أفادت مصادر قضائية أن قاضي التحقيق على مستوى الغرفة الثانية بمحكمة سيدي امحمد أمر بإعادة تكييف قضية عصابة استيراد المؤثرات العقلية من فرنسا إلى الجزائر باستغلال المغتربين من جناية إلى جنحة بداية الشهر الجاري، حيث يخضع عناصر الشبكة المنظمة للتحقيق على مستوى المحكمة لتورطهم في نقل المؤثرات العقلية وترويجها بأحياء العاصمة. المتهمون يواجهون تهمة استبراد المؤثرات العقلية ونقلها بطريقة غير شرعية، وكذا التجارة غير الشرعية فيها، وتسيير نشاط إجرامي منظم. وكانت مصالح الشرطة القضائية للفرقة الأولى لشرطة الحدود بميناء الجزائر قد تمكنت من كشف الجريمة بتاريخ 09 جوان ,2006 بعد إلقاء القبض على أحد عناصر الشبكة التي يديرها مغترب جزائري قاطن بفرنسا 40 سنة، ويتعلق الأمر بالمدعو ت.على 74 الذي عثر بحوزته على كمية من المؤثرات العقلية. في حين تمكنت المصالح ذاتها من حجز كميات معتبرة من المؤثرات العقلية في أمتعة أحد المسافرين الداخلين إلى أرض الوطن من فرنسا، ويتعلق الأمر بالمدعو ت.علي يبلغ من العمر 79 سنة، كان قادما في باخرة جزائرية لنقل المسافرين ''طاسيلي ''2 من مدينة مرسيليا. وعند إجراء عملية المراقبة لسيارته من قبل عناصر الشرطة القضائية لفحص المسافرين على مستوى ميناء الجزائر، ضبط بداخل حقيبة كانت ضمن أمتعته على كمية معتبرة من المؤثرات العقلية قدرت ب630 حبة من نوع ''ريفوتريل'' (2 ملغ)، مخبأة بإحكام وسط كمية من الهواتف النقالة، والألبسة وجهاز تصوير رقمي. وتبين أن المتهم الرئيسي الذي ينشط خارج الحدود هو المدعو يزيد الذي كون شبكة منظمة تمتد من فرنسا إلى الجزائر لنقل وترويج هذه المؤثرات، إذ أكد شقيقه إدريس الذي تم التوصل إليه من خلال تصريحات أحد المستخدمين في الجريمة، والذي يخضع بدوره للتحقيق، أن دوره في عصابة أخيه المغترب يكمن في استقبال الشيوخ الذين يصطادهم هذا الأخير في الغربة ويرسل معهم البضاعة دون علمهم، ومن ثم يقوم هو بتسليمها إلى شقيقه فريد، الذي يقوم بترويجها، وهو معروف في الحي بامتهانه الاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية التي يمونه بها شقيقه يزيد من فرنسا وآخرون بالجزائر، وذلك منذ طرده من فرنسا. وكشفت تصريحاته أن الرأس المدبرة للعصابة يستغل أشخاصا طاعنين في السن حتى لا يلفتوا الانتباه أثناء عمليات التفتيش على مستوى الميناء. كما يعتمد في نقل وتهريب هذه المؤثرات منذ مدة على الطرود المرسلة مع المسافرين وهي الطريقة التي تفطنت إليها مصالح المراقبة الحدودية بالميناء مما سمح بإيقاف عناصر الشبكة التي لايزال زعيمها في حالة فرار خارج أرض الوطن.