عرف الشطر الأول من البطولة مظاهر سلبية كثيرة خيمت على بطولتيّ الرابطة الوطنية المحترفة والثانية، وهذا بسبب جملة التراكمات التي أصبحت في حكم العادي، في ظل غياب قرارات جادة لتسوية المشاكل التي باتت تميز أغلب الأندية، وإذا كانت أغلب الملاعب لا تتماشى مع شروط الاحتراف، حتى أنه يتم تأهيلها بطريقة تثير الكثير من التساؤلات، فإن “بطولة الشكارة” تعيش على وقع أزمة المستحقات، ما جعل الكثير من الأندية تشهد دخول لاعبيها في إضرابات للضغط على الإدارة بتسوية هذا الجانب. أجمع الكثير من المتتبعين بأن واقع البطولة المحترفة الجزائرية لا يزال يسير بذهنية الهواة، في ظل تواصل المظاهرة السلبية التي تعوّد عليها الجمهور الجزائري على مرّ السنوات الماضية، ما جعل مشروع الاحتراف الذي تم التأسيس له منذ 10 سنوات مجرد حبر على ورق، بدليل أن الكثير من الأندية لا تزال تواجه متاعب مالية وتسييرية صعبة، ووصل بها الأمر إلى العجز عن تسوية مستحقات اللاعبين، في الوقت الذي تبدي استعدادها لانتداب أسماء جدية في الميركاتو، وفي السياق ذاته، لا تزال بعض الأندية تستقبل منافسيها خارج الديار، بسبب عدم تأهيل ملاعبها أو عدم توفرها على ملاعب أصلا، حيث يواجه نجم مقرة ونصر حسين داي وأمل بوسعادة متاعب بالجملة في هذا الجانب، ناهيك عن عودة الملاعب الضيقة إلى الواجهة، حتى أن بعضها تعود إلى عهد الاستعمار، وتصنف في خانة الملاعب البلدية، فيما تم غلق الكثير من المركبات الرياضية بسبب التسيب والإهمال، ما حال دون استغلالها لرياضة النخبة، وفي مقدمة ذلك الفرق الناشطة في البطولة المحترفة. أزمة المستحقات تضرب عدة أندية تشهد إضرابات واضطرابات ومن الجوانب التي وقف عليها الكثير من المتتبعين، هي الاضطرابات الداخلية التي شهدتها عدة أندية تنشط في حظيرة الكبار، بسبب دخول لاعبيها في إضرابات وصلت في بعض الأحيان قرابة أسبوع، مثلما شهده اتحاد بسكرة وجمعية عين مليلة ووداد تلمسان وغيرها من الأندية التي تواجه متاعب بالجملة في الشق المالي والتسييري، إضرابات كانت لها انعكاسات سلبية على الأداء الفني، مثلما اعترف به مدرب اتحاد بسكرة لكناوي في إحدى المباريات الأخيرة، وهو الكلام نفسه الذي ذهب إليه مدرب وداد تلمسان عزيز عباس الذي دعا إلى تسوية هذا الإشكال، نغمة المستحقات أصبحت ظاهرة عادية لدى أندية الرابطة الأولى والثانية، بدليل أن الرائد أولمبي المدية حسم اللقب الشتوي إلا أن لاعبيه لم يتسلموا حقوقهم المالية، ما جعل المدرب حجار يخرج عن صمته ويطالب جميع الجهات بالتدخل لإنقاذ الفريق، في الوقت الذي كان رئيس نجم مقرة عزالدين بن ناصر قد دق ناقوس الخطر، مؤكدا أن فريق يواجه أزمة مالية خانقة، وهو الكلام الذي ينطبق على الجار أمل بوسعادة الذي هددت الهيئة المسيرة بالاستقالة الجماعية إذا تواصل الأمر على هذا الحال، في الوقت الذي يتساءل الكثير عن مستقبل هذه الندية في منظومة الاحتراف مادام أن الحديث لم يخرج عن نطاق الصعوبات في تسديد مستحقات اللاعبين، فيما غرقت أغلب الشركات الرياضية للأندية في بحر الإفلاس منذ بداية الاحترام، إفلاس يصنف في خانة تحصيل حاصل بسبب غياب بدائل مالية بعيدا عن الإعانات العمومية، وعدم وجود نماذج فعلية في مجال الاستثمار الرياضي للأندية المحترفة. أندية تستقبل خارج الديار وملاعب مهترئة في حظيرة الكبار على صعيد آخر، فقد كشف الشطر الأول الموسم الكثير من المظاهر التي تعكس الوجه السلبي للرابطة المحترفة الأولى والثانية، من ذلك مثلا عدم امتلاك بعض الأندية ملاعب، أو عدم تأهيلها بسبب الأشغال وإعادة الترميم، وهو الأمر الذي جعل بعض الفرق تدفع الفاتورة غاليا، بدليل تواجدها في مراتب غير مريحة، على غرار نجم مقرة الذي استقبل ضيوفه في مركب 8 ماي بسطيف قبل أن يحوّل الوجهة خلال الجولة الماضية إلى ملعب راس الواد، وقد واجه الصاعد الجديد إلى حظيرة الكبار متاعب كبيرة في هذا الجانب، ما جعله يعاني من نزيف النقاط في عاصمة الهضاب قبل أن يفك العقدة ولو مؤقتا في ملعب راس الواد، في انتظار تأهيل ملعب بوشليق في مقرة. ويعرف الجار أمل بوسعادة نفس المتاعب منذ غلق ملعب الشهيد مختار ببوسعادة الذي تحوّل إلى ورشة للترميم وتشييد بعض المرافق التي يفتقد إليها، وفي مقدمة ذلك تحسين حالة غرف الملابس وكذا إنجاز منصة خاصة بالصحفيين، حيث يواصل الأمل البوسعادي الاستقبال في ملعب ورتال بشير بالمسيلة، وهو الأمر الذي لم يخدمه، في ظل تضييعه لنقاط ثمينة وكذا حرمانه من توافد الأنصار بالعدد المطلوب، وفي العاصمة تعاني النصرية هي الأخرى من ذات الإشكال، ما أرغمها على الاستقبال في ملعب الدار البيضاء وملاعب أخرى، والكلام ينطبق على نادي بارادو وغيره من الأندية التي تواجه مشاكل بالجملة في هذا الجانب، يحدث هذا في الوقت الذي عادت الملاعب الضيقة والمهترئة إلى واجهة بطولة الاحتراف، فأغلبها تعود إلى عهد الاستعمار، حيث يرجع البعض السبب إلى غياب البدائل أو الإهمال والتسيب اللذين تعرضت له العديد من المركبات الرياضية، وكذا تأخر إنجاز ملاعب أخرى رغم الأموال الباهظة التي صرفتها على مرّ السنوات الماضية. “الطارطون” يطغى على العشب الطبيعي في زمن الاحتراف وإذا كان الكثير يستغنى بالاحتراف، وقدرة الجزائر في احتضان نهايات كأس أمم إفريقيا، إلا أن كل من يقف على واقع المرافق الرياضية يصاب بالخيبة والصدمة، بدليل أن أغلب الملاعب التي تحتضن مباريات البطولة أرضيتها معشوشبة اصطناعيا، وأغلبها ملاعب بلدية بمدرجات ضيقة، على غرار ملاعب 20 أوت والحراش ومقرة وبوسعادة وأرزيو والخروب وسفوحي وزيوي وبن عبد المالك والقائمة طويلة، أما عن المركبات الرياضية فإن أغلبها مغطاة أيضا ب”الطارطون”، في صورة ملعب 89 ماي بسطيف وبوعقل وبشار والبرج والشلف وبجاية، أما الملاعب المكسوة بالعشب الطبيعي فإن الكثير منها تعاني من مشكل الصيانة والاعتناء بالأرضية، مع وجود استثناءات قليلة لملاعب لا تزال في حاجة إلى عناية خاصة وأنها تمثل الواجهة، في صورة ملعب 5 جويلية ومركب الشهيد حملاوي بقسنطينة وبلعباس وبسكرة، وبدرجة أقل ملاعب 1 نوفمبر بباتنة وسكيكدة والعلمة وغليزان وعين مليلة.