وفي هذا السياق قال الدكتور أحمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث إن العلاقات التي تربط سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة تعكس نفسها على مجمل العلاقات في مختلف المجالات والتي يجب أن تنعكس على الثقافة.وأكد وزير الثقافة أول أمس في افتتاح الأسبوع الثقافي الجزائري الذي يستمر حتى السبت القادم في إطار احتفالية "الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010" أن هذا الأسبوع ليس إلا بداية لعلاقة ثقافية تجمع قطر والجزائر ولن تتوقف في كل الميادين التي تهم المجال.واعتبر الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري خلال افتتاح الأسبوع الجزائري الذي حضرته خليدة تومي وزيرة الثقافة الجزائرية ومبارك بن ناصر آل خليفة الأمين العام لوزارة الثقافة والفنون والتراث وحشد غفير من الجمهور الذي امتلأت بهم جنبات مسرح قطر الوطني، أن احتضان الدوحة للأسبوع الثقافي الجزائري لا يمكن أن يكون يوما عاديا في تاريخ احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010، لأن الجزائر بلد غير عادي في تاريخ العرب بكل ما يحمله من إباء وكرامة وصمود ومقاومة، معبرا عن سعادته في أن تحتضن الدوحة أبناء بلد المليون شهيد وأبناء بلد العالم الكبير ابن باديس والمقاوم الأمير عبدالقادر. وأشار وزير الثقافة في خضم حديثه عن الجزائر إلى أن القطريين ربما لا يجدون الكلمات المناسبة التي يمكن التعبير بها عن شعورهم تجاه الجزائر "ولكن أقول لكم وأنا من الجيل الذي عايش الثورة الجزائرية، إنها كانت في بيت كل قطري، وفرح القطريون عندما انتصرت الثورة، وأماكنها خالدة في الأذهان من الأوراس والقصبة والأمير عبدالقادر، وأن الجزائر تحمل الكثير من المعاني التي تعتبر نبراسا إلى يومنا هذا ونموذجا للثورة والنضال" حسب تعبير الكواري، الذي أكد -في معرض حديثه عن تقدير احتفالية "الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010"- مشاركة الجزائر في هذه المناسبة، خاصة وأن الجزائر غنية بتاريخها وثقافتها؛ مما سيجعل الأسبوع الثقافي الجزائري أحد الأسابيع الثقافية المميزة بقدر تميز الجزائر داخل الأمة العربية.من جانبها، عبرت خليدة تومي عن سعادتها بالتواجد داخل دولة قطر التي توجهت إليها قيادة وشعبا بقولها: "لم نجد في قاموسنا اللغوي الكلمات التي يمكن أن تعبر عن مدى حبنا وتقديرنا وإعجابنا بهذا البلد وبشعبه وقيادته، إنه قطر التحديات ومحقق المعجزات، يابان العرب، البلد الذي استطاع أن يجعل من حبات الرمل صروحا شاهقة لا يعلوها إلا الكرم والجود القطري، البلد الذي أضحى رقما أساسيا في كل المعادلات الإقليمية، البلد الذي استطاع أن يحدث طفرة إعلامية رائدة، البلد الذي أسس لنهضة علمية ومعرفية لن تزيده إلا تطورا وسموا وعظمة". وأكدت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي أن الأسبوع الثقافي الجزائري يحل بالعاصمة القطرية الدوحة في إطار "الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010" مفعما بالحب "ليحاول اقتحام قلوبكم بكل رقة وجمال.. يفوح بعطر الياسمين الجزائري الثقافي الزكي ويشع بأنوار النجوم الجزائرية؛ ليضيء سماء الدوحة الصافية ولياليها الدافئة وليهمس في الأجواء القطرية الندية أحرفه الشعرية العذبة عساه يدغدغ الوجدان المرهف، ويغرد بألحانه ويعزف جماله عساه يطرب الأسماع الذواقة. وأضافت الوزيرة الجزائرية: "تأتيكم قافلتنا الثقافية تسابق القوافل العربية الأخرى؛ لتؤكد شعاركم الجميل (الثقافة العربية وطنا.. والدوحة عاصمة" لنتوحد جميعا في الدوحة بالثقافة وفي الثقافة ولنشهد أنكم نجحتم وحققتم الامتياز بجدارة واقتدار". واستطردت الوزيرة الجزائرية إن الأسبوع الثقافي الجزائري وهو يفتتح فعالياته في الدوحة عاصمة العرب الثقافية سيزيدها بهاء وتألقا جميلا؛ حيث تأتي الجزائر بكل مخزونها الثقافي والحضاري والتراثي من خلال الإبداعات والتجليات الثقافية، مضيفة أن الأسبوع الجزائر هو جسر آخر من جسور المحبة والتآخي بين الشعبين الجزائري والقطري وحلقة أخرى من حلقات التواصل والوصال الوثيق، وهو التعبير الأجمل للعلاقات القطرية الجزائرية، خاصة وأن الأسبوع الثقافي يتطلع إلى أن يرصع التاج الثقافي الذي يعلو رأس الدوحة بالمزيد من الياقوت والجوهر؛ ليضفي المزيد من الياقوت والجوهر حتى تزداد الدوحة بهاء وتألقا، ويتم الانتصار للثقافة التي تعتبر عنوان الهوية ورمز العزة والسبيل إلى الخلاص.