خالف الميركاتو الشتوي التوقعات، وأصبح الاهتمام منصبا على انتداب المدربين أكثر من اللاعبين، خاصة في ظل شغور الأطقم الفني لبعض الأندية، بسبب التعثرات والنتائج السلبية، أو الانتقادات الموجهة إلى بعض المدربين الذين أرغموا على المغادرة وترك مهامهم تحت الضغط أو بسبب عجزهم عن منح الإضافة اللازمة للأندية التي يشرفون عليها. دخلت بعض أندية الرابطة الأولى في مفاوضات مع مدربين جدد لتولي مهامها الأطقم الفنية، وهذا خلفا لمدربين استقالوا أو أقيلوا لأسباب تتعلق بأزمة النتائج أو تعود إلى الأزمة المالية التي تتخبط فيها بعض الفرق. والكلام ينطبق على جمعية عين مليلة، حيث اضطر المدرب عز الدين آيت جودي إلى المغادرة، استياء على تأخر تسوية مستحقات اللاعبين، ما جعله يقرر المغادرة دون عودة، بعدما هدد في وقت سابق، ليجد الخيار الأنسب هو التخلي عن مهامه في ظل عدم إمكانية إيجاد حلول ناجعة من الناحية المالية، وهو الذي أنهى مرحلة الذهاب مع أبناء قريون في وسط الترتيب، في وقت كان بالمقدور أن تكون الحصيلة أفضل. وفي هذا الجانب توجد إدارة جمعية عين مليلة في مفوضات جادة مع بعض المدربين لخلافة آيت جودي، وفي مقدمة ذلك ابن الفريق اليمين بوغرارة الذي غادر شبيبة الساورة بعدما أشرف عليه في أغلب فترات مرحلة الذهاب، كما يوجد لكناوي في موقع جيد ضمن مقترحات إدارة “لاصام”. من جانب آخر، يعاني شباب قسنطينة شغورا في العارضة الفنية منذ مغادرة المدرب لافان، مغادرة صنفت في خانة تحصيل حاصل، بسبب القبضة الحديدة التي سادت علاقته مع المسيرين بقيادة رجراج ومجوج، حيث لم تحسم الإدارة خيارها النهائي بخصوص المدرب الجديد، خاصة في ظل الثقة التي يحظى بها المدرب كريم خودة، ما جعل التركيز منصبا مؤقتا على ملف اللاعبين، في ظل الحديث عن انتداب مهاجم منتخب بوتسوانا كابيلو الناشط في البطولة المالطية، في انتظار إمكانية انتداب مدرب رئيسي يقود الفريق خلال مرحلة العودة. وفي السياق ذاته، لا تزال إدارة اتحاد بسكرة تبحث عن الحلول المناسبة لإيجاد حل ناجع يخدم العارضة الفنية، تزامنا مع مغادرة المدرب لكناوي، حيث يدو الحديث حول إمكانية الاتفاق مع المدرب نبيل نغيز لقيادة أبناء الزيبان خلال فترة التحضيرات الشتوية، وتحسبا لتحديات النصف الثاني من البطولة. وغير بعيد عن الأندية التي تعرف هجرة مدربيها أو التخلي عن خدماتهم، فإن مدرب نجم مقرة وضع شروطه على إدارة النادي، داعيا الرئيس بن ناصر إلى ضبط الكثير من الأمور التي تخص واقع ومستقبل التشكيلة، وفي مقدمة ذلك تسوية مستحقات اللاعبين، وانتداب أسماء نوعية خلال الميركاتو الشتوي، مع إحداث غربلة يتم من خلالها التخلي عن بعض الأسماء التي ليس بمقدورها منح الإضافة اللازمة للنجم حسب شروط ومطالب التقني القسنطيني.