تتجه العلاقات التركية العراقية في الفترة الأخيرة نحو توتر محتوم على خلفية قرار أنقرة شن عملية عسكرية شمال العراق للقضاء على عناصر حزب العمال الكردستاني الانفصالي· ارتفعت حصيلة المواجهات بين الجيش التركي وعناصر حزب العمال الكردستاني، ودعت الحكومة التركية إلى اجتماع أزمة مساء أمس· وقالت هيئة أركان القوات المسلحة التركية إن عدد قتلى الاشتباكات مع عناصر حزب العمال الكردستاني بلغ ثلاثة وعشرين متمردا كرديا واثني عشر جنديا تركيا· وأوضحت أنها نفذت هجوما مضادا أسفر عن أسر عدد من عناصر حزب العمال الكردستاني، في حين أعلن حزب العمال بدوره عن أسر عدد من الجنود الأتراك· وكانت مصادر أمنية تركية قد ذكرت أن الاشتباكات بدأت بهجوم شنه متمردون أكراد على وحدة عسكرية في جنوب شرق تركيا بمنطقة هكاري قرب الحدود مع إيران والعراق· وشن مسلحو الحزب الكردستاني أمس هجوما مسلحا على وحدة عسكرية تركية بجنوب شرق تركيا بالقرب من الحدود الايرانية العراقية أدى الى اندلاع اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن مصرع 12 جنديا تركيا واصابة 17آخرين في حين بقي العشرات في تعداد المفقودين· ويعد هذا الهجوم الأول من نوعه منذ أن قررت أنقرة الشروع في عملية عسكرية في حالة الضرورة ضد الانفصاليين الأكراد شمال العراق· وكانت حصيلة أولية أعلنت عن مقتل تسعة جنود دون تسجيل قتلى أو جرحى في صفوف عناصر الحزب الانفصالي· وعلى إثر هذا الهجوم قصف الجيش التركي بالمدفعية قرى مناطق شمال العراق في الوقت الذي أعلن فيه حزب العمال أنه تمكن من حجز عدد من الجنود الأتراك· إلا أن استمرار مثل هذه الهجمات على القوات التركية داخل تركيا نفسها يثير حرجا شديدا للمسؤولين الأتراك وجدلا قويا حول قدرة الجيش التركي الذي يعتبر من أقوى جيوش المنطقة على شن هجوم داخل الأراضي العراقية في ظل الخسائر الكبيرة التي يلحقها به المسلحون الأكراد· مثل هذا التساؤل يزيد من احتمالات تضاؤل لجوء أنقرة للخيار العسكري في حسم قضية الحزب الانفصالي بسبب العواقب الوخيمة والخسائر التي يمكن ان تنجم عنه· وأمام هذا التطور الخطير عقد المسؤولون السياسيون والعسكريون الأتراك مساء أمس اجتماع أزمة ترأسه الرئيس عبد الله غول وتم خلاله تباحث الاجراءات والقرارات الواجب اتخاذها بعد الهجوم· بالموازاة مع ذلك أعرب الرئيس العراقي جلال طالباني عن رفضه تسليم قادة حزب العمال الكردستاني الى تركيا· وقال الرئيس طالباني خلال ندوة صحفية نشطها أمس الى جانب مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان العراق بأربيل عاصمة هذا الأخير أن تسليم قادة الحزب الكردستاني للسلطات التركية أمنية لن تتحقق أبدا· وأضاف ففي حال قدم الأتراك حلا سياسيا مقبولا وبرفضة حزب العمال الكردستاني، عندها فقط يمكن اعتبار هذا الأخير منظمة إرهابية· مثل هذه التصريحات التي أطلقها الرئيس العراقي تزامنا مع الخسائر الفادحة التي تكبدها الجيش التركي تزيد من تعقيد الأمور وتوتر العلاقات مع أنقرة، خاصة وأن البرلمان العراقي استنكر بشدة قرار هذه الأخيرة بشن عملية عسكرية شمال العراق· فقد رفض أمس البرلمان العراقي التهديدات التركية بالتوغل في شمال البلاد للقضاء على قواعد حزب العمال الكردستاني· وصوت أعضاؤه الحاضرون (184 نائبا) بالاجماع على مشروع البيان الذي قدمته رئاسة البرلمان الذي يضم 275 عضواً· وجاء في بيان المجلس أن البرلمان العراقي يشعر أن قرار مجلس النواب التركي الذي صدر مؤخراً لايعزز العلاقات بين الدولتين الجارتين· من جهة أخرى لقي حوالى 10 أشخاص مصرعهم وأصيب 42 آخرون من بينهم نساء وأطفال إثر اشتباكات وقعت فجر أمس بين عناصر المقاومة العراقية وقوات أمريكية بمدينة الصدر شرق العاصمة بغداد· وقالت مصادر أمنية عراقية أن القوات الأمريكية شنت هجمات في عدة أحياء بالمدينة المذكورة واشتبكت مع عناصر مسلحة هناك مما أدى الى سقوط ضحايا مدنيين· وقد أقر الجيش الأمريكي بوقوع العملية العسكرية بمدينة الصدر، لكنه قال أنه استهدف خلالها من وصفهم بعناصر إجرامية يشتبه في مسؤوليتها في خطف جنود أمريكيين· وأكثر من ذلك فإن القوات العراقية التي كثرت أخطاؤها في استهداف المدنيين نفت مقتل أي مدني في هذه العملية وقال المتحدث باسم الجيش الأمريكي وينفيلد دانيلس أنه ليس لديهم دليل على وجود أي مدني بين القتلى أو الجرحى، ومضى يقول أن قوات التحالف تبذل كل الجهود لحماية المدنيين والأبرياء·