وضعت وزارة التربية الوطنية الرتوشات الأخيرة على مشروع تدريس اللغة الإنجليزية بالطور الابتدائي، الذي تم رفعه للحكومة للمصادقة عليه، حيث تم الاتفاق على تخصيص ساعة تدريس واحدة للمادة مناصفة مع مادة اللغة الفرنسية دون إلغاء هذه الأخيرة، وإدراجها في السنة الثالثة ابتدائي. على أن يتم فتح مسابقة توظيف خارجية لتوظيف أساتذة المادة لتفادي الوقوع في مشكل العجز البيداغوجي. وتوج العمل المشترك الذي شاركت فيه مديرية الموظفين بوزارة التربية، المفتشية العامة والمعهد الوطني للبحث في التربية، والذي شرع فيه الصائفة الفارطة، بإنجاز مشروع مكتمل عن كيفية تدريس مادة اللغة الإنجليزية في التعليم الابتدائي، الذي من المفروض أن يرى النور ويدخل حيز التطبيق مباشرة عقب المصادقة عليه من قبل الحكومة، خاصة بعدما أكدت التقارير والتحقيقات الميدانية المنجزة من قبل المصالح المختصة أن نتائج التلاميذ في مادة الإنجليزية أحسن بكثير من نتائجهم في مادة الفرنسية، خاصة بعدما لمست رغبة كبيرة لدى الأولياء في انفتاح أبنائهم على اللغات الأجنبية بهدف إتقانها والتحكم فيها في سن مبكرة. وتضمّن المشروع المتواجد حاليا على طاولة الحكومة، واطلعت “الشروق” عليه، جملة من المقترحات التي تصب كلها في كيفية تدريس هذه المادة الحية بالطور القاعدي، حيث تم رفع مقترحين اثنين بخصوص الحجم الساعي، فالمقترح الأول ينص على تخصيص ساعة تدريس واحدة للمادة مناصفة مع مادة اللغة الفرنسية دون إلغاء هذه الأخيرة، في حين أن المقترح الثاني طالب بالإلغاء النهائي لمادة الفرنسية من البرنامج الدراسي السنوي وإدراج الإنجليزية لوحدها كمادة أجنبية، بناء على نتائج الاستفتاء الذي أطلقته الوزارة مؤخرا وسط الأولياء والذي أفزر تصويت نسبة 57 بالمائة منهم على إلغاء الفرنسية مقابل إدراج الإنجليزية، في حين أن نسبة 43 بالمائة من الأولياء صوتوا على الإبقاء على المادتين دون حذف أي واحدة منهما شريطة تحقيق المناصفة بينهما في ساعات التدريس لضمان تكافؤ الفرص في العملية البيداغوجية. وبخصوص التأطير التربوي، تم رفع مقترحين اثنين على أن يتم اختيار الأنجع منهما، فالأول تضمن العمل على تكليف مديري المتوسطات وطنيا للتنسيق مع مديري الابتدائيات لتحقيق اكتفاء في الأساتذة على اعتبار أن المتوسطات تعد تابعة للابتدائيات من خلال تحقيق تكملة النصاب على مستوى “المأمن”.. أما المقترح الثاني فقد رافع لأجل فتح مسابقة توظيف خارجية لفائدة خريجي الجامعات لتوظيف أساتذة الانجليزية لتجنب الوقوع في مشكل الشغور، شريطة أن يغطي أستاذ واحد كافة الابتدائيات المتواجدة على مستوى مقاطعة جغرافية كاملة. كما تقرّر إدراج تدريس المادة في السنة الثالثة ابتدائي، لتدريب التلاميذ في هذه السن على تعلم هذه اللغة التي تعد حية وعالمية بمفاهيم ومصطلحات بسيطة جدا، لتحقيق نسبة استيعاب كبيرة وسطهم وجعلها مادة “مشجعة” لديهم طيلة مشوارهم الدراسي، وليس مادة “منفرة” و”مسقطة”. وسيتم الانطلاق مباشرة في مرحلة طبع الكتب المدرسية وهي المرحلة التي لا تقل أهمية عن المراحل السابقة، وتوزيعها على المدارس الابتدائية، مباشرة بعد افتكاك الموافقة من الوزارة الأولى. ويذكر أن مشروع إدراج اللغة الإنجليزية بالتعليم الابتدائي، قد طرح للنقاش منذ ثلاث سنوات، حيث تم تكليف آنذاك رؤساء مراكز التوجيه المدرسي والمهني، بإنجاز تحقيق واستطلاع للكشف عن أسباب تدني مستوى التلاميذ في مادة اللغة الفرنسية التي أضحت مع مرور الوقت بمثابة مادة “مسقطة” لهم، الذين ينتقلون إلى الجامعة بعد نيلهم لشهادة البكالوريا بمستوى ضعيف جدا، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة الرسوب في السنة أولى جامعي بسبب عائق “اللغة”. غير أن المشروع “تعثر” ولم ير طريقا للتطبيق ليعيد بلعابد إحياءه من جديد.