بدأت بلدان في عزل مئات من المواطنين بعد إجلائهم من مدينة ووهان الصينية في محاولة لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة 170 شخصاً، بينما دعت كوريا الجنوبية للهدوء في مواجهة احتجاجات عند مركز للحجر الصحي. وانخفضت أسعار الأسهم والعملات مع ارتفاع عدد الوفيات والإبلاغ عن مزيد من حالات الإصابة في أنحاء العالم على نحو أثار مخاوف من أن يكون الضرر بالغاً في الصين، ثاني أكبر اقتصاد بالعالم. ويتزايد القلق من أن يواجه آلاف من عمال المصانع بالصين صعوبة في العودة إلى عملهم الأسبوع القادم بعد انقضاء عطلة السنة القمرية الجديدة بسبب القيود على الحركة والانتقال الرامية لمنع انتشار الفيروس. وانضمت شركة غوغل التابعة لألفابت وشركة آيكيا السويدية لشركات كبرى أوقفت عملياتها بالصين، كما اتسعت قائمة الأحداث الرياضية المتضررة إذ أرجأ الاتحاد الصيني لكرة القدم المباريات المحلية في 2020 وتحيط الشكوك بمباريات التصفيات المؤهلة للأولمبياد في أستراليا مع عزل فريق الصين لكرة القدم النسائية بفندق في برزبين. وقالت لجنة الصحة الوطنية، إن إجمالي عدد الوفيات من فيروس كورونا الجديد في البلاد زاد إلى 170 حالة وفاة حتى وقت متأخر الأربعاء، وإن عدد المصابين ارتفع إلى 7711 مصاباً. ومعظم حالات الوفاة كانت في إقليم هوبي بوسط البلاد والذي يقطنه حوالي 60 مليون نسمة والخاضع حالياً للعزل فعلياً. وظهر الفيروس الشهر الماضي في سوق للحيوانات البرية الحية في ووهان عاصمة الإقليم. وتم الإبلاغ عن حالات عدوى في 15 بلداً آخر على الأقل مع وجود 104 حالات مؤكدة، لكن لم تحدث أي حالات وفاة خارج الصين. ومن المقرر أن تنعقد لجنة الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية مجدداً، الخميس، لتقرير ما إذا كان الفيروس يمثل حالة طوارئ عالمية. خطط العزل تختلف إجراءات الدول التي أعادت مواطنين من الصين في إطار مساعيها لاحتواء الفيروس. وقررت أسترالياوكوريا الجنوبيةوسنغافورة ونيوزيلندا وضع كل من أجلتهم في الحجر الصحي أسبوعين على الأقل حتى لو لم تظهر عليهم أعراض المرض، في حين تعتزم الولاياتالمتحدةواليابان فرض عزل طوعي لمدد أقصر. ولم تظهر أعراض العدوى على اثنين من ثلاثة يابانيين عادوا إلى طوكيو وأثبتت الفحوص إصابتهم بالفيروس. وفي كوريا الجنوبية استخدم محتجون جرارات لمنع الوصول إلى منشآت تم تخصيصها كمراكز للحجر الصحي في مدينتي أسان وجينشون، الأربعاء. وتجمع عدد من المحتجين يطالبون بنقل مركز الحجر الصحي بعيداً عن المنازل والمدارس أمام الموقع في جينشون، الخميس. وقالت لي جي-هيون: “أنا أم لطفلين أحدهما ثلاث سنوات والثاني أربع سنوات.. أرسلتهما إلى أهل زوجي من شدة القلق”. وحث الرئيس مون جيه-إن، الناس على عدم الاستسلام للفزع، وذلك في وقت تستعد في البلاد لإجلاء أول دفعة من حوالي 700 مواطن كوري جنوبي من ووهان. وقال “السلاح الذي سيحمينا من فيروس كورونا الجديد ليس الخوف والنفور بل الثقة والتعاون”. ومن المتوقع أن تبدأ، الخميس، ما يصل إلى أربع رحلات مزمعة لإجلاء مواطني كوريا الجنوبية من ووهان. وقالت سنغافورة، إنها ستعيد 92 من مواطنيها يوم الخميس. وستنقلهم جميعاً وموظفي وزارة الخارجية المرافقين لهم للمستشفى أو تضعهم في الحجر الصحي 14 يوماً. وقال مسؤولون، إن نحو 200 أمريكي كان قد تم نقلهم من ووهان، الأربعاء، ومعظمهم دبلوماسيون وأسرهم، سيبقون في حالة عزل بقاعدة عسكرية أمريكية 72 ساعة على الأقل. وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، إن طائرة ثانية نقلت يابانيين من مدينة ووهان وهبطت في اليابان، الخميس، وعليها تسعة أشخاص عليهم أعراض الحمى أو السعال. وتخيم تداعيات الأزمة على الاقتصاد الصيني بقوة. وقال اقتصادي بالحكومة، إن النمو في الربع الأول قد ينخفض بواقع نقطة مئوية كاملة ليصل معدله إلى خمسة في المائة أو أقل. وأوقفت شركات طيران رحلاتها إلى الصين ومنها بريتيش إيروايز ولوفتهانزا وإير كندا وأمريكان إيرلاينز. China virus toll rises to 170 as countries isolate citizens to stop global spread https://t.co/pe0tn6zsqK pic.twitter.com/lrChnykET3 — Reuters (@Reuters) January 30, 2020