استغل المنتخب الوطني بقيادة المدرب جمال بلماضي دورة كأس أمم إفريقيا بمصر، وعرف كيف يسقط عدة أرقام مهمة ونوعية ظلت بحوزة جيل الثمانينيات لمدة سنوات طويلة، سواء ما تعلق بالعناصر الأكثر مشاركة والأكثر وتهديفا والأكثر حضورا من حيث عدد اللقاءات والدورات، ناهيك عن معطيات أخرى عرف زملاء محرز كيف يرجحونها لصالحهم خلال نسخة 2019 من “الكان”. إذا كان جيل الثمانينيات لا يزال مرجعا مهما بخصوص المشاركات النوعية للمنتخب الوطني على صعيدي المونديال أو “الكان”، إلا أن تشكيلة “الخضر” التي خاضت كأس أمم إفريقيا بمصر عرفت كيف تبرهن على صحة إمكاناتها وقدرتها في صنع الفارق، وفي مقدمة ذلك التتويج باللقب القاري للمرة الثانية في تاريخ الجزائر والأولى من نوعها خارج الديار، وبعيدا عن التتويج، فقد عرفت عدة أسماء كيف تعدل أرقاما أو تحطمها بشكل نهائي، أرقام كانت بحوزة جيل ماجر وبلومي وجمال مناد لسنوات طويلة، وهو ما يؤكد أن تشكيلة جمال بلماضي قد عرفت كيف تستغل دورة مصر أحسن استغلال، ومن خلالها أكدت على قدرة الكرة الجزائرية في العودة إلى الواجهة من الباب الواسع، مع إمكانية مواصلة تألقها خلال المنافسات والسنوات المقبلة. محرز يلتحق ببلومي كأفضل هداف.. سليماني ووناس في الملاحقة أفرزت نسخة “كان 2019” بروزا لافتا للمهاجم رياض محرز الذي التحق بنجم الثمانينيات لخضر بلومي في صدارة هدافي “الخضر” في نهائيات كأس أمم إفريقيا على مر الدورات السابقة، حيث وقع كل واحد منهما 6 أهداف، وكان محرز قد سجل 3 أهدافي في دورتي 2015 و2017 ليضيف إليها ثلاثية أخرى في دورة 2019، كانت خلاصة لأهداف جمعت بين الحسم والجمالية الإبداعية، وسار بذلك على خطى صانع الألعاب بلومي الذي كان قد سجل عدة أهداف مهمة في “الكان”، آخرها كانت في دورة 88، حين سجل هدفا في مرمى كوت ديفوار وآخر أمام المغرب خلال المباراة الترتيبية التي جمعت المنتخبين، ويحتل المرتبة الثانية كل من رابح ماجر وجمال مناد ب 5 أهداف، علما أن الثنائي المذكور أبدع بشكل لافت في دورة 90، وساهما بذلك في التتويج القاري الأول من نوعه في تاريخ الكرة الجزائرية، فيما يأتي في المرتبة الثالثة المهاجم إسلام سليماني الذي يعد هدفه في مرمى تنزانيا الرابع له مع “الخضر” في نهائيات “الكان”، فيما التحق آدم وناس بقائمة اللاعبين الذين وقعوا 3 أهداف، على غرار بن ساولة وعصاد ولالماس ودزيري وعماني، والتحق فغولي وبونجاح وبلايلي بقائمة العناصر التي أمضت هدفين في النهائيات، في صورة تاسفاوت وسوداني ومصابيح وصايب وشريف وجاني وحسين عشيو والمرحوم بن ميلودي. مبولحي الخامس في الأكثر مشاركة.. محرز وماندي وفغولي في الطريق من جانب آخر، فقد حقق الحارس رايس مبولحي رقما مهما يضاف إلى بقية الأرقام التي حسّنها أو عدّلها، وفي مقدمة ذلك تسجيل المشاركة رقم 15 في نهائيات كأس أمم إفريقيا، محتلا بذلك المرتبة الخامسة، وهو الذي سجل حضوره في 4 دورات متتالية (من 2013 إلى 2019)، ويعد رابح ماجر لحد الآن اللاعب الأكثر مشاركة مع “الخضر” في النهائيات ب 22 مباراة، يليه لخضر بلومي ب 18 مباراة، حيث كان بمقدور هذا الأخير تحسين الرقم نحو الأفضل لو شارك في نهائيات “كان 90” بالجزائر، في الوقت الذي يتواجد جمال مناد وموسى صايب في المرتبة الثالثة ب 17 مباراة، وفي المرتبة الرابعة نجد محي الدين مفتاح وعلي فرقاني وحسين ياحي ب 16 مباراة، يليهم رايس مبولحي الذي لعب لحد الآن 15 مباراة، نصفها كانت في النسخة الأخيرة التي جرت بمصر، كما نسجل التحاق رياض محرز بالمرتبة السادسة ب 14 مباراة مناصفة مع بلال دزيري ومهدي سرباح وشعبان مرزقان، مثلما التحق الثلاثي فغولي وقديورة وماندي باللاعب السابق فضيل مغارية في المرتبة السابعة ب 13 مباراة، يليهم إسلام سليماني الذي التحق بيزيد منصوري ب 12 مباراة. حليش ومبولحي وسليماني يرتقون في المشاركة ب 4 دورات من جانب آخر، فقد عرفت بعض عناصر تعداد بلماضي ارتقاء في عدد المشاركات من حيث الدورات، وتخص القائمة 3 أسماء شاركت لحد الآن في 4 دورات، وهم الحارس مبولحي الذي شارك بصفة منتظمة منذ دورة 2013، والكلام ينطبق على المهاجم إسلام سليماني بنفس الرقم والدورات، كما سجل المدافع رفيق حليش حضوره هو الآخر في 4 دورات، وذلك منذ 2010 مرورا ب 2013 و2015 وأخيرا 2019، علما أن الأسماء الثلاثة المذكورة تحل المرتبة الرابعة رفقة دزيري وتاسفاوت وكمال قادري وحسين ياحي ولخضر بلومي وشعبان مرزقان وعلي فرقاني ومهدي سرباح، فيما يتواجد مغارية وصايب وجمال مناد في المرتبة الثانية ب 5 دورات، أما الذين يحتلون المرتبة الأولى من حيث الحضور فهما رابح ماجر ومحي الدين خالف ب 6 دورات لكل واحد منهما. نجوم الثمانينيات الأكثر بروزا وتضييعا لفرص التتويج ب”الكان” وقد خلفت مشاركات المنتخب الوطني في الدورات السابقة من نهائيات كأس أمم إفريقيا عديد البصمات وكذا النكسات، وهذا وفقا للوجه المقدّم والإنجازات المحققة، وإذا كانت الجماهير الجزائرية ستحتفظ بذكريات لقب 2019 مثلما احتفظت لسنوات بالتتويج الوحيد عام 1990 كأفضل ذكرى، فإن البعض يرى أن جيل الثمانينيات سجل بروزا لافتا في نهائيات “الكان”، بدليل حضوره المنتظم والفعال، بدليل تواجده في المربع الذهبي في 3 مناسبات، وتنشيطه للنهائي عام 1980 وتتويجه باللقب الوحيد عام 1990، فيما خرج من الدور الأول في مناسبة وحيدة، وذلك في دورة 86 بمصر، وهو ما يوحي حسب المتتبعين أن جيل الثمانينيات سجل حضورا بارزا رغم حرمانه من متعة التتويج، في الوقت الذي ضيع جيل الألفية الحالية فرصا مهمة لتحقيق مسار مماثل، وهذا بسبب الغياب عن بعض الدورات، ما حرم جيل بوقرة وزياني وعنتر يحي من مكاسب مهمة، بدليل الإقصاء من دورتي 2006 و2008، وكذا دورة 2012، ناهيك عن الخروج من الدور الأول في أغلب الدورات التي جرت منذ العام 2000، ليتم الوصول إلى المربع الذهبي في دورة 2010 قبل أن يتوج أبناء بلماضي بلقب “كان 2019″، في الوقت الذي لا يزال الكثير من نجوم الثمانينيات يتصدرون قائمة الأفضل مشاركة، كما يتبوأون المراتب الأولى من ناحية الهدافين بقيادة بلومي الذي التحق به محرز، وكذا ماجر ومناد، مع تسجيل حضور متواضع نسبيا لبقية اللاعبين الذين برزوا في بقية العشريات، بسبب الحضور المحتشم وكثرة الإقصاءات الذي حرم “الخضر” من التواجد في عدة دورات، بدليل أن جيل ماجر وبلومي ومغارية سجل حضورا منتظما في الدورات المبرمجة آنذاك (من 1980 إلى 1990)، ولعب أدوارا طلائعية، من خلال تنشيط نهائي دورة 80 أمام نيجيريا، وكسب لقب 90 أمام نفس المنتخب، إضافة إلى وصوله إلى الدور نصف النهائي في 3 مناسبات (82 و84 و88)، ما سمح ل”الخضر” آنذاك بتنشيط 28 مقابلة خلال 6 دورات متتالية. تشكيلة بلماضي حطّمت أرقاما نوعية كانت بحوزة جيل الثمانينيات وإذا كان جيل الثمانينيات قد احتل الصدارة لسنوات بخصوص عدة إنجازات، خاصة ما يتعلق بالحضور المنتظم وعدد المشاركات واللعب على أدوار طموحة، بدليل حيازته على عديد الأرقام لعدة سنوات، سواء من حيث عدد المشاركات أو عدد الأهداف المسجلة في النهائيات، فإن تشكيلة المدرب جمال بلماضي لم تفوّت فرصة “كان 2019” وعرفت كيف تحطّم أغلب هذه الأرقام المهمة والنوعية، وختمتها بتتويج إفريقي هو الثاني من نوعه في تاريخ الكرة الجزائرية، ناهيك عن البروز اللافت لرياض محرز الذي أصبح يتزعم قائمة الهدافين رفقة بلومي، مثلما التحق مبولحي بالمرتبة الخامسة بلعبه 15 مباراة، والكلام ينطبق على ارتقاء لاعبين آخرين في ترتيب المشاركات، في صورة محرز وسليماني وفغولي والبقية، ناهيك عن تحطيم عدة أرقام فردية، وفي مقدمة ذلك حفاظ مبولحي على نظافة مرماه لمدة 420 دقيقة، وهو رقم يصعب تعديله بسهولة، بدليل أن رقم سرباح (390 دقيقة) دام مدة 35 سنة كاملة. وعلى ضوء هذه الأرقام النوعية التي أفرزتها الدورة الأخيرة من “الكان” فإن أبناء بلماضي يوجدون في طريق مفتوح لمواصلة التألق في المباريات والمنافسات الرسمية المقبلة إذا عرفوا كيف يواصلون التحديات المقبلة بنفس الوتيرة. أرقام وإحصائيات من مشاركات “الخضر” في دورات “الكان” قائمة الهدافين في نهائيات كأس أمم إفريقيا 6 أهداف: رياض محرز، لخضر بلومي. 5 أهداف: رابح ماجر، جمال مناد 4 أهداف: إسلام سليماني. 3 أهداف: تاج بن ساولة، صالح عصاد، احسن لالماس، بلال دزيري، جمال عماني، آدم وناس هدفان: عبد الحفيظ تاسفاوت، هلال العربي سوداني، علي مصابيح، موسى صايب، شريف وجاني، حسين عشيو، حسين بن ميلودي، سفيان فغولي. بغداد بونجاح، يوسف بلايلي. هدف واحد: مختار كالام، حسين ياحي، عبد المالك شراد، علي فرقاني، ناصر بويش، ناصر بويش (2)، شريف الوزاني، نسيم أكرور، بوعلام عميروش، مجيد بوقرة، جمال زيدان، رفيق حليش، شعبان مرزقان، فريد غازي، عامر بوعزة، نصر الدين كراوش، خالد لونيسي، كريم مطمور، معمر ماموني، كريم ماروك، نبيل بن طالب، طارق لعزيزي، فوزي غلام، إبراهيم زافور، فوزي موسوني، عبد القادر فرحاوي، رشيد معطار، سفيان هني. اللاعبون الأكثر مشاركة في نهائيات “الكان” باحتساب عدد اللقاءات 22 لقاء: رابح ماجر 18 لقاء: لخضر بلومي. 17 لقاء: جمال مناد، موسى صايب. 16 لقاء: محي الدين مفتاح، علي فرقاني، حسين ياحي. 15 لقاء: رايس مبولحي 14 لقاء: بلال دزيري، مهدي سرباح، شعبان مرزقان، رياض محرز. 13 لقاء: فضيل مغارية، سفيان فغولي. عدلان قديورة، ماندي 12 لقاء: يزيد منصوري إسلام سليماني 11 لقاء: عبد الحفيظ تاسفاوت، محمود قندوز، شريف الوزاني، بن ساولة، محمد شعيب. 10 لقاءات: صالح عصاد، كريم زياني، نصر الدين كراوش. 9 لقاءات: مجيد بوقرة براهيمي وحليش بونجاح 8 لقاءات: رفيق صايفي، مصطفى كويسي، محمد قاسي سعيد، مولاي حدو، نصر الدين دريد، حكيم مدان. بن سبعيني 7 لقاءات: لوناس قاواوي، معمر ماموني، علي بن حليمة، صالح لارباس. بن ناصر. اللاعبون أكثر حضورا في نهائيات “الكان” باحتساب عدد الدورات 6 دورات: رابح ماجر 80-82-84-86-90-92)، محيي الدين مفتاح 90-92-96-98-2000-2002). 5 دورات: فضيل مغارية (84-86-88-90-92)، موسى صايب (90-92-96-98-2000)، جمال مناد (84-86-88-90-92). 4 دورات: بلال دزيري (96-98-2000-2002)، عبد الحفيظ تاسفاوت (92-96-2000-2002)، كمال قادري (84-88-90-92)، حسين ياحي (82-84-86-88)، لخضر بلومي (80-82-84-88)، شعبان مرزقان (80-82-86-88)، علي فرقاني (80-82-84-86، مهدي سرباح (80-82-84-86)، رفيق حليش (2010-2013- 2015- 2019)، مبولحي (2013- 2015-2017- 2019)، إسلام سليماني (2013- 2015- 2017- 2019)