صرح أول أمس مصدر مسؤول من مديرية النشاط الاجتماعي في وهران أنه تم إحصاء نحو 170 رضيعا تم الاستغناء عنهم من طرف أوليائهم منذ بداية العام الجاري إلى غاية شهر ماي الفارط، حيث تم تحويلهم على دور الحضانة للتكفل بهم، وموازاة مع ذلك فتحت تحقيقات من طرف مصالح الأمن والدرك لمعرفة أصولهم، وقد تم العثور عليهم في أماكن مختلفة من شوارع وهران وضواحيها، لا تتجاوز أعمارهم سنة واحدة. بينما كان أغلبهم حديثي الولادة، ألقي بهم في ظروف غامضة، وأضاف نفس المصدر أن دور الحضانة بوهران تستقبل ما بين 300 إلى 400 طفل سنويا، ما معناه أن عدد المهملين من الرضّع لهذا العام في 5 أشهر يعد مؤشرا خطيرا عن تفاقم الظاهرة واستشرائها بالمجتمع تبعا لظواهر أخرى مسببة تأتي على رأس قائمتها ارتكاب جريمة الزنا والحمل غير الشرعي، ما يجعل الأمهات العازبات يقبلن على التخلي على أبنائهن بالشارع لمداراة الفضيحة والعار، فيما تفضل أخريات الإجهاض في الأشهر الأولى التي يظهر فيها الحمل ويعقدن صفقات مشبوهة مع أطباء يتسترون على هاته الجريمة مقابل مبالغ مالية ابتداء من 30 ألف دج، وبالمقابل تكررت أحداث العثور المفاجئ على رضّع حديثي الولادة واهتزت لها أحياء ومجمعات سكنية خصوصا إذا ما عثر على الرضيع ميتا متقهقرا من شدة البرد أو الجوع، وحتى الإقامات الجامعية صارت لا تخلو من حوادث مشابهة ومخزية باعتبار أن الأم تكون إحدى الطالبات المقيمات بالحي. وأردف ذات المصدر أنه يمنح فرصة للأمهات أقصاها 3 أشهر لاسترجاع أبنائهن من دور الحضانة، أو يتم التكفل بهم، كما يمكن منحهم لعائلات أجنبية قصد التبني، ولكن قبل ذلك يتم الاستقصاء عن ظروفها الاجتماعية والمادية، وقد سجل خلال السنة الجارية حالتين لدى عائلتين تكفلتا بطفلين من دار الحضانة، إذ تم إعادتهما بعد مدة من الزمن بسبب صعوبة التأقلم مع الحياة الجديدة، حيثما أنهما لم يتكفل بهما رضيعين وإنما كانا أكبر سنّا. من جانب آخر ذكر نفس المصدر أنه تم إحصاء أكثر من 100 طفل هذا العام تم تحويلهم إلى مركز الأحداث تبعا لتورطهم في قضايا إجرامية مختلفة تراوحت بين السرقة، استهلاك المخدرات، تحطيم ملك الغير وتكوين جمعية أشرار..، من بينهم 40 طفلة، بينما يقدر عدد الضحايا بالعشرات كذلك تعرضوا للضرب والجرح العمدي والاعتداء الجنسي ..، ووفقا للقضايا المعالجة من طرف مصالح الأمن والتي تمر بالمحاكم أسبوعيا بمعدلات مخيفة يكون شبح الإجرام قد طغى على عالم الطفولة، ليصبح القصر مشاريع مجرمين وقنابل موقوتة تهدد استقرار المجتمع. صالح فلاق شبرة