تعتبر الجمعية الثقافية جيل الظهرة بغليزان، من الجمعيات النشطة في مجال الفن المسرحي، حيث استطاعت منافسة عدة فرق مسرحية على المستوى الوطني، كما نجحت في تمثيل الولاية أحسن تمثيل في العديد من المهرجانات الوطنية والجهوية بكوكبة من الشباب ذكورا وإناثا، يقودهم الشاب “هواري عرابي” من مواليد سنة 1982 بغليزان، وهو ممثل مسرحي منذ سنة 1996، حيث التقت “الشروق” صدفة بهذا الفنان في أحد النوادي الثقافية بعاصمة الولاية غليزان، أين كشف النقاب عن مسيرة الجمعية منذ نشأتها في سنة 2005، وما وصل إليه ممثلوها من نجومية على الصعيد الوطني. وفي هذا السياق، يقول “هواري” ل “الشروق”، أن فرقته المسرحية التي تسمى ب “جيل الظهرة”، قد تأسست على يد مجموعة من الشباب المحب للفن المسرحي، واستطاعت أن تقوم بإنجاز عدة أعمال مسرحية، منها اليد، قفوص النسيان، الذاكرة، غدر امرأة، شهرزدان المفاجأة، كما أنتجت الجمعية عدة أعمال أخرى موجهة للأطفال، منها قصة حلم حديدوان في عالم البهلوان والرحلة، مثلما قامت بإنجاز عمل تاريخي كبير، تمثل في ملحمة ثورية في سنة 2016 بعنوان حتى لا ننسى، وواصل محدثنا حديثه أن الجمعية سبق لها أن شرّفت الولاية في عدة مهرجانات وطنية، وتحصلت على الكثير من الجوائز والألقاب، منها المرتبة الأولى التي ظفرت بها في 4 مرات وفي مهرجانات مختلفة نظمت بالعديد من الولايات، على غرار ورقلة، الشلف، غليزان وتيسمسيلت، إضافة إلى حصولها على جائزة أحسن ممثلة لمرتين، وأحسن ممثل لمرتين أيضا، وكذلك أحسن نص وجائزة لجنة التحكيم. أما آخر إنتاج للجمعية، فهو عرض مسرحي بعنوان “مصوطي على جال البوطي”، الذي شاركت به الجمعية في التصفيات الجهوية لمسرح الشباب، وتحصل على المرتبة الأولى، كما ستكون الجمعية الثقافية “جيل الظهرة” حاضرة في مهرجان قسنطينة خلال شهر نوفمبر المقبل، وذلك لتمثيل ولايات الغرب الجزائري، إلى جانب المشاركة الأخيرة للجمعية في مهرجان المسرح الملتزم، أين تحصلت على جائزة أحسن ممثل كان قد نالها المسرحي “عدة عبد الله”. وعن المشاريع المستقبلية للجمعية، أضاف “هواري عرابي” في حديثه الذي أدلى به ل “الشروق” دائما، أن هناك مشاريع جديدة في الأفق في انتظارها، وهي تتمثل في خلق ورشات تكوينية تحت إشراف أساتذة محترفين ومختصين في مجال السينوغرافيا والكوريغرافيا وكذا الأداء، لكن هذه المشاريع تحتاج إلى دعم مادي لتجسيدها على أرض الواقع، وهو ما يتطلب تدخل الوزارة الوصية من أجل تقديم يد المساعدة لهذه الجمعية التي تنشط بوسائلها الخاصة حتى لا تنطفئ شمعتها. تجدر الإشارة إلى أن ولاية غليزان كانت تزخر بعدة فرق مسرحية بارزة كانت تنشط لعدة سنوات، على غرار جمعية القوالة تحت إشراف المسرحي المعروف “عابد بوخبزة”، والتي كانت تنظم أياما مسرحية، قبل أن تتحول إلى الظهور في مهرجانات وطنية بمشاركة الكثير من الفرق المسرحية من داخل وخارج الوطن، وكانت قد استطاعت لم شمل العائلات الغليزانية المحبة للفن المسرحي، إلى أن انطفأت شمعة هذه الجمعية، بسبب سياسة الإقصاء والتهميش التي تعرضت لها على يد أعداء الفن من مسؤولين سابقين، لكن الفن المسرحي بقي صامدا يقاوم المصاعب بفضل العديد من الجمعيات المحلية لولاية غليزان التي تواصل نشاطها على الركح رغم كل الصعوبات التي تتلقاها، خاصة أن ولاية غليزان أنجبت العديد من الفنانين في مختلف المجالات، على غرار “عابد بوخبزة”، “نكاع بن عودة”، “فراحلية عابد” المتواجد حاليا خارج الوطن، “فؤاد بن دوبابة”، “هواري عرابي”، “باقي محمد” و”عدة فرقان” وغيرهم من الفنانين الذين تخرجوا من مدرسة “القوّالة” سابقا، منهم من لقي ربّه، ومنهم من هاجر إلى خارج الوطن.