ضرب المنتخب الوطني “نسخة جمال بلماضي” عدة عصافير بحجر واحد وذلك خلال مشاركه في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي تجري فعالياتها بمصر إلى غاية يوم 19 جويلية المقبل، كما حقق الكثير من الأرقام والإحصائيات المثيرة، وهو يقترب من تحطيم “أسطورة” دامت أكثر من 29 سنة في حال فوزه على تنزانيا اليوم الإثنين في لقاء الجولة الثالثة الأخيرة من المنافسة القارية. والبداية، كانت بحسم أحد أقوى مباريات البطولة لصالحه أمام السنغال، وضمان التأهل إلى الدور الثاني مبكّرا، كما ضمن أيضا صدارة المجموعة بغض النظر عما ستسفر عنه مباريات الجولة الأخيرة، كما ضمن أيضا مواجهة منافس “في المتناول” منطقيا، بما أنه سيقابل في الدور الثاني إما صاحب المركز الثالث في المجموعة الأولى التي تضم منتخبات مصر وزيمبابوي وأوغندا والكونغو الديمقراطية، أو صاحب المركز الثالث في المجموعة الثانية التي تضم منتخبات نيجيريا وغينيا وبورندي ومدغشقر، أو صاحب المركز الثالث في المجموعة السادسة التي تضم منتخبات الكاميرون وغانا وغينيا بيساو وبنين، وتجري المباراة يوم 7 جويلية القادم في القاهرة. وشهدت مباراة السنغال، تحطيم “الخضر” رقما جديدا، وهو الفوز في مباراتين متتاليتين في دور المجموعات في “الكان” والذي لم يتحقق منذ دورة 1996 بجنوب إفريقيا، حيث فاز الخضر وقتها على بوركينافاسو 2/1 ثم سييراليون 2/0 قبل التعادل سلبيا أمام زامبيا، وقبلها حقق “الخضر” رقما قياسيا في دورة 1990 التي احتضنها الجزائر، وكانت وقتها الدورة تجري بثمانية منتخبات فقط، وسجل المنتخب الوطني ثلاث انتصارات في الدور الأول:5/1 على نيجيريا، 3/0 على كوت ديفوار و2/0 على مصر، ثم فاز في نصف النهائي على السنغال 2/1 قبل أن يفوز في النهائي بهدف لصفر على نيجيريا، وتوج باللقب بقيادة المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي، كما شهدت نفس الدورة تحقيق “الخضر” التأهل للدور الثاني كمتصدرين لمجموعتهم، وتكرر هذا الأمر بعد 29 سنة أيضا، وخلال الدورة الحالية بمصر، حيث دائما ما بلغ المنتخب الوطني الدور الثاني في الدورات التي تلت طبعة 1990، في المركز الثاني. وعرفت مباراة السنغال أيضا تحقيق رقم جديد، وهو عدم هزيمة المنتخب للمباراة الثامنة على التوالي، حيث تعود آخر هزيمة لشهر أكتوبر الماضي أمام منتخب البنين (1/0) في تصفيات “كان 2019″، وحقق بعدها “الخضر” نتائج مبهرة حيث فازوا على الطوغو في التصفيات (1-4) بالعاصمة لومي، ثم على قطر في مباراة ودية (1-0)، وتعادلوا أمام غامبيا (1-1) في تصفيات كأس افريقيا، ثم الفوز على تونس (1-0) في لقاء ودي، وبعدها التعادل أمام بورندي (1-1) في الدوحة وتلاها الفوز وديا على مالي (3-2) في الدوحة أيضا. قبل تسجيل فوزين ثمينين في كأس أمم افريقيا بمصر على كينيا (2/0) والسنغال (1-0). وحقق “الخضر” رقما أخر، وهو عدم تلقي أي هدف في “الكان” طيلة 180 دقيقة، إذ ظل هذا الرقم صامدا منذ دورة 1984 بكوت ديفوار، وهو مؤشر واضح على قوة دفاعهم وحارس مرماهم المخضرم رايس وهاب مبولحي، وحقق المنتخب الوطني أيضا في “كان2019” إنجازا أخر وهو ضمان التأهل إلى الدور الثاني بعد أول مباراتين فقط، ولم يحصل ذلك منذ دورة 1990، حيث سبق للخضر أن وجدوا أنفسهم في وضع يتطلب ضرورة الفوز في المباراة الثالثة حنى يضمنوا تأهلهم مثلما حدث في دورات:1996، 2000،2004،2010 و2015.ومن بين الانجازات المحققة أيضا من طرف كتيبة بلماضي، بعد الفوز على السنغال، هو الانتصار على منتخب مونديالي وهو الأمر الذي لم يحدث سوى مرتين خلال 11 نسخة من “الكان”، حيث فازت الجزائر على كوت ديفوار في ربع نهائي دورة 2010 في أنغولا. ويمكن للمنتخب الوطني، أن يعادل انجاز دورة 1990 بالفوز في 3 مباريات متتالية في الدور الأول، في حال انتصاره اليوم على تنزانيا، ولم لا تكرار المشوار الرائع في “كان1990” والتتويج باللقب !! خاصة وأنالإنجازات والأرقام والإحصائيات المذكورة والمحققة من طرف كتيبة المدرب جمال بلماضي قد تمكّنها من السير على خطى منتخب دورة 1990، بعد أن تقمصوا بامتياز “ثوب البطل” ومقوّماته، من خلال الأداء البطولي الرائع، والإرادة والعزيمة القوية التي ظهروا بهما خلال أول مباراتين في “الكان”.