عرض أول أمس المخرج جون بيار ليدو فيلمه " ما يبقى في الواد غير حجارو" بإحدى فيلات حيدرة بطريقة تكاد تكون سرية بحضور عدد من الإعلاميين و جماعة جد منتقاة من الإقدام السوداء في الجزائر وبعض المحسوبين على حزب الامدياس إضافة إلى أسقف الجزائر المنسنيور تيسي .الفيلم الوثائقي الذي دام 3 ساعات كاملة يعيد من خلاله ليدو طرح مسالة العلاقة بين المدنيين الاوروبين من اليهود و المسحيين من جهة و المسلمين من جهة أخرى و ذلك عبر ذكريات أربعة من الجزائريين المسلمين في كل من العاصمة وهرانقسنطينة و سكيكدة. وإن كان الجانب التقني للفيلم أكثر من رائعة بالنظر لاشتغال الكبير على نوعية الصوة و الصورة و الموسيقى التي متلائمة مع مواصفات الفيلم الوثائقي و إن كان بعض الحضور قد انتقد طول الفيلم 3 ساعات كاملة لفيلم وثائقي أما من ناحية المضمون فكان جون بيار ليدو ليس فقط جريئا لكنه ذهب لحد التحامل على الثورة و قادتها الذين اتهمهم بإعطاء الأوامر لتصفية المدنيين الاوروبين ووضع القنابل في الأماكن العمومية ذات الأغلبية الاوروبية الفيلم يصف العلاقة بين اليهود و المسحيين و المسلمين بالعادية و الجميلة و كانت تسود الإخوة و الاحترام حتى أن من الكولون من كان يأوي عائلات جزائرية و لكن الثورة غيرت هذه الأشياء و جعلت العداء يستحكم بين الجانبين لدرجة أننا لا نفهم أبدا لماذا قامت الثورة و احتضنها الشعب إذا كان الاروبيين و الجزائريين كانوا على هذا المستوى من الأخوة العالية ؟ ما جاء في الفيلم يمكن أن يوصف بالخطير لأنه يؤكد أن الاوروبين الذين غادروا الجزائر ما كانوا ليغادروها لو لم يتعرضوا للتقتيل على أيدي الجزائريين و بمباركة قادة الثورة حيث أشار احد المتحدثين في الفيلم أن عميروش أعطى موافقته لتصفية المدنيين الاروبيين في 20 أوت 1955 في أحواش سكيكدة و الخطير في العمل أن ليدو يدعى أن التصفيات التي مارسها الجزائريون ضد الجاليات المسيحية و اليهودية لم تكن تفرق بين الأطفال و النساء و الرجال الذين كانوا يغتالون ذبحا على وقع "الله اكبر الجهاد في سبيل الله " و قد عمد مخرج الفيلم إلى وضع خلفية لأذان أو قراءة القران كلما تعلق الأمر بالحديث عن التقتيل الذي مورس ضد الاروبيين مما قد يعطى انطباعا أن الأعمال التي مورست ضد الاوروبين كانت لها شرعية عقائدية و دينية زيادة على كون الأشخاص الذين تحدثوا في الفيلم اغلبهم يروى الحكايات كما سمعها من الآخرين. و توحي هذه الشهادات أن شهود هذه الروايات أشخاص تم انتقاؤهم بعناية فائقة لمجرد ربما أن العمل أراد تبرئة الوجود الفرنسي في الجزائر خاصة مع عودة الحديث عن الجوانب الايجابية الاستعمار و أحداث الضواحي في باريس هذا و قد حاول جون بيار ليدو الدفاع عن عمله بقوله انه رغم كونه عمل جريء لكنه يعيد طرح بعض القضايا العالقة بالوجود الفرنسي في الجزائر و يجب امتلاك الشجاعة لطرح كل القضايا للنقاش حتى لو كانت جارحة و قد تساءل ليدو في معرض حديثه عن الأسباب التي دفعت وزارة الثقافة إلى التماطل في منح ترخيص العرض في قاعة ابن زيدون رغم انه التزم بتقديم نسخة من الفيلم للجنة و قد كشف ليدو أن الفيلم سيشهد الخروج الرسمي للقاعات السينمائية بعد العطلة كما سيشارك في عدة مهرجانات أهمها مهرجان طرنطو بايطاليا. زهيه منصر:[email protected]