البلاد - آمال ياحي - أكدت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية نفوق 1200 رأس غنم بسبب وباء "الطاعون" على مستوى 12 ولاية معلنة الشروع في حملة تلقيح وطنية وقائية في بداية جانفي المقبل بعد استقبال اللقاحات التي خصص لها غلاف مالي بقيمة 400 مليون دينار. وأفاد مدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة، قدور هاشمي كريم، خلال ندوة صحفية اليوم أن الوزارة تسيطر على الوضع ولا يوجد ما يستدعي إعلان حالة الطوارئ، مشيرا إلى أن مصالح ذات الهيئة تعمل على قدم وساق من أجل مكافحة الداء ووأد بؤر انتشاره، وتقدم هذه الإجراءات الوقائية تعليمات للولايات تخص إغلاق الأسواق الأسبوعية للمواشي وعزل المواشي المشتبه في إصابتها بالداء عن القطعان السليمة لتجنب تسجيل مزيد من الخسائر مع الإبقاء على الأسواق الأسبوعية في بؤر المرض مغلقة لمدة شهر قابلة للتجديد. وكشف المتحدث أن التحاليل أثبتت وجود وباء المجترات الصغيرة الذي يصيب صغار الأغنام والماعز وقد أمرت وزارة الفلاحة بعدم السماح بحركة الماشية بين الولايات الى حين الشروع في عملية التلقيح مع تقديم شهادات بيطرية للموالين والمربين كإجراء استثنائي يسمح بنقل المواشي الى المذابح فقط حفاظا على سلامتهم، فيما أوضح المصدر أن مرض طاعون الماشية الذي تشهده الجزائر لأول مرة دخل حتما عبر الحدود خاصة أن جميع الدول المحيطة بالجزائر تعاني من هذا الوباء منذ سنوات. وحسب المسؤول فإن الطاعون متمركز أساسا في ولايات جنوب الوطن لكنه لا ينتقل الى البشر ولا يوجد اي خطر على استهلاك اللحوم باعتبار ان رؤوس الماشية بمجرد اصابتها بالمرض تنفق مباشرة ومع ذلك فهناك عمل تحسيسي موجه لعناية الموالين لتفادي القفز على الإجراءات الاحترازية التي أقرتها السلطات لمنع انتشار الوباء على نطاق أوسع. وبخصوص الحمى القلاعية التي تصيب البقر قال قدور إن وزارة الفلاحة لم تستلم بعد التحاليل التي تؤكد أن الأمر يتعلق فعلا بهذا الفيروس وليس بمرض شبيه له في الأعراض، علما أن وصول النتائج من المخابر الأجنبية يستغرق ما بين 20 يوما وشهرا. وفبناء على الاعراض التي تثبت اصابة الابقار بالحمى القلاعية فقد تقرر من باب الاحتياط وقف استيراد الأبقار وتعويض المربين الفلاحين المؤمنين وغير المؤمنين عن عملية الذبح الصحي للحيوانات المريضة بما يعادل 85 مليون دينار لحد الآن. وفي موضوع التعويضات طالب ممثل اتحاد الفلاحين حيمور مصطفى بتعويض مربي الأغنام عن القطعان التي أصيبت بالطاعون، فيما دعا رئيس الفيدرالية الوطنية للموالين عزاوي جيلالي الى التعجيل بعملية التلقيح بالنظر الى الخسائر التي تكبدها الموالون لحد الساعة بسبب الطاعون ما يوحي بأن الوضع ليس على ما يرام. كما شدد المتحدث على ضرورة تفادي إغلاق جميع اسواق الماشية في آن واحد وهو الإجراء الذي سيؤدي حسب توقعاته الى التهاب أسعار اللحوم الحمراء وخسارة إضافية للموالين. وجاء رد مدير المصالح البيطرية على هذا المطلب بالتأكيد على أن مسألة إغلاق الاسواق الأسبوعية تركت لتقدير ولاة الجمهورية بما يرمي الى حماية الثروة الحيوانية في انتظار القضاء على الوباء.