراجهم من قاعات الامتحان، كما تم إقصاء ممتحنة بمركز “عزون الشريف” والمقيمة ببلدية مرسط، لتأخرها عن الوصول بحوالي 12 دقيقة. وفي سياق متصل، تتواصل الحركة التضامنية لفائدة الممتحنين بمختلف الدوائر، إذ أفادت مصادر من دائرة الونزة، أن أفرادا من المجتمع المدني ونشطاء خصصوا خلال اليومين الماضيين وجبات لأكثر من 2000 ممتحن تم توزيعهم على 3 مساجد وتوفير إقامات لغير المقيمين بالونزة وهي المبادرة التي استحسنها الممتحنون وذويهم. الميت أولى من الحي بعين صالح! بات سكان عين صالح بولاية تمنراست، مجبرين على دفن موتاهم ابتداء من الحادية عشر ليلا، بفعل ارتفاع الحرارة واستحالة خروج الجنائز في النهار تحت لفح أشعة الشمس الحارقة، مقابل هذا يجتاز مترشحو البكالوريا الامتحانات ابتداء من الثالثة زوالا، في أقسام تفتقر إلى التكييف، حيث تشبه القاعات في حرارتها أفران المخابز، ما جعل البعض يعلق كيف لدول استطاعت تكييف ملاعب الكرة، في حين تعجز الجزائر عن تكييف حجرات لا تتعدى مساحتها ال20 متر مربع؟. عقوبة الحبس لثلاثة مترشحين بتمنراست أدانت محكمة عين صالح، مساء الإثنين، أربعة أشخاص منهم ثلاثة مترشحين بعقوبة ستة أشهر حبسا غير نافذ، مع غرامة مالية قدرها 50 ألف دينار، وحجز الهواتف النقالة التي استعملت في نشر أسئلة البكالوريا. حيث توبعوا بتهمة توزيع منشور إلكتروني من شأنه الإضرار بالمصلحة الوطنية، للعلم، فإن وزارة التربية هي الأخرى سلطت عقوبة الإقصاء لمدة 5 سنوات من اجتياز امتحان البكالوريا، في حق المدانين. ابنا مسؤول ضمن 50 غشاشا حوكموا بالأغواط أحيل 52 شخصا أمام محكمة الأغواط، بعد تلبسهم بمحاولات غش ونشرهم لمواضيع البكالوريا، من بينهم مسؤول إحدى الهيئات وابنيه اللذين ورطاه بعد استغلالهما هاتفه، حيث مثل في اليوم الأول 17 شخصا أمام المحكمة، و35 في اليوم الموالي، وصدرت في حق عدد منهم أحكاما بالحبس غير النافذ والغرامة، في حين وضع آخرون تحت الرقابة القضائية. ضبط مترشحين بغليزان يهاتفون أصدقاءهم داخل دورات المياه سجلت مديرية التربية بولاية غليزان 4 حالات غش على مستوى أربعة مراكز إجراء لامتحان شهادة البكالوريا، حسب ما كشفت عنه مديرية التربية، السيدة هدايات حيرش ل”الشروق”، حيث تم تسجيل هذه الحالات الأربع على مستوى مراكز إجراء أحمد مدغري ، النقيب أبو الحسن، زمورة ومركز آخر. وحسب مسؤولة القطاع، فيتعلق الأمر بمترشحة واحدة و3 مترشحين ذكور، منهم 2 أحرار و2 نظاميين وذلك باستعمالهم للغش التقليدي المتمثل في استعمال جهاز الهاتف النقال للاتصال الخارجي وهذا داخل دورات المياه، أين تم ضبطهم متلبسين، وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المترشحين الأربعة وإقصائهم من الامتحان. محاكمة أستاذة بتهمة نشر المواضيع بغرداية مثل، الثلاثاء، خمسة أشخاص أمام محكمة غرداية، بتهمة نشر مواضيع البكالوريا وأجوبتها على مواقع التواصل الاجتماعي، من بينهم أستاذة متعاقدة، نشرت موضوع امتحان لغة أجنبية مرفقا بالحلول على صفحتها “الفايسبوكية”، ولم يتسن ل”الشروق” معرفة ما آلت إليه المحاكمات، فيما علمنا من مصادر موثوقة أن الأستاذة، في حال إدانتها، ستفصل نهائيا من قطاع التربية. جهاز مدير التربية يضبط غشاشين بمستغانم اكتشف مدير التربية لولاية مستغانم، العربي بن شهرة، حالتي غش بواسطة السماعة اللاسلكية، تخص اثنين من المترشحين الأحرار، على مستوى مركز ثانوية “اكراف” بصلامندر. ويتعلق الأمر بمترشح في تخصص التسيير والاقتصاد، ومترشحة في تخصص آداب وفلسفة، وقد عوقبا بالإقصاء 10 سنوات. وكان المدير قد استعان بجهاز متطور يكشف الذبذبات، ما كشف الحالتين المذكورتين. وكان المدير كشف حالتين مماثلتين العام الفارط. الرياضيات “تجنّن” في تيارت أبدى مترشح للبكالوريا بتيارت سلوكا غريبا عندما اطلع على موضوع البكالوريا لشعبة الرياضيات، حيث وقف وهو يتأمل الورقة ولما طلب منه أحد الحراس الجلوس رفض وبقي على هذه الحال لمدة تزيد عن ربع ساعة تقريبا، قبل أن يصرخ ويطلب الخروج ليتراجع عن قراره. المترشحون والحراس اتفقوا على حكم واحد “الرياضيات تجنن!”.