تواجه عدة أندية ناشطة في الرابطة المحترفة الأولى مشاكل مالية وتنظيمية بالجملة تجعلها تواجه مستقبلا مجهولا في حال مواصلة الأمور على هذا الحال، بدليل ما يحدث لجمعية عين مليلة التي تتخبط في أزمة مالية أدت إلى دخول اللاعبين في إضراب خلال الأسبوع المنصرم، رغم أن ذلك يتزامن مع التحضير لمباراة الساورة، كما هدد مسيرو أهلي البرج بالانسحاب بسبب خلافات إدارية ومالية، فيما تعاني شبيبة القبائل من أزمة داخلية قد تعصف بملال، والكلام ينطبق على أندية أخرى تواجه متاعب بالجملة ماليا وإداريا وفنيا. وفي الوقت الذي كان يفترض أن تكون الرابطة الوطنية المحترفة مضربا في الاحتراف لرفع المستوى الفني للأندية، إلا أنها تحولت إلى مثالا للانحراف في جميع النواحي، بدليل أن الكثير من الأندية تواجه أزمات ومتاعب بالجملة بشكل لا يعكس تواجدها في حظيرة الكبار، وهو الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات حول مستقبل هذه الفرق وأخرى في زمن تقهقر الكرة الجزائرية على الصعيدين الإقليمي والقاري، ناهيك عن الممارسات غير الرياضية التي تعرفها البطولة الوطنية على مر السنوات الماضية. ويعد ملف الإضرابات في صدارة المظاهر التي طفت إلى السطح هذا الموسم، آخرها ما يحدث لجمعية عين مليلة، بعد أن دخل لاعبوه في إضراب خلال الأسبوع المنصرم، احتجاجا على عدم تسوية مستحقاتهم المالية، وهو الأمر الذي جعل الهيئة المسيرة والطاقم الفني في ورطة حقيقية، وفي الوقت الذي هدد رئيس النادي شداد بن صيد بالانسحاب، فإن المدرب لمين بوغرارة لم يخف استياءه من الوضع الحالي، معتبرا أن فريقا عريقا بحجم جمعية عين مليلة في حاجة إلى مساعدة الجميع، خصوصا وأنه يعد الممثل الوحيد لمنطقة الشاوية في حظيرة الكبار. وقد تزامن هذا الإضراب مع التحضير لمباراة أمس السبت التي لعبها أبناء قريون في بشار أمام شبيبة الساورة. من جانب آخر، تمر شبيبة القبائل بأزمة إدارية حادة قد تزعزع بعرش الرئيس الحالي شريف ملال الذي يواجه انتقادات حادة، بسبب طريقة تسييره للنادي وكذا خلافاته العميقة مع بعض الأطراف الفاعلة في الفريق، ناهيك عن حملة الاستياء التي ميزت جمهور الشبيبة الذي بدا غير مقتنع بالوضع الذي يمر به "الكناري"، آخرها انتداب التقني التونسي الزلفاني رغم انه غير مؤهل للجلوس على مقعد البدلاء بسبب عدم حصوله على رخصة "أ" للمدربين الصادرة عن الكاف، وهو الشرط الواجب توفره على المدريين الأجانب القادمين من بلدان افريقية، حث يملك الزلفاني شهادة "ب" التي لا تسمح له بقيادة الفريق في المواعيد الرسمية. وفي السياق ذاته، يواجه أهلي البرج مشاكل إدارية حادة، بسبب الخلاف الحاصل بين رئيس مجلس الإدارة أنيس بن حمادي ورئيس النادي الهاوي الحواس رماش، حيث أعلن بن حمادي انسحابه مباشرة بعد مباراة أمس أمام اتحاد بلعباس بحجة عدم فتح رأس مال الشركة، وهو الأمر الذي جعل بقاءه غير مجدي، مادام أن البقاء على هذا الحال سيجعل مستقبل أمواله وأموال بقية المساهمين في خطر، رابطا شرط بقاءه بضرورة فتح رأس مال الشركة ورفع حصة المساهمين إلى أكثر من 50 بالمئة لتفادي حسب قوه الوقوع في أزمة، مشيرا أنه في حال عدم فتح رأس مال الشركة المحترفة، فإن مصير النادي سيكون السقوط إلى قسم الهواة، بسبب إفلاس الشركة الرياضية جراء الديون الكبيرة التي بلغت 4 ملايين دولار أكثر من 40 مليار سنتيم. والواضح أن الاضطرابات المختلفة غير مقتصرة على شبيبة القبائل وأهلي البرج وجمعية عين مليلة، بل أصبحت مظهرا عاما يسود أغلب أندية الرابطة المحترفة الأولى، بدليل ما يحدث لاتحاد بلعباس الذي يواجه متاعب مالية وتنظيمية جعلت المدرب عيش يهدد بالانسحاب، ناهيك عن مولودية الجزائر التي مرت بمرحلة صعبة خلال الأسابيع الماضية من الناحية الرادارية والفنية، ما عجل بإقالة صخري وبطروني من مجلس الإدارة تزامنا مع إقالة المدرب الفرنسي كازوني، وهو نفس الوضع الذي مر به تقريبا شباب قسنطينة وشباب بلوزداد وأندية أخرى، بصرف النظر عن وضعها بين اللعب على أدوار طموحة أو معاناتها في منطقة الخطر.