أجمع الكثير من المتتبعين بأن عودة “الداربي” الباتني إلى الواجهة سيضفي نكهة خاصة في بطولة القسم الهاوي (شرق) التي ستنطلق نهاية الأسبوع، في ظل المنافسة والندية المعروفة بين الجارين الشباب والمولودية، وإذا كان “الكاب” سينشط في هذا المستوى للموسم الثالث على التوالي، فإن “البوبية” قد عادت إلى الواجهة بعد الصعود المحقق نهاية الموسم المنقضي، ما جعلها تغادر جحيم بطولة ما بين الرابطات الذي مكثت فيه لأكثر من 3 سنوات. يعود “الداربي” الباتني إلى الواجهة مجددا خلال الموسم الكروي الجديد، وهو الأمر الذي جعله يصنع الحدث من الآن بين الأنصار ومسيري الفريقين، ورغم أن جميع الأطراف فضلت الصمت والعمل في هدوء من أجل إعادة ترتيب البيت، إلا أن حديث المقاهي والأنصار لا يخرج عن نطاق نكهة “الداربي” الذي كثيرا ما أضفى أجواء مميزة في عاصمة الأوراس، خصوصا وأنه كثيرا ما يغيب لعدة مواسم قبل أن يعود مجددا إلى الواجهة، بدليل أن “الكاب” والمولودية لم يتقابلا منذ 5 سنوات كاملة، ويعود ذلك إلى موسم 2013-2014 في بطولة الرابطة المحترفة الثانية، حين افترقا على التعادل ذهابا وإيابا، وهو الموسم الذي سقطت فيه المولودية رغم أن مصيرها كان بين يديها، فيما نجا “الكاب” من السقوط في آخر لحظة، أما أبرز موسم صنع فيه “الداربي” الباتني الحدث فيعود إلى موسم 2007-2008، وتزامن مع تنافس كلا الفريقين على ورقة الصعود إلى حظيرة الكبار، حيث عادت الكلمة في الأخير لمولودية باتنة رفقة مولودية العلمة ورائد القبة، فيما ضيع “الكاب” التأشيرة في آخر لحظة بسبب قضية احترازات اتحاد الحراش التي أخلطت الحسابات، ليتدارك “الكاب” الأمر ويحقق الصعود في الموسم الموالي، فيما التقى الفريقان لأول مرة في حظيرة الكبار موسم 2009-2010، وهو الموسم الذي جرّت فيه البوبية غريمها “الكاب” إلى القسم الثاني في “داربي” أخلط حسابات شباب باتنة الذي نشط في ذلك العام نهائي كأس الجمهورية أمام وفاق سطيف. بين ترقب التعديلات المستقبلية والمراهنة على الداربي لصنع الفارق وبعيدا عن الحديث الذي يدور من الآن حول إمكانية حدوث تغييرات في معالم بطولة الموسم المقبل، من خلال إحداث إمكانية تعديلات في مختلف المستويات والأقسام، وفق مقترح سيقدم خلال الجمعية العامة ل”الفاف” يوم 17 سبتمبر المقبل، مع إمكانية فسح مجال الصعود ل5 فرق من القسم الهاوي إلى الرابطة الثانية، فالواضح حسب البعض بأن العوامل التقليدية التي تميز “الداربي” الباتني بين “الكاب” والمولودية سيكون لها دور فاعل في رسم الصعود كهدف رئيسي لكلا الفريقين، وهذا بناء على الندية السائدة بينهما، مثلما حدث موسم 2007-2008 ومواسم أخرى عديدة، بدليل أن مسيري الفريقين عملا في صمت لإنجاح الاستقدامات وضمان الجاهزية الفنية والبدنية لأجواء المنافسة، حيث حرصت إدارة زيداني على انتداب ابرز اللاعبين الناشطين مع أندية في الشرق الجزائري، وكذا التعاقد مع المدرب فيصل لعلاوي، فإن أسرة “الكاب” أعادت ترتيب البيت، موازاة مع تولي فرحات زغينة زمام رئاسة شباب باتنة والتعاقد مع التقني التونسي محرز بن علي واستقدام لاعبين يتماشون مع الأهداف المسطرة وطموحات الأنصار للعودة في أقرب وقت إلى حظيرة الكبار، وهو ذات الطموح الذي يسود المولودية الباتنية بقيادة مسعود زيداني الذي عاد إلى رئاسة الفريق الموسم الماضي، وساهم بشكل فعال في مغادرة البوبية لجحيم بطولة ما بين الرابطات، بعد معاناة دامت 3 سنوات، بشكل لا يعكس سمعة البوبية التي أنجبت لاعبين بارزين ومدربين معروفين، في صورة حمة ملاخسو ورابح سعدان وكمال لموي وبليدي والإخوة زندر وغيرها من الأسماء التي صنعت الحدث محليا ووطنيا، والكلام ينطبق على شباب باتنة الذي يريد استعادة سمعته، وهو الذي ترك بصمته في القسم الأول منذ السبعينيات، بفضل جيل يضم الراحل إبراهيم قليل وفاطمي وحاوزماني وبوطمين وغيرهم، لتليها أجيال أعادت الفريق إلى الواجهة في التسعينيات وخلال الألفية الحالية. ومعلوم أن “الداربي” الباتني سيلعب هذه المرة في وقت مبكر، وبالضبط في الجولة الثالثة من البطولة، حيث ستكون المولودية على موعد مع استقبال “الكاب” فوق ميدان مركب 1 نوفمبر بباتنة.