أطلق المجلس الشعبي البلدي لوادي قريش، بباب الواد، بالعاصمة، بالتنسيق مع المدرسة الابتدائية “حاجي عصمان”، مبادرة لجمع نفايات القارورات البلاستيكية، لصالح فئة “أطفال القمر”، بمشاركة التلاميذ، في إطار تنظيف الحي، وغرس ثقافة مساعدة المحتاجين، والمرضى لدى فئة المتمدرسين من طرف إدارة المدرسة. وتدخل المبادرة، ضمن برنامج لجنة تهيئة الإقليم، ببلدية واد قريش، حيث يتم جمع نفايات القارورات البلاستيكية من طرف تلاميذ المدرسة الابتدائية “حاجي عصمان”، أين تتكفل مديرة المدرسة، عبد اللاوي رتيبة، بتخزين هذه النفايات البلاستيكية في زاوية من زوايا الابتدائية، لتقوم لجنة تهيئة الإقليم بذات البلدية، بجمعها في شاحنات، موجّهة لمؤسسات متخصصة في التحويل والرسكلة، وستكون عائدات نفايات القارورات البلاستيكية لصالح فئة “أطفال القمر” بالعاصمة، من خلال شراء المراهم الخاصة بحماية ووقاية الجلد من أشعة الشمس، والضوء بصورة كثيفة لوقاية الأطفال المصابين بمرض “الكزينوديرما”، كونهم غير قادرين على تجديد خلايا الجلد بعد تعرضها لأشعة الشمس. وبالمناسبة، استحسنت مديرة مدرسة “حاجي عصمان” الابتدائية، رتيبة عبد اللاوي، في تصريح ل”الشروق”، المبادرة، وقالت إن ترسيخ ثقافة المساعدة، والنظافة لدى تلاميذ مدرستها، تعتبر من الأولويات، في إطار البرنامج المحضر للسنة الدراسية 2019/2020، معتبرة حملة جمع نفايات القارورات البلاستيكية، التي ستكون عائداتها المالية لصالح المصابين بالمرض الجلدي النادر”كزينوديرما”، وهي الفئة التي تعرف ب”أطفال القمر”، من خلال تدعيم أوليائهم، والتكفل بشراء المراهم، التي كُلفتها باهظة، مع عدم تعويضه من طرف مصالح الضمان الاجتماعي، بالإضافة إلى ضرورة زيارة الطبيب المختص في الأمراض الجلدية بشكل دوري، ما يعني الحاجة للكثير من العلاجات المصاحبة، إضافة إلى ضرورة التتبع النفسي، ما أثقل جيوب الأولياء الذين يعانون في صمت. وأبرزت المديرة، حيثيات المبادرة التي أطلقتها بلدية وادي قريش، والتي اعتبرتها الأولى من نوعها، قائلة إنها ستكون بداية حسنة لعديد المبادرات التي ستشارك فيها مدرستها، وعديد المدارس بالبلدية والتي تهدف إلى مساعدة الغير والحفاظ على البيئة ونظافة المحيط، والتي سيكون أبطالها التلاميذ، الذين بدورهم استحسنوا الفكرة مع أوليائهم وأساتذتهم، الذين شاركوا بالعمل والنصيحة لإنجاح الحملة، زيادة على اهتمام إدارة المدرسة والمعلمين، بالركن الأخضر، باتخاذ مساحات في المدرسة وجعلها حيزا لزراعة النباتات، بمشاركة التلاميذ. في السياق ذاته، أكدت دليلة يوسفي رئيسة لجنة تهيئة الإقليم، ببلدية وادي قريش، أن مصالحها اتصلت بجمعية أطفال القمر، بالعاصمة، بعد إعلان نشرته عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي، أين كانت الاستجابة سريعة من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي لوادي قريش، الذي أمر مصالحه بالتحضير الفعلي للمبادرة، والاتصال بثلاث مدارس ابتدائية المتواجدة في إقليم البلدية، من بينها مدرسة حاجي عصمان، لتنطلق العملية في أجواء جد حسنة، مذكرة في الوقت نفسه، ببعض النقائص والمشاكل التي أعاقت المبادرة من بينها إيجاد مكان لتخزين ووضع النفايات البلاستكية بذات البلدية، مطالبة مؤسسة النظافة لولاية الجزائر “نات كوم” بتسهيل العملية، بإيجاد حيز لجمع وتخزين النفايات قبل نقلها لمؤسسات التحويل والرسكلة. للإشارة، فإن “أطفال القمر” يطلق على فئة تعاني من مرض نادر يمنعهم من الخروج تحت أشعة الشمس التي تسبب احتراقا لجلدهم، حيث تحاول جمعيات إنسانية مساعدتهم بالمستلزمات الضرورية للوقاية من أشعة الشمس، في الوقت الذي أعلنت فيه بعض الجهات الصحية ضرورة إطلاق برنامج للتشخيص المبكر لهذا المرض، الذي ينتشر بحسب الأطباء في زاوج الأقارب، مع غياب إحصاءات دقيقة للمصابين بهذا المرض.