في دوري دون المتوسط، مازال الكثير من الجزائيين غاضبين من اللاعب ياسين براهيمي وخاصة من اللاعب بغداد بونجاح، متهمين إياهما بأنهما اختارا المال وقليلا من الجهد على الدوريات الكبرى، وكان ياسين على مشارف الدوري الإنجليزي وبغداد غير بعيد عن الدوري الفرنسي، بالرغم من أنهما رفقة بقية اللاعبين يسجلون انطلاقة جيدة في الدوري القطري الذي لا يضم في قسمه الأول سوى 12 فريقا، وأكبر مشاكله هو غياب الجمهور من الملاعب التي تجري فيها المباريات دائما أمام مدرجات شاغرة مما يفقد الدوري نكهته وحماس المدرجات، ويعتبر الدوري القطري من أقل الدوريات حماسا في العالم. الغريب أن على قائمة أحسن الهدافين في الدوري القطري، بعد تسع جولات هو بغداد بونجاح لاعب السد القطري بتسع إصابات، مع فريق سجّل لحد الآن 21 هدفا، وصاحب المركز الثاني هو مهاجم الغرافة وهو لاعب قطري يدعى أحمد علاء الدين بسبعة أهداف، وفي المركز الثالث يتواجد ثلاثة لاعبين جزائريين هم سفيان هني لاعب الوكرة وياسين براهيمي لاعب الريان ومحمد بن يطو مهاجم الغرافة، أي إنه من بين خمسة لاعبين في قيادة قائمة أحسن الهدافين في الدوري القطري، يوجد أربعة لاعبين جزائريين، كما يضم الدوري القطري المدافع الجزائري السابق الذي شارك في مونديال جنوب إفريقيا نذير بلحاج صاحب ال 37 سنة الذي يلعب لفريق السيلية ويقدم مستوى مقبولا، وبالتأكيد لا يمكنه العودة إلى الخضر. الميزة الوحيدة في لعب نجوم الخضر في الدوري القطري، سيكون في حالة تأهل الخضر لمونديال 2022، حيث سيدخل هؤلاء المونديال وكأنهم سيلعبونه على أرضهم، بقيادة المدرب جمال بلماضي، الذي يحفظ كل زاوية في الملاعب والمدن القطرية مما سيمنح الجزائر فرصة العمر لتقديم مونديال خرافي أداء ونتيجة. بعد سنوات من اللعب في الدوريات الفرنسية والإسبانية والبرتغالية، فاجأ ياسين براهيمي أنصار الخضر، وانضم إلى فريق الريان الذي يدربه الأرجنتيني آغيري، ومعظم لاعبيه من قطر باستثناء القليل مثل الكاميروني كوم والأرجنتيني ميركادو، ومن النادر بالنسبة لبراهيمي البالغ من العمر 29 سنة، أن يسجل بعد مرور تسع جولات، ستة أهداف، ولكنه فعلها هذه المرة، ويبقى أحسن موسم لعبه ياسين براهيمي في أول تنقل له إلى بورتو البرتغالي في موسم 2014 / 2015، في رابطة أبطال أوروبا، حيث تمكن من تسجيل ثلاثية في مباراة واحدة في دور المجموعات، وهو ما جعل البعض يتكهن ويتمنى انتقال ياسين براهيمي لأحد أحسن الفرق في العالم، قبل أن يستقر به الحال في الدوري القطري، وقد يُنهي مشواره فيه كما فعل جمال بلماضي نفسه وحتى لخضر بلومي ورابح ماجر. أما سفيان هني صاحب ال 28 سنة، القادم من موسكو وبعد تجربة في فرنسا وبلجيكا وروسيا، فقد سجل سداسية من بين 14 هدفا سجلها فريقه الغرافة، ويعتبره مدربه الصربي جاكونوفيتش ظاهرة كروية، ويحتار لماذا لم يلعب سفيان لأندية عالمية ولماذا يضعه جمال بلماضي، بعيدا عن اهتمامه، بينما يتشبث سفيان هني بأمل العودة للفريق الوطني الذي تضم تشكيلته عدد كبير من اللاعبين الذين ينشطون في الدوريات الخليجية والقطرية على وجه الخصوص. ويقدم بغداد بونجاح موسما منتظرا، فهو أحسن هداف حاليا، بتسعة أهداف، وينتظر بفارغ الصبر لعب مونديال الأندية في شهر ديسمبر القادم، رفقة كبار مختلف القارات، وعلى رأسها نادي ليفربول. البعيد عن عين وقلب جمال بلماضي، هو محمد بن يطو، لاعب وفاق سطيف سابقا، الذي وجد نفسه ينافس على لقب الهداف، حيث سجل سداسية كاملة من 18 هدفا لفريقه، أي أنه سجل ثلث حصيلة فريقه، ويحصل على ثقة مدربه الإسباني ماركيز، ولكن مشكلة بن يطو هو تقدمه في السن حيث طرق الثلاثين، ومن المستبعد أن يتلقى دعوة من جمال بلماضي لتقمص ألوان المنتخب الجزائري، بمعنى أن لاعبي الجزائر سجلوا في الجولات التسع التي لعبوها 27 هدفا. دوري فيه 12 فريقا فقط، ومباريات من دون جمهور ولا حماس، وقارة آسيا بعيدة عن متعة الكرة، وبطولاتها للأندية ليست ممتعة، ومع ذلك تتوفر الإمكانيات الكبيرة والمدربون العالميون الذين يقدمون لأي لاعب جوّ الجدية والالتزام، في ملاعب جيدة وإمكانيات كبيرة في التدريب وفي الاسترجاع، ويوجد العشرات من النجوم الكبار ممن لعبوا في الدوري القطري كمحطة عابرة فقط ثم انتقلوا إلى دوريات أوروبية قوية، لأن الدوري القطري لا يضيّع إمكانيات اللاعبين. ب.ع