اعتبرت الفدرالية الوطنية لمربي الماشية، أن ما تملكه الجزائر من ثروة حيوانية، يسد احتياجات المواطنين من اللحوم الحمراء اليومية والمناسباتية، وكل ما تحتاجه هذه الشعبة هو تنظيم الأسواق، بدل اللجوء إلى استيراد مواشي من دول جارة قد تهدد 28 مليون رأس من الماشية المحلية بالأمراض. وأكّد رئيس الفدرالية الوطنية لمربي الماشية، جيلالي عزاوي في تصريح ل"الشروق" الاثنين، بأنه لا يشاطر تصريحات وزير التجارة، كمال رزيق، والمتعلقة بالتفكير في اللجوء إلى استيراد المواشي والأبقار من دول الجوار، سواء من موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد، على أن يتم ذبحها بالجنوب مراعاة للجانب الصحي، وذلك لتموين ولايات الجنوب والشمال باللحوم. وحسب محدثنا، فالثروة الحيوانية في الجزائر "كافية لتغطية احتياجات السوق الوطنية، سواء من الماشية أم الأبقار أم الإبل، بل لدينا فائض في هذه الثروة"، وما تحتاجه سوق اللحوم الحمراء حاليا، حسب تأكيد عزاوي، هو تنظيم أسواق الماشية، والاهتمام بمهنة المربين، بإعطائها الأولية والأهمية والحماية التي تحتاجها. وتوقع المتحدث أن تلجأ الجزائر، إلى غاية عملية تصدير رؤوس الماشية نحو دول مجاورة، في حال تكفلت الدولة بهذا القطاع. وكاشفا أن الجزائر تملك 28 مليون رأس ماشية، وهو ما يشكل كفاية في الإنتاج الوطني. وتتخوف فدرالية مُربّي الماشية، من إمكانية دخول أمراض حيوانية تكون خطيرة إلى بلادنا، في حال اللجوء إلى الاستيراد، "خاصة أنّ كثيرا من أمراض الماشية التي ظهرت خلال السنوات الماضية، وأهمّها الحُمّى القلاعية والطاعون والسّل، كان مصدرها دول مجاورة" على حد قوله. وفي حال قرّرت السّلطات التوجه نحو استيراد الماشية تحسبا لبعض المناسبات، خاصة شهر رمضان المعظم "فأكيد ستتخذ الدولة إجراءات لحماية ثروتنا الوطنية من أي تهديد" على حد تعبير عزاوي، مؤكدا بأن الفدرالية والمربين، على تواصل دائم مع وزير الفلاحة، شريف عماري، والذي يستشير المهنيين في أي موضوع يهم القطاع. من جهة أخرى، أكد عزاوي انحسار مرض الحمى القلاعية وطاعون المواشي بالجزائر، بسبب حملة التلقيح التي أتت بثمارها، ومؤكدا أن حملة التلقيح ضد الحمى القلاعية ستنطلق في 15 فيفري الجاري. ومعلوم، أن وزير التجارة كمال رزيق، أكد مؤخرا بأن مصالحه تُفكر في استيراد المواشي والأبقار من دول الجوار، على أن يتم ذبحها بالجنوب مراعاة للجانب الصحي، وذلك لتموين ولايات الجنوب والشمال باللحوم، معتبرا أن السماح باستيراد المواشي، أفضل من استيراد اللحوم المجمدة التي لا يُعرف مصدرها جيدا.