واجه مغترب بفرنسا، يدعى “ح. ف”، محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء، بجناية استيراد مؤثرات عقلية بطريقة غير مشروعة، لقيامه بمحاولة إدخال كمية معتبرة من الأدوية بطريقة غير شرعية مصنفة في خانة المؤثرات العقلية، منها “البريغابلين” و”ريفوتريل”، المعروفتان في أوساط المدمنين “بالحمرا” و”الصاروخ”، قبل اكتشاف أمره من قبل شرطة الميناء وأعوان التفتيش والمراقبة بجهاز السكانير الذي أظهر ما تحتويه الحقائب، وتوقيفه على الفور بعد إحباط العملية وحجز ما يقارب 820 قرص مقسمة إلى جزأين، والتفطن إلى طلبات استيراد أرسلها المتهم عبر بريده الإلكتروني للحصول على كميات مماثلة. تفاصيل القضية تعود إلى شهر جانفي 2019، على إثر عملية تفتيش روتينية على مستوى ميناء الجزائر لأمتعة المسافرين من قبل أعوان الجمارك وبالتنسيق مع شرطة الحدود، تم التفطن إلى كمية معتبرة من المؤثرات العقلية بأمتعة أحد المسافرين القادمين عبر رحلة بحرية من مدينة مرسيليا إلى الجزائر، ويتعلق الأمر بمغترب في أواخر العقد الرابع من العمر، الذي ضبط بحوزته 510 كبسولة “بريغابالين” و310 كبسولة من أقراص “ليفوتريل” إلى جانب وصفات طبيبة محررة من طرف طبيب عام بفرنسا، يدعى”جون بيار”. واتضح بعد التحقيق في مصدر ووجهة الأدوية المشبوهة بسبب كميتها ونوعيتها، أن المتهم لم يصرح بها لمكتب التصريحات الجمركية، إضافة إلى أن الأدوية فاقت الكمية المدونة بالوصفة، التي تمنح من قبل طبيب مختص في الأمراض العقلية وليس من قبل طبيب عام، وهو ما فتح باب الشكوك حول تلك الوصفات وأحيل الموقوف للاستجواب الأمني والقضائي. المتهم، لدى رده على قاضي الجنايات، فند الوقائع المنسوبة إليه، وكشف عن معاناته من الصرع وآلام حادة بالركبة والأرجل نتيجة حوادث تعرض لها بفرنسا وخضوعه لعمليات جراحية، ولأجل تخفيف الآلام، منح له برنامج علاجي، وبرر الكمية المحجوزة بأنها للاستهلاك وليست للبيع كما دون بمحاضر الحجز والسماع. من جهته، اعتبر ممثل النيابة العامة الكميات التي قام بجلبها المتهم من فرنسا فاقت الكمية المسموح بها وحاول تبريرها بوصفات مشكوك في صحتها، كما أن التحريات أثبتت قيام المتهم بتقديم طلبات استيراد كميات أخرى عبر البريد الإلكتروني، غير أنها حجزت من طرف الشرطة، والتمس توقيع عقوبة السجن المؤبد ضده.