في هذا اللقاء مع “الشروق”، تحدّث مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني بحزن وألم عن اجتماع العرب في البحرين، وحالة الخذلان لقبلة المسلمين الأولى ومسرى نبيهم صلى الله عليه وسلّم، لكنه تمسك بعزم شديد على الرباط في المسجد المحاصَر والحفاظ على عهد وإرث النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كيف تابعتم من المسجد الأقصى اجتماع العرب في البحرين؟ يوجد إجماعٌ فلسطيني على رفض هذه الورشة ونتائجها، لذلك يعدّ الحضور العربي فيها خذلاناً للشعب الفلسطيني الذي يريد الحفاظ على عروبة قضيّته ومقدّساته، وجاء دعما للاحتلال وخذلانا لفلسطين وأهلها. شاهد الجميع السفير والمبعوث الأمريكيين وهما يشاركان في حفر نفق تحت المسجد الأقصى.. ما تعقيبكم؟ السفير والمبعوث الأمريكيان يشاركان الاحتلالَ في جرائمه لطمس وتزييف المعالم التاريخية التي تؤكد هوية القدس العربية والإسلامية، والاعتداء على الأوقاف الإسلامية، ومنها القصور الأموية التابعة للمسجد الأقصى المبارك، ونذكِّر بقرار منظمة اليونسكو التي تعتبر المس بهوية القدس جرائم مرفوضة تهدف إلى تغيير معالم المدينة المقدسة. كيف تعقبِّون على الاقتحامات اليومية للمستوطنين للمسجد الأقصى؟ الاقتحامات اليومية والاستفزازات من قبل المستوطنين المتطرفين داخل ساحات المسجد الأقصى تحدُث بقوة الاحتلال والسلاح والقوات الخاصة، وذلك لا يعطيهم أي حق في المسجد ضمن مخططاتهم للتقسيم الزماني والمكاني، ولا الصلوات التلمودية، برغم حالة الترهل العربي والإسلامي. ما هي إجراءات الاحتلال لإبعاد المصلين والعاملين في أوقاف القدس عن المسجد ومحيطه؟ إجراءات الاحتلال اليومية ممنهجة ومبرمجة لتفريغ المسجد الأقصى المبارك من المصلين المسلمين، من أجل إعطاء الفرصة للمستوطنين المتطرفين، وبرغم ذلك نرى كل جمعة حضور عشرات الآلاف من المصلين، كما حدث في شهر رمضان إذ كان يحضر ليلة القدر وأيام الجمعة وصلوات التراويح أكثر من 400 ألف مصلي مرة واحدة. رسالة أهل فلسطين أن المسجد الأقصى عربي وإسلامي، ومهما فعل الاحتلال لن يغيّر عروبة وإسلامية المسجد الأقصى المبارك. الاعتداءات الإسرائيلية زادت التنسيق بين الأردنوفلسطين.. هل انعكس ذلك عليكم إيجابا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوِّهم قاهرين، لا يضرُّهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمرُ الله. وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس”.. هذا الوصف النبوي الدقيق لما يحدث من خذلانٍ ومخالفة لأهل الحق الظاهرين على الحق في بيت المقدس، ونحن على عهدنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المحافظة على المقدَّسات عبر تكاتف الوصاية الأردنية والشعب الفلسطيني في مقدمة المحافظين على إرث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المسجد الأقصى المبارك. من المسجد الأقصى ما هي رسالتكم إلى العرب والمسلمين؟ ندعو الشعوب العربية والإسلامية الأصيلة المرتبطة بالمسجد الأقصى عقائديا أن لا يخذلوه، وندعوهم للنخوة والضغط على حكوماتهم لاتخاذ مواقف صحيحة نحو المسجد الأقصى، لأنه مسجدُ كل المسلمين، وذكره الله في القرآن الكريم ليُتلى إلى يوم القيامة، وأسرِي إليه الرسولُ صلى الله عليه وسلم، وهنا صلى الرسول الكريم إماما ب124 ألف نبيّ ورسول في المسجد الأقصى المبارك، وعرج منه إلى سدرة المنتهى، وجُعلت الصلاة التي فُرضت به، تعادل 500 صلاة، وكذلك ربط بين المسجدين الحرام والأقصى برباطٍ عقيدي. ونحن نهيب بالشعوب العربية والإسلامية العودة إلى القرآن الكريم وسنة الحبيب للحفاظ على قبلتهم الأولى ومسرى نبيهم عليه صلوات الله وسلامه، وأخيرا بارك الله في صحيفتكم وشعب الجزائر جميعا.