عرف فيلم جون بيار ليدو " الجزائر تاريخ لا يقال" انتقادا لاذعا ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية ،في إطار الدورة الرابعة عشرة لمهرجان تطوان الدولي للسينما المتوسطية سواء بالنسبة لموضوعه أو أسلوب معالجته. وقد انتقد الحضور وبشدة في المسابقة الرسمية المذكورة، الفيلم الذي قدمه المخرج الجزائري الفرنسي "جون بيار ليدو " ،بحيث اعتبروا مضمونه زيف واقع الثورة الجزائرية، كما اعترضوا على الأسلوب الذي انتهجه "جون بيار ليدو" في معالجة أحداث وقائع الثورة المجيدة. وعبر من تابع المهرجان انزعاجهم من فيلم هذا المخرج الذي يعيش منذ التسعينات في فرنسا كونه يستخدم العمل الوثائقي ليعبر عن ذاتيته ومفاهيمه بدل أن يستند إلى الموضوعية كما تناقلته بعض المصادر عن المتتبعين. ويعتبر فيلم ليدو أن الأقدام السوداء اغلبهم أصحاب مزارع حيث يشغلون فلاحين جزائريين، مدنيون ويغيب تماما كل الجو العام للاحتلال الفرنسي وما نتج عنه طيلة 130 عاما من قمع وإرهاب. من جهة أخرى يصور الفيلم أربعة شخصيات جزائرية من سكيكدةوالجزائر وقسنطينة ووهران تروي واقعها الخاص وما عاشته أو ما قامت به خلال الحرب التحريرية، وخاصة في سنواتها الأخيرة،هذا و ويتهم الفيلم حسب المصادر ذاتها من خلال الشهادات الجبهة الوطنية الجزائرية بارتكاب مجازر ليس فقط بحق المستعمرين "المدنيين الاوروبيين" كما يسميهم عشية الاستقلال وإنما أيضا بقتل عدد من قيادييها بسبب مخالفتهم لبعض سياساتها. إضافة إلى انتقاد المتتبعين فقد عبر المخرجون الجزائريون حول الفيلم فرأى البعض بأنه يعتمد مغالطات كثيرة ويعزل أحداث الثورة عن واقع الاستعمار وينسى أنها نتيجة له. ولعل اشد ما قام به ليدو جون بيار قبل فيلمه الوثائقي "الجزائر: تاريخ لا يقال" هو الجزء الثالث والأخير من ثلاثية أنجزها المخرج في السنوات العشر الأخيرة، بدأت بفيلم "الحلم الجزائري" وكان ثانيها فيلم "الجزائر أشباحي". وللإشارة فقد تتنافس فيلم تاريخ الجزائر لمخرجه جون بيار ليدو مع تسعة أفلام لنيل جائزة الوثائقي في مهرجان تيطوان الدولي الذي انتهت فعالياته مؤخرا، كما أن الفيلم المذكور ممول من طرف وزارة الثقافة ضمن أفلام تظاهرة الجزائر عاصم الثقافة العربية،وقد عرف خلافات بين المشرفين على الفيلم والوزارة المعنية بسبب نسخته الأصلية.