لا يوجد خيار لمنتخب زيمبابوي لأجل مواجهة أشبال جمال لبماضي في خامس مواجهة لإقصائيات الكان التي ستجري في الكامرون، أحسن من جنوب إفريقيا، فهو إضافة إلى أنه بلد جار ويمنح الملاعب الجيدة لإجراء مقابلة لائقة، فإنه بلد يضم غالبية محترفي زيمبابوي من الذين تعوّدوا اللعب والنشاط في جنوب إفريقيا، وسيجدون بعض الدعم من الأنصار، ناهيك عن كون زيمبابوي تضم جالية محترمة تعيش في جنوب إفريقيا، وفي كل الأحوال فإن الخضر سيجدون أنفسهم في راحة من حيث ظروف المباراة ومحيطها، في بلد لم يلعب فيه الخضر منذ مونديال 2010، ولكن ملاعبه لا تختلف عن الملاعب الأوروبية والخليجية التي ينشط فيها كل نجوم المنتخب الجزائري. المباراة التي ستلعب في ملعب محايد ليست مصيرية بالنسبة للمنتخب الجزائري الذي وضع قدما ونصف في دورة الكامرون، وقد لا يتنقل بنجومه الكبار، ومنهم رياض محرز إلى أدغال القارة، خاصة أن رياض سيكون معنيا في حالة تجاوز ريال مدريد في رابطة أبطال أوربا بالمنافسة الكبرى، وسيكون السفر إلى جنوب القارة الإفريقية ذهابا وإيابا مرهقا للاعب لم يأخذ راحته في الصيف الماضي بسبب كأس أمم إفريقيا التي لعبت في مصر، وسيصبح مكانه في مانشستر سيتي في خطر في عز المنافسة الأوروبية وعودة اللاعبين البارزين ومنهم الدولي الألماني ساني والدولي الإنجليزي ستيرلينغ المصابين حاليا. لم تكن الكاف في سنوات سابقة تشترط الظروف الحسنة لاستقبال المباريات، ففي الزمن الذهبي للخضر في ثمانينات القرن الماضي، كان رفاق ماجر يلعبون في كل مكان حيث لعبوا على أرضيات لا تصلح سوى لرعي الماشية، في نيامي في نيجر وفي فريتاون في سيراليون وفي واغادوغو في فولتا العليا كما كانت تسمى بوركينا فاسو في ذلك الوقت، فكانوا يفوزون بالثقيل في الجزائر كما حدث في سباعية في شباك فولتا العليا في وهران ثم يتعادلون في واغادوغو، أو كما فازوا بسداسية أمام بنين في ملعب 5 جويلية وتعادلوا أيضا في فريتاون، ولكنها الآن صارت لها لجان تتوجه للبلد الذي يستقبل المباراة الرسمية التي هي إما ضمن تصفيات الكان أو تصفيات المونديال وتضع شروطا لا يجب تجاوزها، وهو ما جعلها تقرر نقل مباراة زيمبابوي التي ستلعب أواخر شهر مارس القادم، ومن المحتمل في التاسع والعشرين منه خارج زيمبابوي بالرغم من أن اتحادية هذا البلد بذلت جهدا في البحث عن ملعب لائق بالمباراة، مع الإشارة إلى أن لعبة كرة القدم في زيمبابوي ليست رياضة شعبية بالرغم من أن هذا البلد كسب لاعبين كبارا منهم حارس ليفربول السابق والأسطورة غروبلار. سبق للخضر في السنوات الأخيرة مواجهة منتخبات إفريقية في ملاعب محايدة، ففي تصفيات كأس العالم في البرازيل في دور المجموعات كان أقوى منتخب ينافس الخضر هو مالي الذي لعب خارج دياره بسبب الأوضاع الأمنية في هذا البلد، وجاء خيار مالي على البلد المجاور بوركينا فاسو، والغريب أنهم فازوا على أشبال غوركوف، حيث كان رفقاء فيغولي متفوقن بهدف من إسلام سليماني قبل أن يخسروا بهدفين، ومن حسن حظ الخضر أنهم فازوا على مالي في البليدة بهدف من وضعية تسلل، وتعثر مالي بعد ذلك على أرضه، وإلا كانوا قد غابوا عن مونديال البرازيل 2014، كما واجهوا ليبيا في ملعب محايد وأيضا بسبب الأوضاع الأمنية لدى الجارة الشرقية في تصفيات الكان، واختارت ليبيا، المغرب وكانت الغلبة في المباراة لصالح رفقاء فيغولي بهدف من إمضاء سوداني في مباراة مثيرة لم تبح بأسرارها إلا في اللحظات الأخيرة، بمعنى أن المنتخبات التي تختار الملاعب التي تستقبل فيها دون بلدها، تقوم باختيار يضع المنتخب المنافس في مواجهة ظروف صعبة سواء المناخ كما حدث مع مالي، أم الجمهور حيث كان المغاربة سندا لليبيا في تلك المباراة. المنتخب الجزائري سيستقبل زيمبابوي في المباراة الأولى في الجزائر في مارس، وبعد ثلاثة أو أربعة أيام يطير إلى جنوب القارة الإفرقية في رحلة شاقة، ولكن الفوز في المباراة الأولى سيضمن للخضر تأهلهم مما يعني أن المباراة الثانية قد تمنح للمدرب بلماضي فرصة تجريب لاعبين يبحثون عن مكانة أساسية في صورة آدم وناس وخاصة سعيد بن رحمة بالنسبة لخط الهجوم، وتبقى المواجهة التي ستلعب في أرض محايدة سلاح ذا حدين بالنسبة لبطل القارة، الذي رفع شعارا يرفض فيه الخسارة، مهما كان اسم المنافس أو البلد الذي تلعب فيه المباراة. ب.ع