اهتزت مشاعر سكان مدينة قالمة مجددا، بعد ورود أخبار من تونس، مفادها العثور على جثة ضحية آخر لفظتها أمواج البحر بساحل جزيرة زميرتا سيدي داود الهوارية بولاية نابل التونسية، ويتعلق الأمر بلاعب فريق آمال قالمة لكرة القدم الشاب عاشوري حسام الدين، الذي كان من بين مجموعة الحراقة المفقودين منذ تاريخ الأحد 16 فيفري المنقضي، الذي تم تشييع جنازته بعد صلاة المغرب من نهار الثلاثاء بمقبرة قالمة، بحضور المئات من سكان الولاية وبعض الوجوه الرياضية، خاصة أن حسام لعب في مشواره الرياضي لعدة فرق محلية على غرار آمال قالمة، وسريع قالمة، وشباب هيليوبوليس وأولمبي بومهرة أحمد، ونجم برهوم بولاية المسيلة، وكذا أولمبي الونزة بولاية تبسة وأولمبي قلعة بوصبع قبل أن يعود خلال الميركاتو الشتوي هذه السنة إلى فريقه الأصلي آمال قالمة، إلا أنه لم يشارك في أي مباراة، بعد أن قرر الهجرة نحو أوروبا على متن قرب تقليدي رفقة مجموعة أخرى من الشباب. وكان والد الضحية قد أكد أن ابنه حسام الدين لم يقرر الحرقة، إلاّ بعد أن ضاقت به السبل، وعجز عن رؤية ابنته الرضيعة المتواجدة في فرنسا، بعد أن عجز عن الحصول على تأشيرة دخول الأراضي الفرنسية، حيث رفضت طلباته خمس مرات، رغم تكوينه لملفات كاملة، ليحاول اجتياز البحر الذي ابتلعه قبل أن يحتضنها. وكانت عائلة الضحية قد تنقلت إلى تونس لإتمام نقل جثة حسام إلى مدينة قالمة بغرض دفنها، بجوار جثث ثلاثة حراقة آخرين ينحدرون من مختلف أحياء مدينة قالمة، تم انتشالهم نهاية الأسبوع الماضي، وتم تشييع جثامينهم منتصف ليلة الجمعة الماضية، في موكب جنائزي مهيب حضره إلى جانب عائلات وأهالي الضحايا، الآلاف من المواطنين المتعاطفين والمتضامنين مع العائلات التي اكتوت على مدار نحو أسبوعين كاملين بلوعة انقطاع أخبار أبنائها، الذين كانوا ضمن فوج حراقة يضم 18 شابا من بينهم 14 شابا ينحدرون من مدينة قالمة بالإضافة إلى أربعة شبان آخرين ينحدرون من بلدية شطايبي بعنابة، وكانوا جميعهم على متن قارب تقليدي انطلق من شاطئ الخليج الغربي ببلدية شطايبي بعنابة، باتجاه السواحل الإيطالية، قبل أن تنقطع أخبارهم جميعا منذ تاريخ إبحارهم، ما أدخل عائلاتهم في حالة من القلق والخوف على مصير أبنائهم، ازداد يوما بعد يوم ولقيت العائلات تضامنا واسعا من طرف سكان ولاية قالمة، الذين سعى كل منهم بطريقته الخاصة في إبداء مشاعر التضامن والتعاطف معها، وانتشرت صوّر الحراقة المفقودين على مواقع التواصل الاجتماعي، مصحوبة بنداءات تطالب السلطات المحلية والمركزية للتدخل وتقديم يد المساعدة للبحث عن هؤلاء الشباب الذين تاهوا في عرض البحر. 14 شابا في عداد المفقودين وتم مساء الأربعاء الماضي انتشال ثلاث جثث والتعرف عليها، ويتعلق الأمر بكل من بن مرابط بلال 30 سنة وشنينة خليل 25 سنة وبلعرج عبد الحميد 27 سنة، بشاطئ بنزرت التونسية، ونقلها إلى قالمة أين ووريت الثرى بمقبرة وادي المعيز. ومازالت عائلات 14 شابا آخر تتمسك بأمل العثور على أبنائها أحياء، وتواصل رحلة البحث عنهم، بربط اتصالات مكثفة مع مختلف الجهات ومن بينها القنصل الجزائري بتونس، بوجود العشرات من الشباب الذين سافروا من قالمة إلى تونس للوقوف عن قرب عن مجريات الأحداث والبحث عن أبناء المدينة المفقودين في الرحلة. وقد أطلقت عائلات الشباب المفقودين نداءات استغاثة إلى السلطات ترجوها التدخل وتقديم المساعدة لها، مصحوبة بنداءات أخرى لأصحاب صفحات الفايس بوك تدعوها فيها إلى التوقف عن نشر الإشاعات التي عمقّت من جرح ومعاناة الأهالي المفجوعين على فقدان أبنائهم الذين غابوا عن الأنظار منذ أكثر من أسبوعين كاملين.