لم تضف منافسة أمم إفريقيا بصيغتها الزمنية الجديدة، التي تقام في فصل الصيف، جديدا إيجابيا، بالنسبة للاعبين الأفارقة خاصة الذين يُتوجون باللقب أو يصلون إلى المباراة النهائية، التي تزامن توقيتها مع انطلاق التحضيرات لمختلف الدوريات الأوروبية، وهو ما جعل غالبيتهم يغيبون عن مباريات مهمة وبالتأكيد سيغيب غالبيتهم عن بداية الدوري ويتطلب تحضيرهم للمنافسة برنامج خاص يسهر عليه المحضر البدني وطبيب الفريق، وقد يدفعون الثمن غاليا في حالة تألق اللاعبين الذين سيعوضونهم. في الثاني من أوت كان فريق ران الذي قدّم الموسم الماضي أداء رائعا وأحرز بلاعبيه مهدي زفان ورامي بن سبعيني كأس فرنسا، على موعد في عرين رفقاء مبابي ونايمار، للمبارزة على لقب الكأس بعد مباراة بديعة بشوطيها الإضافيين، كان ران على موعد مع الكأس الممتازة أمام بطل الدوري باريس سان جيرمان في الصين، ولكن تعب اللاعبين الجزائريين الذين لعبا سويا الدور النصف النهائي أمام نيجيريا والنهائي أمام السينغال كأساسيين جعلهما يغيبان عن الموعد الكبير، وخسر ران بهدفين مقابل واحد وفي غياب اللاعبين الجزائريين الذين أثر فيهما مشاركتهما في كأس أمم إفريقيا فتم تغييبهما بالرغم من أنهما سويا مرشحين للانتقال إلى أندية أخرى في دوريات أخرى وربما إنجلترا بالنسبة لزفان وألمانيا بالنسبة لبن سبعيني، ولكن المشاركة في هذه المنافسة مهم جدا. رياض محرز الفتى الليّن الذي لعب سبع مباريات كاملة في مصر في درجات حرارة تزيد عن الأربعين وأمام منتخبات بدنية بالدرجة الأولى كان يمنّي نفسه لعب مباراة الدرع الخيرية، بين مانشستر سيتي وليفربول التي لعبت الأحد، وجد نفسه خارج ال 18 لاعبا ودفع ثمن قيادته للخضر، إلى الفوز بالكأس بالتهميش من تشكيلة غواديولا التي فازت باللقب بضربات الترجيح، حيث لعب محمد صلاح كأساسي وقدّم مباراة كبيرة وهو الذي خرج من منافسة أمم إفريقيا في الدور الثمن النهائي وغادر للسياحة في دبي، ومع ذلك لعب المباراة بينما غاب رياض محرز عن إحدى المباريات المهمة في بريطانيا. حتى اللاعب إسماعيل بن ناصر، لم يتم الإعلان الرسمي عن انضمامه للميلان إلا الأحد، ولن يباشر تحضيراته مع النادي الإيطالي الكبير إلا في العاشر من الشهر الحالي، والسبب هو دائما بلوغ نهائي كأس الأمم الإفريقية التي فاز رفقاء بن ناصر بلقبها، وفاز بن ناصر فيها بلقب أحسن لاعب في وجود رياض محرز وساديو ماني ومحمد صلاح وحكيم زياش. البية اللاعبين الجزائريين أنهكوا في دورة قوية لعبوا في سبع مباريات كاملة ولأول مرة في تاريخ كأس أمم إفريقيا، مع الإشارة إلى أن الفائز بكأس العالم مجبر على لعب سبع مباريات أيضا، وفي توقيت يزيد عن منافسة أمم إفريقيا، ولعب الخضر مباراة واحد بوقتها الإضافي وهناك لاعبين تواجدوا في كل المباريات ولو كاحتياطيين أمام تانزانيا في المباراة الثالثة وهم رياض محرز وبغداد بونجاح واسماعيل بن ناصر، وزاد الإرهاق في كونهم توجهوا إلى تربص الخضر من دون راحة، وغالبيتهم أنهوا الموسم بقوة مع أنديتهم مثل سفيان فيغولي الذي كان محركا لغلاتا ساراي وفاز معها بكل الألقاب الممكنة، وباستثناء إسماعيل بن ناصر الذي سقط ناديه فإن البقية جاهد لاعبوه إلى آخر رمق وحققوا نتائج لا باس بها. وإذا كانت كل الدوريات الأوروبية ستنطلق في شهر أوت الحالي، فإن مشاهدة نجوم الخضر في المباريات الأولى مستبعدا، وحتى توزيع طاقاتهم على الشهرين القادمين سيكون صعبا ويتطلب تدخل الطبيب والمحضر البدني. كان في السابق اللاعبون الأفارقة يدفعون ثمن مشاركاتهم في أمم إفريقيا سواء في مارس أم جانفي، بتهميشهم بعد عودتهم إلى أوربا بعد المشاركة في كأس أمم إفريقيا، أما الآن فالأمور لم تتغير كثيرا، وقد يسحب من تحت اللاعب البساط الذي يمنعه من المشاركة كأساسي في ناديه، ولحسن الحظ تواجد نجوم كبار لم يشاركوا في الكان وهم حاليا في أوج استعدادهم للعب مثل أسامة درفلو وفوزي غولام وبن طالب وبلفوضيل وغيرهم. ب.ع