" زرت بلاد منديلا لأول مرة كنت اطمح لأدير مباراة واحدة، وبالعمل الجاد تشرّفت بإدارة 4 مباريات " "ينتظرني تربّص بمدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل من 25 إلى 31 ماي المقبل، تحضيرا للمشاركة في أحد 3 مواعيد دولية، كأس الكنفدرالية بالبرازيل من 15 إلى 30 جوان، كأس العالم لأقل من 20 سنة بتركيا من 25 جوان إلى 22 جويلية، كأس العالم لأقلّ من 17 سنة بالإمارات العربية المتّحدة شهر أكتوبر.." أهلا جمال - كلمة عن مبادرة الصحافة المحلية التي كرمتك اليوم : أشكر الصحافة على هذا التكريم الذي أعتز به والذي سيدفعني إلى بذل الكثير من المجهودات لكي أكون على مستوي الثقة الموضوعة في شخصي لتشريف التحكيم الغليزاني بصفة خاصة والجزائري بصفة عامة في المحافل الدولية القادمة. عُدْت إلى أرض الوطن بذكريات لن ينساها الجزائريون، كيف كانت المشاركة في إدارة نهائيات أمم إفريقيا بجنوب إفريقيا من أوّل يوم وطأت قدماك هذا البلد؟ وصلنا إلى جنوب إفريقيا أسبوعا قبل انطلاق المنافسة وهناك أخذنا تعليمات حول التحضير البدني، التكتيكي والتقني، تحت إشراف خبراء ومحضّرين بدنيين، وأوّل هؤلاء ستيف من إنكلترا، ناجي جوين من تونس، ليم كيشون من جزر موريس والبلجيكي جان باتيست المحضّر البدني المعتمد من طرف الإتّحاد الدولي لكرة القدم، وخلال الفترة التي سبقت انطلاق الكأس شاهدنا كلّ مباريات الطبعة السّابقة من نهائيات أمم إفريقيا، ودرسنا الأخطاء التحكيمية وتقرّبنا من مستوى الفرق المعنية بإدارة نهائيات طبعة 2013. هلاّ أطلعتنا على البرنامج اليومي؟ كنّا نخضع للتدريبات من التاسعة إلى الحادية عشرة صباحا، تتبعها أعمال تطبيقية مع التقنيين إلى غاية منتصف النّهار والنصف، وفي المساء كنا نحضر اجتماع مع التقنيين على شكل بريفينغ لتحليل المباريات، كما لا يخلو البرنامج من حصّة المدلّك البدني للحكّام، وفي فترة الفراغ كانت هناك فسحة سياحية للحكّام لتخفيف الضّغط على المجموعة. هل هي أوّل مرّة تزور فيه بلاد نالسون مانديلاّ؟ أجل، لم يسبق أن زرت جنوب إفريقيا، وكنت أتمنّى أن أدير بها مباريات، وهو ما تحقّق مطلع العام الجاري، وبدل أن أدير مباراة واحدة، تشرّفت بإدارة 4 مباريات. هل كنت على دراية بما تكتبه وتقوله وسائل الإعلام الجزائرية عنك؟ أكيد، كنت أتعرّف على أخبار غليزانوالجزائر والعالم عن طريق الانترنت، فأيّ حكم عليه أن يتابع ما يدور حوله من أحداث، رياضية كانت أو غير رياضية، حتّى يكون جاهزا ذهني وبسيكولوجيا، فالإعلام في بعض الأحيان يفيد الحكم في مهمّته فوق الميدان. هل كنت تتوقّع أنّك ستدير الإفتتاح؟ لا، لم أكن أتوقّع أن أحظى بهذا التكليف، لكن كان أملي كبير في ذلك، بما أنّني فزت بلقب أفضل حكم في إفريقيا لسنة 2012. أدرت ربع النهائي بين نيجيريا وكوت ديفوار، ألم تكن سلاحًا ذو حدّين بما أنّها في الدور ربع النهائي، وإدارته بشكل غير سليم قد يؤثّر على تعيينك لإدارة الأدوار اللاحقة؟ لا أب دا، فأيّ حكم يتمنّى أن يدير مباراة بين منتخبين كبيرين كنيجيريا وكوت ديفوار، فهي فرصة العمر لجسّ نبض مدى استعدادي لإدارة مباريات بين فرق أكبر مستوى، ورشّحتني في الأخير للتنافس مع البقية لإدارة عرس الختام. أدرت 4 مباريات كحكم رئيسي و خامسة كحكم رابع ، هل هذا يعني أنّ الكاف وضع في شخصه الثقة العمياء؟ أفيدك بشيء، هو أنّني كنت الحكم الأكثر استعدادا في المنافسة، بناءً على عاملي الخبرة والتحضير الذهني، فمن الناحية السيكولوجية كنت مرتاحا لعامليْن أساسييْن، الأوّل هو أنّه تمّ اختياري كأفضل حكّام العام الماضي، والثاني هو أنّني كنت أدرت المباراة الإفتتاحية لكأس العالم للأندية البطلة باليابان. وهما العاملان اللّذان ساعداني كثيرا على التألّق في طبعة الكان المنقضية. وهل كنت تتنبّأ بإدارة عرس الختام؟ من البداية كانت أمنيتي هو أن يبلغ المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم أدوارا متقدّمة من النهائيات، ولكن ولسوء الحظّ لم يحقّق منتخبنا أهدافه، وهو ما جعلني أعقد العزم على أن أكون في المستوى وأذهب بعيدًا في هذه الكأس التي أسمّيها كأس العالم الإفريقية. من هم أحسن الحكّام الذين نافسوك خلال الدورة؟ أوّل هؤلاء، الحطم الدولي "أليوم" من الكامرون الذي أدّى مباريات في المستوى بإدارته 3 لقاءات، أحد هذه اللقاءات في الدور ربع النهائي بامتياز، وهناك أيضًا دانيال بينيت من جنوب إفريقيا، والثنائي مرشّح معي لأن يكون حاضرا في مونديال البرازيل القادم، لكن مردودي هو من جعلني المرشّح الأوّل لإدارة عرس الختام، وأؤكّد أنّ لا وجود للكولسة في تعيين الحكّام على المستوى القاري وأنّ التعيين يتمّ بناءً على الجاهزية والأحسن، وأشير إلى أنّني كمن الأحسن بفضل العمل لا غير، وأنّ الإتّحادية الجزائرية ولجنة التحكيم الفيدرالي وفّرت لي وسائل العمل للتحضير بشكل ممتاز لكأس الأمم الإفريقية وفق برنامج مدروس. يُقال عنك أنّك الحكم الأكثر ميولا لإشهار البطاقات الحمراء؟ أبدا، شاركت 3 مرّات في نهائيات أمم إفريقيا، وأدرت 9 مباريات، ولم أشهر ولا بطاقة حمراء. بماذا كنت تشعر وأنت تدير المباراة النهائية؟ شعرت بمسؤولية كبيرة تّجاه الجزائر وتّجاه الإتّحاد الجزائري والتحكيم العربي، وكان آخر من تحدّث إلىّ قبل النزول إلى أرضية ميدان سوكر سيتي بالعاصمة جوهانسبورغ، رئيس الفاف محمّد روراوة، وكان هدفي الوحيد هو أن أقدّم كلّ جهدي لأدير المباراة بشكل يشرّف الصافرة الجزائرية. وعند نهاية المباراة، بما شعرت؟ أحسست بفرحة لا تتصوّرها، فقط لأنّني شاهدت الفرحة على عيون كلّ المسؤولين على تنظيم العرس القارّي بجنوب إفريقيا. ومن كان أوّل من هنّأك على الأداء؟ جوسيف ساب بلاتير رئيس الفيفا، طارق التونسي رئيس لجنة التحكيم الإفريقية، ورئيس الإتّحاد الإفريقي لكرة القدم عيسى حياتو، ورئيس الإتّحاد الجزائري الذي كان السند الحقيقي لي في النهائيات. كنت حاضرا في 3 مباريات لمنتخب نايجيريا، كيف كنت تتواصل مع اللاعبين فوق الميدان؟ بلغتهم التي يتحدّثون بها، بالإنجليزية طبعا. ما هي الأجندة التي تنتظرك الآن؟ سأستريح ل 3 أيّام، وسأبدأ تحضيراتي في الميدان ونشاطي في رابطة غليزان بداية من الأحد القادم، وسأتّبع البرنامج المسطّر لموسم 2012- 2013 من طرف الإتّحادية الجزائرية لكرة القدم ولجنة التحكيم والمختصّين، وهذا لإنجاح ما ينتظرني على ثلاث مستويات، الوطني والإفريقي والدّولي، كما ستكون لي جلسة عمل مع رئيس لجنة التحكيم الفيدرالي بلعيد لكارن لتقييم مشاركتي في الكان. وهل من مواعيد تنتظرك؟ أجل هناك تربّصان سأخضع لهما، الأوّل بمدينة الدّار البيضاء المغربية في الأسبوع الأخير من شهر أفريل القادم أبن سأعمل مع زميلي عشيق رضوان، وينتظرني تربّص آخر بمدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل من 25 إلى 31 ماي المقبل، وهذا تحضيرا للمشاركة في أحد 3 مواعيد دولية، كأس الكنفدرالية بالبرازيل من 15 إلى 30 جوان، كأس العالم لأقل من 20 سنة بتركيا من 25 جوان إلى 22 جويلية، كأس العالم لأقلّ من 17 سنة بالإمارات العربية المتّحدة شهر أكتوبر القادم، وسأحضّر بكلّ جدّية للمشاركة في إحدى المنافسات المذكورة. وأيّ هذه المنافسات تتمنّى المشاركة؟ الأمنية هي المشاركة في كأس الكنفدرالية بالبرازيل. جمال حيمودي وعشيق رضوان باتا يشكّلان ثنائية ناجحة، أليس كذلك؟ زميلي رضوان هو من أحسن الحكّام المساعدين عربيا وقارّيا، يمتاز بالأخلاق والتركيز والتقنيات العالية، كما أنّ زميلي الآخر مواطني عبد الحقّ إيتشعلي لم يسعفه الحظّ للمشاركة بسبب الإصابة التي لحقت به، وبالمناسبة أتمنّى له الشفاء العاجل والعودة السريعة إلى الميادين. ما رأيك في من انتقد الأخطاء التحكيمية الكثيرة في الكان الأخيرة؟ لا وجود لمباراة في العالم من دون أخطاء التحكيم، وأظنّ أنّ أغلبية الحكّام ممّن ارتكبوا أخطاء في جنوب إفريقيا تنقصهم إمّا الخبرة أو الجاهزية الذهنية في إدارة المباريات الكبيرة، وأشير إلى أمر مهمّ. ما هو؟ هو أنّنا كحكّام جزائريين ساعدنا أداؤنا لمباريات الرابطة المحترفة في أن نكون في المستوى في المباريات الحاسمة، فضغط الأنصار من المدرّجات في الدوري الجزائري قد لا تجد له مثيل في عدّة بطولات في إفريقيا. هل وضعت قدما في المونديال القادم؟ الكلام عن مونديال البرازيل الآن، أمرٌ سابق للأوان، لأنّ الطريق لا زال طويلاً شاقًّا، ويحتاج بلوغ الهدف إلى عمل متواصل وتحضير مكثّف، وسأتغلّب على كلّ هذه الصعوبات بالتنسيق مع الفيدارلية الجزائرية لكرة القدم بمعية لجنة التحكيم. متى سيُحسم في القائمة النهائية للحكّام المعنيين بإدارة كأس العالم القادمة؟ في ديسمبر 2013. كلمتك الأخيرة؟ أشكر جريدتكم التي تابعت أخباري طيلة فترة تواجدي بجنوب إفريقيا والتي كنت على إطلاع دائم لما يأتي على صفحاتها الإلكترونية، وأشكر الإتّحاد الجزائري لكرة القدم وعلى رأسه محمّد روراوة، وعلى الإمكانيات التي وفّرتها الهيئة الكروية لنا قبل وأثناء الدورة وتحضيرا للاستحقاقات القادمة، فتشريف التحكيم على المستوى الدّولي هو جزء من برنامج وإستراتيجية الفاف، وفي الأخير أهدي تألّقي إلى روح والدتي رحمها الله، وابني محمّد عبد الله وابنتي يسرى. ب.بوقلمونة