أسدل الستار ليلة أول أمس على فعاليات الطبعة العربية لمهرجان المسرح المحترف بعد أسبوعين من المنافسة بين الأعمال التي قدمها المسرح الوطني والمسارح الجهوية أمام لجنة تحكيم ترأسها الدكتور واسيني الأعرج بعضوية نقاد وفنانين عرب من مصر، سوريا، الأردن ولبنان، جوائز هذه الدورة تقاسمتها المسرحيات الثلاث التي رشحت من قبل اللجنة من بين خمس مسرحيات شدت انتباه اللجنة. وهي "غبرة الفهامة"، "بيت برناردا ألبا"، "محاكمة جحا"، "عودة غودو" و"النهر المحول"، كما استحدثت لجنة التحكيم جائزة "الممثل الواعد" و"الممثلة الواعدة" بدل احسن دور ثانوي، وهذا حسب رئيس لجنة التحكيم الدكتور واسيني الأعرج لتشجيع الشباب وتثمين المواهب المتميزة، كما منحت الجوائز كاملة بدون حجب أي منها على عكس العام الماضي، وهذا حسب رئيس لجنة التحكيم دائما، لأن الجائزة وجدت لكي تمنح. وقد قلل واسيني من أهمية الجوائز التي قال إنها ليست غاية في حد ذاتها، ولكنها طريقة فقط لتثمين جهد الفنانين وتعب ومسار سنوات من الجهد والمحاولة، كما حاول واسيني الدفاع عن اختيار لجنة التحكيم مسرحية "النهر المحول" كأحسن عرض مسرحي متكامل، حيث قال إن اللجنة رأت فيه عناصر المسرح المتكامل وجهد في إعادة بناء النص الأصلي ومجهودات في الإخراج والموسيقى بينما رأى الكثيرون في منح هذا العمل لجنة المهرجان دواعي سياسية وجهوية تتعلق أساسا بكون العمل قدمه المسرح الجهوي لبجاية الذي لا يعقل ان يخرج من المنافسة خالي الوفاض لتوازنات جهوية، كما لم يخلُ التتويج -حسب المتتبعين للمهرجان- من رائحة السياسة، خاصة وأن بجاية كانت قد شهدت مظاهرات عشية انطلاق تظاهرة 2007 احتجاجا على اختيار الجزائر عاصمة للثقافة العربية اللجنة أيضا -وحسب ما اعترفت به في الكواليس سميحة أيوب- فإنها "راعت الحساسية من أي إقصاء، وكان لا بد أن يكون هناك توازن في منح الجوائز". جوائز المسرح المحترف خرجت إذن عن الاحترافية وأثبتت -كما قال الناقد سيدي احمد شنيقي- أنها لا تصنع أبدا المستوى وتبقى ذاتية ونسبية وقد أضاف لها أهل الاختصاص أول أمس السياسة، خاصة وأن الليلة أيضا شهدت رواج خطابات سياسية أخرى عندما أقدم الفنان خليل مرسي على قراءة بيان سياسي شكرت فيه الوفود العربية الرئيس بوتفليقة على كرم ضيافته وحيت فيه روح الالتزام بالقضايا العربية، كما هنأ العرب خليدة تومي بفوزها بعهدة أخرى، وهو البيان الذين لم يكن له -حسب الحضور- محل من الإعراب في تظاهرة ثقافية بالأساس، ورغم ذلك فقد سجل المتتبعون ايضا نقاطا إيجابية في طبعة 2007 للمسرح المحترف ردتها الوزيرة لتوفر الإمكانيات والوقت للفنانين وردها البعض لكون الطبعة عربية ساهم فيها حضور الفنانين العرب واحتكاكهم بالجمهور الذي كان أجمل شيء على الإطلاق في المهرجان وهو يؤم يوميا قاعة العرض ويكذب مقولة ان الجمهور الجزائري مات بينما هو يعيد زمن التصالح مع الخشبة. لجنة التحكيم رفعت في الختام جملة من التوصيات إلى محافظة المهرجان تتعلق أساسا بتفعيل النقاشات الجانبية في ختام كل العروض لفتح أبواب النقاش مع محترفي الخشبة قصد تخليص الخشبة من الخطابات السياسية الطويلة والتي لا تخدم -حسب أعضاء اللجنة- الخط الدرامي للمسرحيات، كما أوصت اللجنة أيضا بالاهتمام أكثر بالطاقات الشابة، خاصة من ناحية التكوين، وقد وعدت الوزيرة بمواصلة توفير الإمكانيات وإشراك النجوم العرب في كل دورة للمسرح المحترف. زهية منصر:[email protected]