هي ليست قصة فيلم أمريكي أو مسلسل تركي، بل هي حقيقة جرت أطوارها بمستشفى وهران، بطلتها ممثلة مسرحية تدعى حورية زاوش التي ظن الجميع أنها ستلاقي ربها، بعد دخولها في غيبوبة لمدة 12 يوما كاملة، مباشرة بعد إنجابها لطفلة على مستوى مصلحة التوليد والأمومة بمستشفى بن زرجب. وظلت العيون تدمع والقلوب تدعو رب السموات، من أجل أن تعود حورية إلى الحياة، لرعاية صغيرتها التي لم ترها بعد، و لكن إصرارها على الحياة وإرادتها القوية جعلتها تستطيع العودة والاستفاقة، وسط ذهول كل من سمع بالواقعة. وقد كانت "الشروق" السبَاقة للتسلل إلى غرفة الإنعاش ومحاورة الفنانة حصريا، لنقل مشاعرها الجيَاشة وتجربتها الصعبة، خاصة بعد أن أكد الطاقم الطبي الذي سهر على رعايتها أنها من بين الحالات النادرة التي كتب لها الحياة، بنسبة واحد من ألف حالة، لأن قلبها توقف للحظات، وهو ما أشارت إليه أجهزة القياس، لكن بعد مجهودات جبارة للطاقم الطبي، نجحت مهمة إعادتها للضخ الطبيعي، رغم أنها لم تغادر بعدُ مرحلة الخطر بنسبة مائة بالمائة، إلا أن الطاقم الطبي جد متفائل باستقرار حالتها الصحية. الفنانة حورية زاوش التي قضت عشرات السنين على ركح المسرح، مشاركة في العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية أبرزها "فيلم ألم"، ومسلسل الفندق مع عيسى سطوري، وعدة مسرحيات أخرى، صرحت قائلة "بداية أحمد الله العزيز القدير أنه منحني فرصة للحياة مجددا، حيث لم أشك ولو مرة واحدة من مشاكل على مستوى القلب، ودخلت مصلحة التوليد من أجل وضع طفلتي الأولى، وبعد نجاح عملية قيصرية، أغمي عليا، وظنني الجميع أنني فارقت الحياة، بعد توقف قلبي ووظائف حيوية أخرى، لولا الرعاية الإلهية وجهود الطواقم الطبية، والتي أوجَه لهم تحية تقدير وعرفان، خاصة على مستوى مصلحة الإنعاش الطبي بمستشفى بن زرجب، وبعد مرور 12 يوما كاملا، تمكنت من الاستجابة مجددا والاستفاقة من الغيبوبة والحمد لله، وكل ما أتذكره طيلة هذه المدة أنني كنت أحاول النهوض من أجل رؤية طفلتي وسام، وقد سمعني الطاقم الطبي أردَد اسمها، ومرات أردد آيات من القرآن الكريم".