أكد الوزير الأول عبد العزيز جراد أن حكومته لن تدخر أي جهد في المسارين التشريعي والإجرائي من أجل حماية الأموال العمومية من الفساد وتحصينها، واسترداد المنهوبة منها، فيما أعلن اعتماد مبدأ من أين لك هذا للإيقاع بالمفسدين. وقال جراد خلال رده على تدخلات أعضاء الغرفة الثانية للبرلمان، في سياق مناقشتهم مخطط عمل الحكومة، الأحد ، إن الحكومة ستعمل بمبدأ من أي لك هذا في محاسبة الفاسدين والكشف عن مصادر الأموال ومكافحة الفساد، بالإضافة إلى العمل على التسيير الحسن للشؤون العامة للبلاد وهو المطلب الذي رفعه الجزائريون. كما تعهد جراد بمراجعة شاملة لقانون الصفقات العمومية وتشديد الإجراءات في منح الصفقات العمومية فضلا عن الشفافية في التعيينات في الوظائف السامية والتي ستكون بناء على أسس النزاهة والمنافسة العادلة بين الإطارات والكفاءات. قال الوزير الأول، عبد العزيز جراد، إن وزراء الحكومة لديهم كفاءة عالية وسمعة تركوا كل نشاطاتهم والتحقوا بالجهاز التنفيذي لإنقاذ بلدهم وذلك ردا على الانتقادات التي طالت وزراء الحكومة من قبل أعضاء مجلس الأمة وقبلهم نواب المجلس الشعبي الوطني، حيث تم التركيز على مواقفهم من الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 12 ديسمبر الفارط. مؤكدا أن الوزراء وطنيون يحبون وطنهم ونزهاء يريدون المساهمة في بناء الجزائر الجديدة. وتابع الوزير الأول: "الجزائر الجديدة لا تعني عدم الاعتراف بالأشياء السابقة، هناك مراحل كانت فيها أخطاء لكن في المرحلة الأخيرة كانت انحرافات كادت تهز بالدولة الوطنية". وأكد جراد أن الحراك الشعبي أجبر النظام السابق على الذهاب ومغادرة الساحة السياسية ولقاء الشعب مع الجيش جعل الجزائر تصل إلى بر الأمان. قال الوزير الأول عبد العزيز جراد إن فئات كبيرة من الشعب الجزائري مصنفة كفئات هشة تعيش في القرون الوسطى في أرياف الجزائر ومناطقها المعزولة. وأضاف جراد أن هذه الفئات يجب التضامن معها ورد الاعتبار لها وتوفير العيشة الكريمة لها كغيرها من باقي فئات الشعب، كما شدد على ضرورة الذهاب نحو التضامن الاجتماعي ما بين أفراد الشعب الجزائري. وفي سياق الحديث عن فضائل الحراك، قال جراد إن خروج الشعب الجزائري في 22 فيفري من السنة الماضية والتحامه مع جيشه الوطني الشعبي قد أخرج البلاد من الورطة والمعضلة التي كانت فيها مما أجبر النظام السابق على المغادرة، مؤكدا أن الشعب الجزائري والجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير قد أوصلا البلاد إلى بر الأمان، وأكد رئيس الجهاز التنفيذي أن المرحلة الحالية تتطلب تكاتف الجهود من أجل النهوض بالبلاد وأكد المتحدث في كلمته على أن الحكومة الحالية ستشرف في التخطيط والبناء للجزائر الجديدة لكنها لن تنكر ما تم من قبل سابقاتها في عهد الجزائر المعاصرة. وفي السياق، صادق الأحد، أعضاء مجلس الأمة بالأغلبية لصالح مخطط عمل الحكومة الذي عرضه جراد، بعد مناقشة دامت يومين.