تأكيد على المساهمة الفعّالة في ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' بعد أسبوع من العروض الفنية والوقفات الثقافية والفكرية، أسدل الستار أمس على فعاليات الأسبوع الثقافي الجزائري بالكويت التي شهدت منذ السادس عشر ماي الجاري أجواء متميّزة صنعها أبناء وبنات الجزائر في مختلف الفنون، فكان أن مدّت الجزائر جسور الاحترام والتواصل للؤلؤة الخليج. وبهذه المناسبة أشارت الوزيرة في تصريحات صحفية إلى أهمية إقامة أنشطة ثقافية لتوطيد وتطوير العلاقات بين البلدين والشعبين، وقالت أنّ للكويت دورا مؤثّرا في الثقافة العربية ويشهد الجميع بدور الكويت في تطوّر الثقافة العربية وتسويق صورة التسامح العربي في الخارج، وأكّدت على دور المطبوعات الكويتية في خدمة الثقافة العربية. وأضافت الوزيرة ''أن الأسبوع الثقافي الجزائري في الكويت الذي انطلق في ال16 من مايو الجاري يأتي في إطار الاتفاقية التي وقعتها الوزارتان في تدعيم التبادل الثقافي''، وأوضحت أنه من خلال هذا الأسبوع نحاول تقديم وتعريف الثقافة الجزائرية للشعب الكويتي التواق لمعرفة ثقافة الآخر. ومن جانب آخر، شدّدت تومي على أنّ الكويت كانت حاضرة بقوة في تظاهرة ''الجزائر عاصمة الثقافة العربية عام ''2007 حيث نظّمت دولة الكويت من خلال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي الأسبوع الكويتي في تلك التظاهرة والذي كان رائعا وقويا وعرف إقبالا كبيرا من جانب الجمهور الجزائري. ودعت وزيرة الثقافة الجزائرية الأشقاء الكويتيين إلى القدوم إلى الجزائر وتعميق أواصر الأخوة والصداقة بين البلدين من خلال النشاطات الثقافية الكبرى والتي تحتاجها الشعوب لتوطيد العلاقات بين البلدين، وذكرت أنّ الجزائر ستحتضن تظاهرة كبرى العام المقبل هي ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' لذا وجهت دعوة للأشقاء الكويتيين للمشاركة بقوة في هذه التظاهرة وإبراز مدى العمق الحضاري لدولة الكويت. من جانبه، أشار الأمين العام للمجلس بدر الرفاعي إلى أنّ الوزيرة لها بصمات واضحة في العمل الثقافي وتوطيد العلاقات وقال ''نسعد باستضافة أشقائنا في الجزائر الذين قدّموا لنا على مدى أسبوع كامل مشهدا كاملا للنشاط الثقافي في الجزائر على مستوى المجالات المختلفة في المطبوعات والحرف التقليدية والمسرح والموسيقى والفنون الشعبية والتي عكست صور الإبداع الجزائري للجمهور في الكويت''، وعبّر عن سعادته باستمرار التواصل ومشاركة الكويت في احتفالات ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية .''2011 وبحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي ووزير الإعلام رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ أحمد العبد الله اختتمت أوّل أمس أنشطة الأسبوع الثقافي الجزائري على مسرح ''الدسمة''، وتضمّن حفل الافتتاح مجموعة من الفقرات الغنائية والفنون التراثية حيث قدّمت مجموعة الفنون الشعبية التابعة للديوان الوطني للثقافة والإعلام مجموعة من الرقصات الشعبية التي تعكس التنوّع الثقافي في مختلف مناطق الجزائر، رسمت من خلالها حضارة وكفاح الشعب الجزائري بمختلف تقاسيمه الجغرافية وتقاليده العتيدة. كما شارك في الحفل مجموعة من المطربين قدّموا مجموعة من الفقرات الغنائية التي تعكس التنوّع الفني على الساحة الجزائرية ما بين مناطق القبائل والعاصمة والفنون الأندلسية والراي بمشاركة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو كمال معطي. وفي هذا الصدد، قدّم الفنان نصر الدين شاولي باقة من الموشحات الأندلسية وقدّمت الفنانة ندى الريحان مجموعة من الأغاني الطربية وقدّم الشاب وحيد أغاني الراي وقدّمت الفنانة أمال زان مجموعة أغنيات بالقبائلية فيما قدّم الفنان لزهر الجيلاني مجموعة من الأغاني البدوية. وللتذكير فإنّ برنامج هذا الأسبوع تضمّن نشاطا موسيقيا غنائيا مع مجموعة الفنون الشعبية التابعة للديوان الوطني للثقافة والإعلام التي عرضت لوحات راقصة من مختلف مناطق الوطن، إضافة إلى مشاركة فرقة ''الشيخ عمران'' للأغنية الصحراوية بالأغواط وعدد من الفنانين الجزائريين. وحضر الفن التشكيلي من خلال معرض يضمّ 40 لوحة فنية تمثّل مختلف مدارس الفن التشكيلي الجزائري، واشتمل معرض الحرف التقليدية عيّنة من التحف التقليدية الفنية لحرفيين مختصين، منها الفخار، الزربية والطرز، وكانت مسرحية ''الحشّامين'' للمسرح الجهوي بباتنة سفيرة الفن الرابع الجزائري إلى الكويت، وقدّم سينمائيا الفيلم الوثائقي ''سينمائيو الحريةّ للمخرج السعيد مهداوي، وفيلم ''خارجون عن القانون'' و''لندن ريفر'' لرشيد بوشارب، إلى جانب ''العفيون والعصا'' لأحمد راشدي و''مسخرة'' لإلياس سالم. وعرضت بالمناسبة أيضا بعض أحدث الإصدارات من مختلف نواحي الإبداع الفكري والأدبي بمعدل ألف عنوان، إضافة إلى الأمسيات الشعرية التي نشّطها كلّ من الوازنة بخوش، عفاف فنوح، نجيب جحيش ولخضر بن بركة، وذلك علاوة على عدد من المحاضرات على غرار محاضرة ''تاريخ الأدب الجزائري المعاصر'' و''إسهامات الثقافة الجزائرية في إثراء الثقافة العربية''.