أسقط مقاتلو حزب العمال الكردستاني أمس الأحد مروحية تركية خلال اشتباكات مع الجنود الأتراك قرب قضاء العمادية شمال شرق مدينة دهوك شمال العراق. وقال احمد داينس مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب أن المروحية التي تم إسقاطها من طراز "كوبرا".. وقتل 79 مسلحا كرديا على الأقل وسبعة جنود أتراك حتى الآن بحسب الجيش التركي.. وبينما يدخل القتال بين الطرفين يومه الخامس، اتهم حزب العمال الكردستاني أمس الأحد الولاياتالمتحدة والرئيس العراقي جلال طالباني بدعم الهجوم العسكري البري الذي تشنه تركيا على قواعده في شمال العراق. وقال زعيم الجناح العسكري في الحزب باهوز اردال أن "الولاياتالمتحدة لا تدعم الأتراك فعليا فحسب، بل تنفذ أيضا جزءا من العمليات العسكرية"، كما نقلت عنه وكالة أنباء "فرات نيوز" التي تعتبر لسان حال الحزب. وكشف ذات المتحدث أن "طائرات الاستطلاع الأمريكية تحلق في أجواء المنطقة وتزود الجيش التركي بشكل متواصل بمعلومات عن مواقع قواتنا وبعدها تأتي الطائرات التركية وتقصف المنطقة". وتزود الولاياتالمتحدة منذ عدة أشهر الجيش التركي بمعلومات آنية حول تحركات المسلحين في العراق. مع العلم أن الجيش التركي شن منذ 16 ديسمبر عدة غارات وعملية برية محدودة النطاق في المنطقة، التي يتخذ منها المتمردون قواعد خلفية لعملياتهم في تركيا. وكشف البيت الأبيض عن وجود تنسيق أمريكي تركي بخصوص العملية الجارية، وعبر وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الذي يزور انقره الأسبوع المقبل، عن الموافقة على مبدأ العملية البرية التي أطلقها الجيش التركي مساء الخميس على متمردي حزب العمال الكردستاني في مواقعهم في شمال العراق، ولكنه أعرب عن أمله أن تكون العملية "قصيرة ومحددة وان تتجنب الخسائر في الأرواح البريئة وان ينسحب الجنود الأتراك فور انجاز المهمة". وقال غيتس أن الحل العسكري ليس كافيا وحده. وأعطى مثالين هما أفغانستان والعراق. ومن جهة أخرى، اتهم الزعيم الكردي مجموعات عراقية بدعم العملية العسكرية التركية مسميا بالاسم الرئيس الكردي جلال طالباني. ووصف المتحدث سلوك جلال طالباني في هذا الهجوم بأنه خطير للغاية، وقال "أن للحزب معلومات تفيد بأنه دعا الجيش التركي إلى التوجه إلى جبال قنديل"، سلسلة الجبال الشاهقة القريبة من إيران والتي تأوي مقر قيادة حزب العمال الكردستاني. ويذكر أن شمال العراق أو إقليم كردستان العراق يتمتع بحكم ذاتي ويترأسه مسعود بارزاني. ومن جهة أخرى دعا باهوز اردال أكراد العراق إلى مقاومة التوغل التركي في أراضيهم. كما دعا الشبان الأكراد إلى "تسميم حياة" سكان المدن التركية الكبرى. وقال أن "الشبان الأكراد في المدن الكبرى عليهم أن يردوا على العملية التركية"، مشيرا أن عدد مقاتلي كردستان "ليسوا سبعة أو عشرة آلاف شخص، بل مئات الآلاف". ومن جهة أخرى، أعلن التيار الصدري عن رفضه "أي تدخل عسكري" في العراق، داعيا الحكومة العراقية إلى "تحمل مسؤولياتها الدستورية إزاء حماية شعبها". وهددت حكومة إقليم كردستان العراق السبت تركيا باللجوء إلى "مقاومة شاملة" ضد القوات التركية إذا وقع "اعتداء على أي مواطن في إقليم كردستان أو المناطق المأهولة". ودعا رئيس الوزراء نوري المالكي الجمعة نظيره التركي رجب طيب اردوغان إلى "ضرورة احترام وحدة وسيادة العراق وحرمة أراضيه وعدم التجاوز على حياة وممتلكات المواطنين العراقيين وضرورة أن تتجنب تركيا الحلول العسكرية".