دخلت الحكمة الجزائرية لمياء عثمان تاريخ كرة القدم، بعد أن أدارت بامتياز نهائي الألعاب الإفريقية لكرة القدم سيدات، التي جرت فعالياتها بالمغرب بين المنتخبين الكاميروني ونظيره النيجيري، والتي انتهت بفوز النيجيريات بضربات الترجيح بعد ما انتهت المباراة ووقتها الإضافي بالتعادل السلبي. وقد أدت الحكمة الجزائرية لقاء في المستوى ونالت التقدير والتشجيع من لاعبات المنتخبين وجهازهم الفني، وأيضا من طرف المغربية خديجة رزاق التي كانت معينة من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لمعاينة الحكمة الجزائرية، التي أظهرت للجميع أنه بمقدورها الذهاب بعيدا في مشوارها التحكيمي، ما جعل المسؤولين على التحكيم في إفريقيا يضعون الثقة فيها لتكون حاضرة في كل المنافسات القادمة للكاف وتحضيرها لكأس إفريقيا وكأس العالم المقبلتين باعتبارها إحدى الحكمات التي وضعتها الكاف في أجندتها المقبلة. ونظرا لنجاحها في الاختبارات البدنية قبل بداية الألعاب الإفريقية والأداء المميز الذي ظهرت به في هذه المنافسة القارية، سارعت الكاف إلى تعيينها في لقاء المنتخبين الغاني والغابوني، الذي يدخل في إطار تصفيات الألعاب الأولمبية منطقة إفريقيا المقرر هذا الأسبوع بالعاصمة الغانية أكرا، كما تم اختيارها للمشاركة في تربص الفيفا المقرر بالجزائر في الفترة ما بين الثامن إلى الثالث عشر من الشهر الجاري. من جهة أخرى، علمت “الشروق” أن الحكمة عثمان ابنة مدينة برج الكيفان، والتي تشتغل كأستاذة للتربية البدنية، كسرت كل الحواجز واستطاعت في ظرف قصير تخطي كل الصعاب، التي واجهتها الموسم الماضي من طرف اللجنة السابقة للتحكيم، بعد أن تعمدت إبعادها عن المنافسة لأشهر، لكنها لم تفقد الأمل وتمكنت من التألق خارج الجزائر وتحت أعين مسؤولي الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والفيفا، الذين طالبوا من هيئة زطشي تعيينها كحكم رابع في لقاءات المحترفين الأول والثاني، ومنحها فرصة إدارة لقاءات قسم الهواة كحكم رئيسي حتى تكتسب التجربة والتألق دوليا. هذا وقال أحد الحكام الدوليين السابقين ل”الشروق” إن الحكمة عثمان، التي تعرضت الموسم الماضي لتهميش مبرمج، تستطيع لو تمنح لها الثقة أن تكون خير سفير للتحكيم الجزائري وتتألق قاريا ودوليا، وتحذو حذو الحكم الدولي السابق جمال حيمودي الذي استطاع أن يدير أربع لقاءات في نهائيات كأس العالم بالبرازيل، وهو الرقم الذي لم يحققه أي حكم جزائري من قبل.