خلفت أنباء عن سعي أعضاء بالغرفة العليا للبرلمان، تعديل مشروع التقسيم الإداري الجديد، في شقه المتعلق بولاية ورقلة، تشنجا بالشارع المحلي في دائرتي الحجيرة والبرمة، التي راج أن “سيناتورات” ورقلة، اقترحوا إلحاقهما بولاية تقرت الجديدة، ما لاقى رفضا بالدائرتين المذكورتين، عبر عنه السكان بغلق طريق وطني وتنظيم اعتصام. انتفض، صبيحة الجمعة، المئات من سكان دائرة الحجيرة بورقلة، حيث قاموا بغلق الطريق الوطني رقم 03 في منطقة الحجيرة الجديدة الرابطة بين ورقلة وتقرت، ما أدى إلى اصطفاف المركبات وتعطل حركة المرور بالطريق الرئيس. انفجرت الاحتجاجات، عقب ورود أخبار تفيد باقتراح نواب مجلس الأمة عن ولاية ورقلة صياغة للمادة 52 مكرر، تقضي بتعديل التقسيم الإداري وضم دائرتي الحجيرة والبرمة إلى الولاية الجديدة تقرت، وهو الأمر الذي جاء في وثيقة تحوز “الشروق” نسخة منها تحمل أسماء النواب وإمضاءاتهم، ما تسبب في حالة من الغليان الشعبي، وخروج سكان الدائرة في احتجاجات رفضا للتعديل. وأبدى المحتجون غضبهم الشديد، حيال الخطوة التي قام بها نواب مجلس الأمة عن الولاية، واصفين إياها بغير المدروسة والمثيرة للفتنة، داعين السلطات العليا في البلاد إلى التراجع عن الخطوة في حال تأكدها، والإبقاء على دائرة الحجيرة تابعة لولاية ورقلة. من جهتهم، أبدى سكان البرمة رفضهم القاطع لإلحاق دائرتهم بولاية تقرت، مهددين بتصعيد الوضع في حال عدم التراجع عن الإجراء، وترك دائرتهم في حضن ولاية ورقلة. وأسفر اجتماع والي ورقلة برؤساء وأعضاء مجالس بلديات دائرة الحجيرة، بكتابة تقرير مستعجل موجه إلى المركزية، وإرسال لجنة مكونة من أعضاء في المجلس الشعبي الولائي ورؤساء المجالس البلدية، وممثلين للمجتمع المدني إلى العاصمة لاستطلاع التوجه، واقتراح تجميد المشروع إلى ما بعد الانتخابات، لإيجاد حل للمشكلة التي فاجأت الجميع. كما احتج، ظهيرة أمس، سكان من دائرة البرمة بورقلة، أمام مقر الدائرة معبرين عن رفضهم القاطع إلحاق دائرتهم بولاية تقرت، وجاء الاحتجاج عقب، الأنباء ذاتها، عن مقترح نواب مجلس الأمة عن الولاية، وهو الأمر الذي رفضه قطاع واسع من سكان الدائرة. كما احتج الطلبة الجامعيون المنحدرون من منطقة البرمة وسط مدينة ورقلة، معبرين عن رفضهم لمشروع نواب مجلس الأمة، القاضي بإلحاق دائرتهم بولاية تقرت. ويخشى متابعون من تطور الأوضاع وخروجها عن السيطرة، خصوصا في هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد، فيما عكست القضية الهوة الكبير بين الشعب ونوابه، ما يستدعي إعادة النظر في طريقة وآليات انتخاب نواب مجلس الأمة التي أفرزت مجالس لا تحاكي تطلعات المواطنين، بل تسببت في كثير من الأحيان في تطورات خطيرة كالتي تجري هذه الأيام في الحجيرة والبرمة. من جهتها، حاولت “الشروق” الاتصال بأعضاء مجلس الأمة عن ولاية ورقلة، لأخذ رد حول الموضوع إلا أن هواتفهم ظلت مغلقة.