وقعت نهاية الأسبوع الفارط، محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء، عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا في حق شاب تجاوز ربيعه العشرين، بعد إقدامه على قتل شاب آخر يعمل رفقته بسوق الخضر والفواكه بباش جراح في العاصمة، عقب شجار نشب بينهما انتهى باختراق سكين لقلب الضحية مزق شريانه. التحقيق في ملابسات الجريمة حسب ما ناقشته المحكمة، انطلق من نداء استغاثة تلقته غرفة العمليات للأمن الوطني عن مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا، بخصوص استقبال شاب مصاب بجروح خطيرة، وخضوعه لعملية جراحية على مستوى الصدر نتيجة تمزق أحد شرايينه، ولفظ آخر أنفاسه متأثرا بالإصابة التي تلقاها بآلة حادة، حسبما أكده الطبيب الشرعي أثناء تشريحه للجثة، وتوسيعا للتحريات تنقلت مصالح الأمن للمكان من أجل سماع أقوال الشهود وجمع الأدلة حول الحادث، وتوقيف القاتل بعد مدة من ذلك. المتهم "ع،بشير" المتابع بجناية القتل العمدي كشفت عملية استجوابه حول ظروف وملابسات الجريمة، عن وجود خلاف وعداوة كبيرة بينه وبين الضحية واستمرت شجاراتهما لمدة 3 أشهر، لدرجة أن المتهم رفض العمل بالسوق والتوجه إلى محل شقيقه المتواجد إلى جانب محل الضحية خلال تلك الفترة، تجنبا لوقوع أي صدامات بينهما حسب ما أكده الأخير في معرض تصريحاته، غير أنه قرر التوجه صبيحة يوم الوقائع على متن مركبته لمساعدة شقيقه في إنزال صناديق الخضر، ليتفاجأ بالضحية يتجه نحو حاملا سكين وضربه من الخلف لكن لحسن حظه لم يصبه، وردا على ما قام به نشب عراك عنيف بينهما وعلى حين غرة أخرج المتهم سكينا حمله من محل شقيقه ووجه له طعنة على مستوى الصدر تحت تأثير الغضب، كانت كافية لقتله بمجرد وصوله المستشفى. وصرح المتهم خلال محاكمته بعد اعترافه بالجريمة التي اقترفها، أنه لم يكن يقصد قتل الضحية كما جاء على لسان دفاعه بالجلسة أن الحادثة كانت دفاعا عن النفس وطلب إعادة تكييفها إلى جناية الضرب والجرح المفضي للوفاة، وعليه التمس النائب العام توقيع عقوبة الإعدام في حقه، لتدينه المحكمة بعد المداولات بالعقوبة السالف ذكرها.