لأول مرة، منذ سنوات، أصبح اللاعب الجزائري يختار الوجهة الخليجية على اللعب في أوروبا، رافضا في مرات عديدة عروضا أوروبية، بحثا عن المال والاستقرار، خاصة أن تألق لاعبين كزياتي وبوقرة وبونجاح ومبولحي ودوخة وغيرهم، ووجودهم مع المنتخب الوطني، شجع اللاعب الجزائري على الهجرة إلى السعودية وقطر، وربما دول خليجية أخرى، ترى أن اللاعب الجزائري أصبح ماركة مسجلة، ومحل أطماع العديد من أندية المنطقة. فما عدا إسماعيل بن ناصر، أحسن لاعب في دورة كأس أمم إفريقيا بمصر، الذي اختار وجهته المقبلة وفق طموحات رياضية منطقية، حين تعاقد مع نادي آسي ميلانو الإيطالي الشهير، وهذا وسط تفاعل واسع على الصعيد الإعلامي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، متنبئين له بمستقبل زاهر، فإن اللاعبين الآخرين أداروا ظهورهم إلى الأندية الأوروبية وفضلوا الدوريات الخليجية.. وفي مقدمة الدوريات الدوري القطري، الذي استهله لاعب الوسط، ياسين براهيمي، الذي وقع عقدا مع نادي الريان، بعدما أنهى مسيرته مع نادي بورتو البرتغالي، الذي صنع فيه أحلى أيامه على مدار خمسة مواسم كاملة، مفضلا الريال القطري على الأورو، خاصة أن اللاعب ناهز عمره الثلاثين سنة، وبالتالي، أصبح يفكر في الكيفية التي تمكنه من ضمان مستقبله.. وحتى زميله سفيان هني، الذي سار على نفس منوال براهيمي، واختار الدوري القطري، رغم أن سنه تسمح له باللعب في أندية أوروبية، لكنه، ولنفس سبب براهيمي، فضل اللعب لنادي الغرافة القطري، خاصة بعد التألق الكبير لبغداد بونجاح. في المقابل، فإن الدوري السعودي لا يزال محل اهتمام اللاعبين الجزائريين، خلال المواسم الأخيرة.. فبعد تألق بلعمري مع الشباب السعودي، وانضمام تاهرات إلى نادي أبها، ووجود عدد كبير من حراس المرمى خلال الموسم المقبل، ويتعلق الأمر بكل من مبولحي، ودوخة، وعسلة، يضاف إليهم زغبة ورحماني وناتاش وبوصوف، ما يجعل أبرز حراس المرمى الجزائريين يختارون الدوري السعودي، مفضلين خوض تجارب احترافية في هذا البلد، بحثا عن البروز الكروي والريال المالي أيضا.. وهذا طموح مشروع لعناصر تريد تأمين مستقبلها الكروي والمعيشي، في الوقت الذي ينتظر أن تعرف الدوريات الخليجية توافدا للاعبين جزائريين آخرين، وهذا وفقا للمفاوضات التي تتم في الخفاء مع عدة أسماء مستهدفة في هذا الجانب. وقد أعاد التحاق براهيمي ولاعبين آخرين يسيرون نحو الانضمام إلى الدوري القطري ودوريات خليجية، السيناريو الذي حدث بعد مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، وحتى بعد مونديال 2014 بالبرازيل، حين فضلت خيرة عناصر المنتخب الوطني آنذاك الهجرة من أوروبا نحو الخليج، على غرار نذير بلحاج ومجيد بوقرة ومراد مغني وعنتر يحيى، وغيرها من الأسماء التي كانت قد صنعت الحدث في أكبر البطولات، وأنهت مشوارها من بوابة الخليج. ومن المقرر أن يتم حسم الصفقات الجديدة على مستوى اللاعبين الجزائريين في ظل رغبة الأندية القطرية والسعودية في الاستفادة من إمكانياتهم وقدراتهم، والنجاحات التي يحققها اللاعبون الجزائريون في قطر بشكل عام، كما كانت الحال من قبل مع جمال بلماضي، المدرب الحالي ل”محاربي الصحراء”، الذي كان لاعبا مميزا في الغرافة، وأيضا رابح ماجر، عندما لعب مع الوكرة وقاده إلى تحقيق أكثر من لقب. ولعب رفيق حليش مع قطر، ومجيد بوقرة مع الدحيل “لخويا سابقا”، ورفيق صايفي مع الخور، وكريم زياني مع الجيش قبل الدمج مع لخويا تحت مسمى الدحيل، إلى جانب العديد من الأسماء الأخرى للاعبين جزائريين حققوا النجاح في قطر. سفيان هني: اخترت قطر عن قناعة أكد الدولي الجزائري سفيان هني، في تصريحات صحفية، أن فوز الخضر بلقب بطولة كأس أمم إفريقيا، سيزيد حتما من حظوظ اللاعب الجزائري للتعاقد في معظم الدوريات في العالم. وقال هني في تصريحات صحفية: "أنا سعيد جدا بسبب وجودي في نادٍ كبيرٍ، مثل نادي الغرافة وانضمامي إلى دوري جديد، وأعلم أن الفريق يضم مجموعة من اللاعبين المتميزين، وثقتي كبيرة في جميع أعضاء الفريق بأنه بالجهد والعمل الجماعي سيكون الفريق قريبا من حصد الألقاب". وأضاف قائلا: "إذا كان الجميع يرى أن الدوري سيكون صعبا للغاية إلا أن كرة القدم لا تعترف إلا بالجهود المبذولة وبالعمل الجماعي، وكل ما أعد به هو أنني سأقدم كل ما أملك من قدرات وخبرات لمساعدة الفريق على الوصول إلى المراكز التي تتمناها الإدارة وتنتظرها الجماهير في الفترة المقبلة". وأنهى حديثه عن انتقاله إلى الدوري القطري: “معلوماتي تؤكد أن الغرافة كان منافسا قويا على كل الألقاب، ولكنه ابتعد في الأعوام الأخيرة عن هذه الألقاب، لذلك، فإن الهدف الذي سنعمل عليه هو كيفية إعادة الفريق إلى سابق عهده”. وختم: "عندما بدأت رحلة التفاوض معي، حرصت على مشاهدة العديد من مباريات الدوري القطري، ومن خلال الفيديوهات التي شاهدتها، تأكدت من قوة البطولة، ولكنني أعرف في الوقت نفسه أن المنافسة داخل أرض الملعب ستكون مختلفة تماما”. بونجاح يتفوق على رونالدو وميسي أكد أحد اللاعبين الدوليين السابقين- رفض الكشف عن هويته- “أن النجم الجزائري بغداد بونجاح، الذي يلعب في الدوري القطري الممتاز، تفوق على ميسي ورونالدو. وأن ذلك لم يأت من العدم، بل بالعمل، وما توفر له من إمكانيات سمحت له بتطوير أدائه الفني والبدني التكتيكي”. واعتبر محدثنا أنه لو عادت عجلة التاريخ إلى الوراء، سيلعب دون شك في قطر، التي تتوفر على إمكانيات كبيرة، جعلت حتى أعرق الأندية الأوروبية تختار قطر، لتحضيراتها الموسمية، على غرار بايرن ميونيخ الألماني، إضافة إلى اختيار النجوم القطريين مركز أسبيطار للعلاج، باعتباره يتوفر على أحدث الأجهزة التكنولوجية، التي تجعل اللاعب يشفى في ظرف قصير. ومع اقتراب مونديال قطر سنة 2022، سيعمل القطريون على البحث عن عصافير نادرة تنشط في المنتخب الجزائري، أو في الأندية الوطنية، خاصة أن أغلب اللاعبين الحاليين أصبحوا يفكرون في المال على حساب مشوارهم الكروي.