استضافت الجزائر الأشقاء القطريين في أسبوعهم الثقافي الذي يستمر إلى غاية 12 جوان الجاري, والذي سبقته تصريحات إعلامية للقائمين على الوفد ووعود بتألق محتوى الأسبوع في سماء الجزائر العاصمة , إلا أن مع افتتاحه من قبل خليدة تومي وزيرة الثقافة و الشيخ مشعل بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث القطري , اتضح للحضور تواصل مسلسل سقوط الأسابيع الثقافية الخليجية بالجزائر الواحد تلو الآخر. الأسبوع الذي اشتمل على عدد من المعارض تعد على اليد الواحدة نصب خيمته أو بيت الشعر في بهو قصر الثقافة التي ملأت الفراغ الكبير في فعاليات الأسبوع لتجلب الجمهور لتذوق الأكلات الشعبية والقهوة القطرية , ولعل هذا الكرم عوض الحضور غياب المتعة والفرجة وتفاصيل الحياة الفكرية القطرية التي لن تكون حاضرة إلا بمحاضرتين فكريتين : الأولى عن الإعلام القطري والثانية عن تجربة المرأة القطرية .وعن استفسارنا لافتقار الأسبوع لعروض مسرحية وسينمائية , استنجد رئيس الوفد بمسرحية أبو حيان التوحيدي التي عرضت بالمسرح الوطني في إطار المهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعتها العربية وكان ذلك قبل افتتاح الأسبوع. أما عن العروض السينمائية ولغياب السينما في قطر فقد اكتفى القطريون بأفلام سينمائية روائية تحدث عنها رئيس الوفد بإسهاب إلا أنه لم يمكننا معاينتها بسبب غياب الشاشات والوسائل التقنية بقصر الثقافة ليقتصر تجوال الحضور بين العطارة وصائد اللآلئ والطواش بائع اللآلئ. وسبق وان احتضنت الجزائر عدد من الأسابيع الثقافية الخليجية لكل من الإمارات العربية المتحدة والكويت و سلطنة عمان و رغم تعدد هذه الأسابيع الثقافية إلا أن المضمون كان في مجمله واحد وسيناريو السقوط تقاربت تفاصيله بين الأسابيع الخليجية التي انتظرها الجمهور العاصمي وأقبل عليها بقوة إلا أنها كانت مخيبة للآمال بمضمونها الفقير كما وكيفا ولتقتصر على فلكلور اختصرته بعض المعارض المترامية بين جنبات قصر الثقافة وليحل محل الكتب المفيدة مطويات تعرف بالدول الخليجية وثرائها الفاحش مغيبة الجانب الثقافي التي جاءت من أجله إلى الجزائر. ولتبقى الأسابيع الثقافية المغاربية الأحسن بعد مرور خمسة أشهر من انطلاق التظاهرة ، و برر عدد من المتتبعين للحركة الثقافية المغاربية نجاح هذه الأسابيع بالثراء الثقافي لدول الجوار من المملكة المغربية وتونس التي لم تبخل على الجمهور الجزائري بعرض مكنونات التراث الحضاري والإبداع المسرحي والسينمائي و خلاصة الفكر المغاربي . بالإضافة إلى تقارب وتقاطع ثقافات هذه البلدان مع ثقافة الجزائري في عدد من القواسم كاللغة والرقع الجغرافية المشتركة والتاريخ الذي جمع بين أمم دول المغرب العربي ففي الماضي القريب ما شكل إرثا حضاريا مشتركا بين المغاربة وهذا ما دفع بالجمهور الجزائري للتجاوب الكبير مع هذه الأسابيع التي صنعت حقا الفرجة والمتعة بعيدا عن الضجة الإعلامية و التصريحات المضخمة للأسابيع. زين العبادين جبارة