واهم هو أو متوهم أو حالم، من يعتقد بأن المرحلة القادمة الموالية لانتخاب رئيس الجمهورية، ستضمن مكانا أو كرسيا أو حتى مجرّد "طابوري" للانتهازيين والطماعين و"الغمّاسين" والمفسدين و"الشحّامين" والمتسلقين، والراكبين والمتلوّنين، الذين يغيّرون جلدهم كالحرباء كلما تغيّرت ألوان الطبيعة، وكلما خرجوا سالمين من المنعرج ! مخلفات العصابة والحاشية وبطانة السوء، خلال العشرين سنة الماضية، لا يُمكنها أن تعطي فرصة أو نفسا جديدا، لأفراد ومجموعات "مندسّة" أو ناجية من الحساب، أو محاولة اختراق الوضع القادم، فالفساد الذي أغرق حكومات ووزراء ومديرين ومسؤولين وولاة وأبناء "القرش والبالين"، يستحيل أن يكرّره لاحقون، مهما كانت الأسباب والظروف، بعد ما لاحقت العدالة المتورطين، وكانت نهايتهم السجن في انتظار محاكماتهم ! "كليتو البلاد يا السرّاقين" التي دوّت لأسابيع في مسيرات الحراك الشعبي، وطاردت الموقوفين أمام محكمة سيدي امحمد والمحكمة العليا وسجن الحراش، قتلت أيّ جرأة في دواخل أيّ شخص يدعو زورا وبهتانا لتكرار نفس الأخطاء والخطايا والفضائح وسوء التسيير، وبالتالي أين هذا الذي ولدته أمه، بوسعه مستقبلا أن يتحدّى "فخامة الشعب" ويقترف ما سيدخله السجن أو يطيح به مثلما سقطت العصابة؟ القادم أحسن، حسب الكثير من المؤشرات، وحتى إن بقيت نقائص وسلبيات ومشاكل وثغرات، فإن الرئيس المنتخب هو المسؤول عن استكمال المسيرة وفق صلاحياته وشرعيته الشعبية، والوعود والعهود التي سيقطعها على نفسه أمام الجزائريين خلال الحملة الانتخابية، التي ستكون هذه المرة مغايرة لسابقاتها شكلا ومضمونا وقلبا وقالبا ! من المفيد والأصلح والنافع والأنفع، أن يفشل الوصوليون في الركوب خلال المحطة القادمة للتوجه الماكر نحو المستقبل، لأن ركوبهم سيشكل عامل خطر وتهديد في إفشال مشروع "الجزائر الجديدة"، وسيمدّد عمرهم ويستفيدون من جرعة أوكسيجين، الغالب أنهم يستخدمونها من أجل تمطيط استفاداتهم وحصانتهم، ومواصلة "السقاطة" التي أهلكت الحرث والنسل ! على الراغب في منصب الرئيس، والمترشح له، وطالب أصوات الأغلبية، أن ينظف صفوفه بصابون الثقة و"جافيل" الصدق والمصداقية، ويرفض المشبوهين والمنبوذين والمكروهين شعبيا، ويُسقط من "حاشيته" ومقرّبيه ومستشاريه، الفاشلين والعاجزين والمتقاعسين والمتكاسلين والممثلين ! الأفضل للجميع، ألا يكون هناك لاحقا مثلما وقع سابقا، أيّ مكان للنطيحة والمتردية وما أكل السبع، فالمرحلة تقتضي التركيز على الكفاءة والاستعانة بالاحترافية والإخلاص، وأوّلا وأخيرا الوفاء للمواطن والولاء للوطن، والاحتماء بالانتماء الأبدي إلى العقل النوفمبري الباديسي الموروث عن ثورة الشهداء الأبرار لتحرير وبناء جزائر الأحرار !